أعراس الوطنية!

> زخرت لحج بالبهجة والنظارة.. هي الوادي وحوض الماء الكبير الذي يسقي العِطاش.. عطرها الفُل يملأ الفضاء شذىً.. وإنْ رَقَص الإيقاع اللحجي فلا أحد يسبقُه!

* إنّ لحج أُخت عدن ومورد أهلها.. ما عرف "العدنيون" جفاف حنفية الماء في بيوتهم إلاّ في هذا الزمن العاثر.. زمن "الوايتات" والتجارة بالماء الذي تروّج له السلطة الفاسدة!

* رأيتُ في مناسبات تربوية صورة "الخضيرة".. وهفونا لعدن "الثغر".. هذا الوادي الطويل الذي يمتد من الحوطة "المحروسة" إلى مدينة الشيخ عثمان هو الطريق المفتوح إلى محافظات الشمال.. كان وادي مسيل يصُب في بحر عدن منذ كانت "الرعارع" عاصمة لحج قديماً.. اتخذه الجنوبيون شريان حياة، بينما اتخذه نظام صنعاء طريقاً للغزو والاحتلال!

* في أذربيجان قرية اسمها "لحج" هي لؤلؤة الحرفيين، عدد سكانها 1000 نسمة امتهنوا حرفة "النّحّاسين" لا يكاد متحف أو معرض في أوروبا يخلو من تحفة أو قطعة سلاح صغيرة صُنِعَت في هذه القرية.. بينما صار "الشرق الأوسط" سوقاً كبيراً لسيوف وخناجر ورماح لحج القوقازية!

* هنا في مدينة الحوطة اندثرت خيام الحدّادين الخشبية بجوار المسجد الجامع في حافة "المحدادة" التي كانت تعيش في زمن الجنوب على وقع المطرقة والسندان، وتنتج مختلف الأدوات الزراعية.. كان الفرق كبيراً بين لحج اليمنية ولحج أذربيجان!

* لكن ماتزال في مدينة الفُل نقاط ضوء رغم العُتمة وشعاع أمل.. وستزدهر "الخضيرة"!

* احتفت لحج في ثلاثة صباحات بهيجة بتكريم أوائل الثانوية العامة.. كانت أعراس بمذاق القرمُش والمُلبّس!

* تخلل السنوات الثلاث هذه أعراس تربوية من نوع آخر كان أكبرها "المعرض الزراعي الحيواني" الذي أُقيم في مدرسة عباس الحُسيني بتبن، وهو المعرض الذي لملم باقتدار ثقافة وتراث وتاريخ لحج بين أجنحته!

* في الطريق الى الحوطة يذهلك سائق سيارة صغيرة قَدِمَ من عدن.. هو يشتاق لصبوح لحجي مكوّن من خمير أبيض "حامي" وطست من "فول مأمون" الشهير مع فنجان شاي أحمر!

* شَمَخَ تلاميذ مدارس لحج في المعرض العلمي الثاني البديع بمدرسة الثورة أيضاً في الحوطة "المحروسة" فقدموا إبداعات وابتكارات حازت على إعجاب قيادات المحافظة والزوّار من الأهالي والضيوف القادمين من مدن جنوبية أخرى.

* كذا فعلوا في "ورشة الموهوبين" عندما عرضوا صناعات وتقنيات من مواد بسيطة كقطع الكرتون والفلّين والبلاستيك والمطاط والزجاج والعاج!

ودلّ هذا الألَق الإبداعي على عظمة الإنساني اللحجي ومدى شغفه بالعلم والمعرفة.. حتى شعر الناس أن ريحاً قديمة هبّت على لحج من نافذة الزمن الجميل!

* ولأن لحج مدينة الفنون أحيَت إدارة الأنشطة المدرسية مسابقات برنامج "المُنشد الصغير" الذي شارك فيه موهوبون من مختلف المديريات تُوِّج بتشكيل فريق فني غنائي من خلاصة أجمل وأحلى الأصوات!

* وبعد أنْ كان من تحايا نزجيها مع عقد فُل بمناسبة هذه الأعراس التي تجلّت فيها الروح الوطنية في أروع صورها، فالأولى لمحافظ لحج المناضل اللواء أحمد عبدالله تركي والثانية لمدير مكتب التربية المتألق دوماً الدكتور محمد سعيد الزعوري والثالثة لشركة إسمنت الوطنية الداعم الرئيس لمهرجانات التكريم الفرائحية الثلاثة التي كان آخرها احتفالية شهر نوفمبر المنصرم في القاعة الذهبية بمدينة صبر.. وستزدهر لحج!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى