على الأرض.. الحوثي في الشمال والانتقالي في الجنوب.. ثم ماذا؟

> يقال ما غريب إلا الشيطان، وينعكس ذلك على أوضاعنا الجاثم على مفاصلها الشيطان، لأن القضية الجنوبية أعادت ترتيب أوراقها عبر قرارات تاريخية منها ما أعلنته يوم 13 يناير 2006م في جمعية ردفان الخيرية الاجتماعية في حي عبدالعزيز عبدالولي، وكان ذلك إعلان التصالح والتسامح وتجاوز الجنوبيون يوم الدم إلى يوم الحب وتبع ذلك قرار تاريخي آخر وهو يوم 1994/ 7/ 7م، ونحن العالم أمام الإرادة الجنوبية الموحدة، وأتى الحراك أكله حيث أفرز الأبيض من الأسود وبرزت الإرادة الجنوبية ضد المحتل الشمالي، وكان لا بد من قلب الطاولة، حيث انتخب هادي رئيساً في 21 فبراير 2012 وأزيح صالح الشمالي وحل محله هادي الجنوبي، وكان السيناريو جاء ليقول لنا: لا قضية لكم فرئيسكم جنوبي.

دخل الوضع منعطفاً كاريكاتوريا عندما احتل الحوثيون صنعاء في 21 سبتمبر 2014م، والهدف من ذلك أن هذا اليوم سيحل محل 26 سبتمبر 1962م، ووضع هادي تحت الإقامة الجبرية، وفي 21 فبراير 2015م أعلن أن هادي هرب من صنعاء وفي طريقه إلى عدن ولم يطل بقاؤه في عدن. عندما أعلن أن هادي هرب إلى السعودية في 26 مارس 2015م، وتصدت المقاومة الشعبية في عدن لدخول الحوثيين إليها بقصد تدمير البنى التحتية واعتلاء قناصة مبان مرتفعة، ومارسوا حرب إبادة من خلال قنص المارة من نساء ورجال وأطفال، وفي 17 يوليو 2015م عاد الحوثي إلى نقاط حدودية كانت قائمة قبل 22 مايو 1990م، ومنذ ذلك التاريخ لم يذق الجنوب عامة وعدن خاصة طعماً للأمن والاستقرار.

المشهد على الأرض في الشمال يسيطر عليه الحوثيون، فيما سيطر الانتقالي على الأرض في الجنوب وانتقل الشرعيون إلى الرياض ومدن عربية أخرى، وأصبح الجيش الجنوبي في خبر كان بعد أن كان له ثقله سواء على مستوى الشطرين أو على مستوى الجزيرة والخليج، وتمكنت القوى الدولية المعادية من تحقيق ذلك بإدخال الجنوب إلى مشروع مشبوه تحت مسمى الوحدة اليمنية، ومن خلال ذلك المشروع تمت تصفية جيش الجنوب، ولا تزال مؤامرتا حرف سفيان في عمران وباصهيب في ذمار ثم حرب صيف 1994م، وثم تدمير المؤسسات الدفاعية والأمنية، ثم تركين الضباط في كافة المؤسسات الدفاعية والأمنية في بيوتهم حتى آلت السلطة إلى هادي وبقيت أوضاع العسكريين والأمنيين في أسوأ الأوضاع لتشمل القطاع المدني.

سرى الحديث عن عودة الحكومة إلى عدن ولا يشاهد شيء على الأرض، حيث لا ترتيب لأوضاع العسكريين والأمنيين مالياً وإدارياً، والحوثيون لايزالون مرابطين في مناطق حدودية، فالضالع مكشوفة أمامهم وتدفع ثمناً فادحاً جراء القصف الوحشي على مناطق متفرقة والضحايا كثر سواء على مستوى الرجال أو النساء أو الأطفال على نحو مجرد من أبسط القيم الأخلاقية، ومثل هذه الأعمال المشبوهة هي جزء من مخطط استخباري دولي على طريق قيام الشرق الأوسط الجديد الذي حدثتنا عنه كونداليزا رايس وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأسبق عبر مخطط حدود الدم، وكل أعمال الحوثيين تندرج في دائرة تلك الحدود.

نجد الحوثيين على الدوام في موقع "المعتدي" ليس على الشمال والجنوب، بل على مستوى الجزيرة والسعودية من ضحايا الاعتداءات الحوثية الإيرانية التركية التي تستهدف العرب وإذا كان الحاضر بشعاً فإن المستقبل أكثر بشاعة.

من المفارقات الغربية الإعلان عن تعيين طارق محمد عبدالله صالح وزيراً للدفاع في عدن، لأن لا وجود للشرعية في الشمال. إذن فعلى الشماليين النزول إلى عدن ومنها إلى الرياض لتمييع اللعبة السياسية على طريقة ملعوب حرب صيف 1994م.

لعلم الجميع إن أرحم الراحمين سيرد كيدهم إلى نحورهم.. آمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى