خرجت من مستشفى الصداقة بإلياذة د. وفاء دهبلي

> أربعاء 8 يناير، 2020م كان من أيام العمر زماناً ومكاناً.

كنت قد تلقيت دعوة من جمعية أصدقاء مرضى الأطفال الخيرية لحضور فعالية الطبق الخيري السنوي في مستشفى الصداقة التعليمي، وحمل لي الدعوة المصور البديع خالد ثابت (شقيق كابتن وديع ثابت)، وبرز حضوره في الفعالية كمصور ونصير للفعالية مع زوجته، د. أمينة هرهرة، التي نشطت فريق من الأطباء والطبيبات بقيادة د. سالم الوالي، مدير المستشفى.

فعالية الطبق الخيرية كانت ناجحة بكل المقاييس في كل فقراتها من حيث التنظيم والأطباق المتنوعة والشهية والعمل الغنائي والمسرحي البديع وبرزت مواهب واعدة ولا يسعني، بل ولا يسع كل من حضروا، منهم الأخ محمد سعيد سالم (أبو إسلام)، إلا أن يشد على أيدي قيادة المستشفى وكل المسؤولين من أطباء وطبيبات وإداريين في هذه المؤسسة الاستغناء على مستوى الوطن، بل وأكثر من ذلك، لأنك تقف على أرض مساحتها (172.000) متر مربع، والمساحة المبنية منها (90.000) متر مربع، ومبنى المستشفى يشكل صرحاً فاخراً بناه الأصدقاء السوفييت وشكل معلماً إلى جانب السد العالي المصري، وكان طاقم العمل فيه من المدير إلى الغفير يصل تعداده إلى (1200) فرداً، وبعد الوحدة بدأ هذا العدد في الانحدار ووصل مؤخراً إلى 500 فرد.

ويواجه المستشفى تزايد طلبات الإجازات بدون راتب للعمل في مستشفيات خاصة أو السفر إلى الخارج واضطرت إدارة المستشفى إلى التعاقد مع آخرين. ميزانية تشغيلية تعيسة لا تتجاوز إحدى عشر مليون ريال يمني شهرياً لولا أن منظمات دولية مثل (IRE) و (WHo) و (FMF) و (UNICEF) و (UNOPS) ولولا أعمال تلك المنظمات لانكشفت عورة المستشفى، حيث طرأ تحسن كبير بتلك المساعدات من تحسين الغداء والنظافة بموازنة قدرها (35) مليون ريال مقدمة من اليونيسيف شهرياً خلال الأشهر (يوليو - أغسطس - سبتمبر) 2019م، وقدمت مساعدات من اليونيسيف في قسم إنعاش حديثي الولادة ورفدت "الصحة العالمية" المستشفى بجهاز أشعة مقطعية وعملت إدارة المستشفى من خلال الموارد المقدمة على ترميم طوارئ الأطفال.

هناك ظروف سالبة أثرت على المستشفى، حيث واجه ويواجه ضغطاً كبيراً نتيجة إغلاق بعض المستشفيات وتزايد أعداد النازحين من محافظات جنوبية وشمالية وارتفاع منسوب ضحايا العدوى من الملاريا والدفتيريا والتيفويد، وغيرها.

هناك ضغوط تتمثل في الوضع الأمني ويواجه الأطباء والممرضون تهديدات من مسلحين يدخلون المستشفى، وكما هو معلوم أن البلاد تعاني انحداراً رهيباً في القيم الأخلاقية، وفي تقديري أن كل ما يجري هو بفعل فاعل خارجي وعدن هي المستهدفة.

أمضيت في المستشفى أكثر من ساعتين ونصف الساعة، واستهلك لقائي مع د. وفاء دهبلي، نائبة مدير المستشفى، معظم الوقت المذكور، وقدمت معلومات بالغة القيمة شكلت إلياذة من تأليفها، لأن هناك إلياذة الشاعر الإغريقي الشهير (700 ق.م)

وقفت أمام الاتحاد السوفيتي مرتين، مرة أمام هذا المعمار الطبي الضخم على مستوى الجزيرة العربية، ومرة أمام قائد ثورة أكتوبر 1917 فلاديمير اليتش اوليا نوف لينين وكتابه (ما العمل؟) وهذا السؤال يعيد نفسه في مستشفى الصداقة في حي عمر المختار بمديرية الشيخ عثمان، الذي يواجه ظروفاً وضغوطات ما أنزال الله بها من سلطان، ولولا المنظمات الدولية وفاعلو الخير المحليّون ومبادرات من أشخاص معنيين، منهم د. سالم الوالي والقاضي فهيم عبدالله محسن رئيس محكمة استئناف عدن ، لكان المستشفى في خبر كان.

شكراً د. وفاء دهبلي وكل المناضلين معها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى