رضية إحسان الله.. الشمس التي لن تغيب

> اسم الفقيدة رضية إحسان يرتبط في ذهني بكثير من الذكريات تمتد من الطفولة والزمن الجميل إلى أيام الدراسة الابتدائية والجامعية.

فمنذ الطفولة، كان فندق (إحسان)، ذاك المبنى المميز بتصميمه، والواقع في وسط كريتر، مرتبطاً بلقاء العيد لكل أطفال عائلتنا، حيث كان يحلو لنا أن نذهب إلى مطعم (ديلوكس) الأنيق والذي يقع تحت الفندق مباشرة لنتناول الآيسكريم اللذيذ والشيبس وخلافه، كما كان اسم رضية إحسان يتردد في بيتنا بحكم أنها كانت رفيقة نضال والدي، رحمه الله عليه، وناشطة مؤثرة ضمن حزب الشعب الاشتراكي، الذي كان والدي عضو الهيئة العليا والمسؤول المالي للحزب، ويعمل ضمن قياداته أمثال العم عبدالله الأصنج، والعم محمد سالم والعم علي سالم، رحمة الله عليهم جميعاً، والعم محمد سالم باسندوة، أطال الله في عمره، وكثير غيرهم الذين تربطهم ببعض علاقة صداقة متينة، ومخلصة إلى جانب آمالهم وأحلامهم المشتركة والكبيرة في بناء الوطن والاتجاه به نحو التنمية والاستقرار.

ثم بعد ذلك وفي المدرسة الابتدائية والاعدادية، كانت وفاء عمر إحسان الله وفدوى فاروق إحسان الله، زميلات دراسة، وكان اسم العمة رضية في كثير من الأحيان يتردد ضمن أحاديثنا اليومية، ثم أخيراً، وعندما ذهبت للدراسة الجامعية في بغداد رأيتها مصادفة في كلية القانون والسياسة بجامعة بغداد، لم يكن لقاءً عادياً، كان وكأنه عودة إلى الماضي القريب، حملتني إليه تلك الساعة الحاضرة في ذهني حتى اليوم، رأيت في وجهها ملامح الظروف الصعبة والقاسية التي مرت بها ومر بها الوطن، أحسست بكل المعاناة والحزن والألم والإحباط، ومع ذلك لم تفارقها الابتسامة أبداً خلال حديثنا، قالت لي إنها تحضر لنيل درجة الماجستير في القانون!، ثم بعد ذلك كنت أراها في الجامعة كأية طالبة عادية مثابرة، خارجة من محاضرة أو في مكتب إدارة الكلية لأنهاء معاملة أو في نادي الكلية تشرب الشاي أو القهوة كانت دوماً وحيدة، وعندما يجمعنا لقاء معها كان تتحدث إلينا، نحن الأصغر سناً، بكل تواضع ولكن بثقة كانت ذات ثقافة عالية، أبهرتني شخصيتها! امرأة بتاريخها المشرف الطويل كان من الممكن أن تكون في أعلى المناصب اتكالاً على دورها النضالي، ومع ذلك اختارت أن تعيش في صمت واختارت مجالات أخرى للعطاء؛ حيث عملت في المكتب القانوني للدولة في صنعاء وبعدها أنشئت جمعية الحفاظ على الزي الوطني اليمني.

استمر إنتاجها الأدبي والفكري كصحفية وروائية ومهتمة بالتوثيق للتاريخ اليمني والحركة النسائية وحركة التحرير اليمنية، ولها العديد من الانتاجات الفكرية والأدبية، حيث صدرت لها عدد من الكتب منها: مولد الحركة النسائية، مشروعية التأمين، أبي قزمان إمام الزجالين، على قبورنا ستشرق الشمس، عدن مدينة خالدة، ميناء عالمي حر، حوار في الجامعة.

رضية إحسان رمز وطني يستحق التكريم على أعلى المستويات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى