بيض الشرعية وسمارة الانتقالي

> تعمدت أن أتصفح نظام جنوب أفريقيا السياسي، فوجدت نفسي في جنوب اليمن، فكليهما يقعان في الجنوب، فجنوب أفريقيا يقع في أقصى جنوب القارة الأفريقية، وجنوب اليمن يقع في أقصى جنوب القارة الآسيوية، وجنوب شبه الجزيرة العربية.

ويتمتع البلدان بصفات متقاربة، فهناك البيض وشرعية حكمهم على ذوي البشرة السمراء، وهنا شرعية تنوي تطبيق نظامها على ذوي البشرة السمراء في الساحل الجنوبي، على أساس نبذ هويتهم كجنوبيين بإلصاقها تهمة ما يطلق عليهم صومال وهنود.

ورغم البون الشاسع بين بيض جنوب أفريقيا والبشرة السمراء إلا أنهما استطاعا أن يتبادلا الأفكار والأنخاب، وسلما جنوب أفريقيا من أي تدهور اقتصادي أو سياسي أو بيولوجي، واقتنع رئيس وزراء جنوب أفريقيا ديكلارك بلعبة الديمقراطية، وجاءت الفرصة لحكم الغالبية السمراء ومع ذلك سار قطار جنوب أفريقيا بسلام تحت قيادة الزعيم نيلسون مانديلا، الذي قال قطارة بنفس جديد تخلوا منه الأحقاد والرواسب، واستوعب الناس عقيدته في المساواة التي استقاها من ديننا الإسلامي الحنيف.

وسكان جنوب أفريقيا يأكلون ذيل الثور المحمر، والمشمر، ويتجنبون أكل جهازه الهضمي بينما أصحابنا يأكلون الجهاز الهضمي للثور ولا يأكلون ذيله، وهذا الذي جعل جنوب أفريقيا لا يتقاتلون داخلياً، يكتفون بالصراع على الأطراف، بينما أصحابنا مولعون بالقتال الداخلي، ولا يكتفون بصراع الأطراف من زعماء اليمن، حاولوا كسر قاعدة التفريق بين ذوي البشرة البيضاء وذوي البشرة السمراء فمنيوا بالفشل وذهبوا ضحية مسعاهم في تعديل هذه السيرة.

لكن سمر جنوب أفريقيا حلوا مشكلتهم مع الجنس الأبيض (الجنوب الأفريقي)، وبيض الشرعية لازالت مشكلتهم معلقة مع سمر الانتقالي، ورفض مشاركتهم في الحكم أو إعطائهم أي دور يجيز لهم التحكم في بلادهم، ممتنعون عن تطبيق اتفاقية الرياض الموقعة بينهما.

فلو أكلت الشرعية ذيل الثور المحمر والمشمر؛ لكان أسهل لها في التعاطي مع سمر الانتقالي، أما وأنها ترفض أكل ذيل الثور هذا سيقودها إلى مغادرة الملعب السياسي غير مأسوف عليها.

نظام الأبارشيد الجنوب أفريقي بمعنى عنه الأمن، ولم يعد له مكان في الخارطة السياسية العالمية، ونظام الأبار شيد الشرعية لايزال مسكوناً بهم، ومعلقة آمالهم بأن القطار الأبيض هو الأحق في إقصاء القطار الأسمر.

وهم لا يسمحون لسمر الانتقالي إلا بالانحناء ومد اليد لكن تحقيق تطلعاتهم في الحرية والسيادة والاستقلال، فهذا خط أحمر سيحول بشرتهم البيضاء إلى بشرة داكنة من ذات اللون الأسود.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى