جهود أهلية في يهر بيافع تنجح في سفلتة المنعطفات بنقيل الخلاء

> تقرير/ صالح لجوري

>
يهر وما أدراك ما يهر؟!.. إنها صاحبة زمام المبادرة في إصلاح وترميم ما أفسدته السنون العجاف في ظل غياب الدولة بمعناها الحقيقي واتجاه رأس المال اليافعي إلى زاوية البهرجة والبحث عن الشهرة خارج حدود يافع.


إن ما وصلت إليه مديريات يافع عامة من تدهور في الخدمات، التي يفترض أن تقدمها الدولة من خلال ممثليها في المحافظة والمديريات، يؤكد انعدام روح المسؤولية وهجرة الضمائر إلى منزلقات الهاوية حيث الجشع وأهواء المكاسب غير المشروعة، وهذا ما يرسم في الأفق لوحة قاتمة الألوان ترمي بظلالها على يافع لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض.
جهود أهلية تؤتي أكلها.. والحكومية لا حسيس لها
منذ مطلع العام الماضي تحول الخط الجبلي الرابط بين يافع لحج وعدن الذي أسس ببنية إسفلتية متواضعة للتنقل داخلياً، إلى خط دولي يربط العاصمة بالمحافظات الشمالية والمملكة العربية السعودية لتمر من خلاله يومياً آلاف المركبات والشاحنات الكبيرة، مما أدى إلى تهدم الأسوار والحواجز وتآكل الإسفلت بل وتعطيل حركة السير، حيث رصدت في هذا الطريق مؤخراً حوادث سير لا حصر لها، إضافة إلى أزمات إنسانية متعددة، وذلك بسبب قطع الطريق لأكثر من 48 ساعة، وهو ما يعرض الكثير من أبناء المنطقة للوفاة أثناء إسعافهم جراء مرض عارض أو ولادة متعسرة.


ويافع، رغم كل الظروف التي تخنقها، لازال فيها رجال ميامين خيرون، تضافرت جهودهم لتشكيل لجنة أهلية في مديرية يهر لردم الحفر في نقيل الخلاء، وتتطور الطموحات والمساعي الخيرة لتقوم اللجنة بسفلتة المنعطفات في النقيل الذي يعد الأكثر خطورة وتضرراً إزاء حوادث الشاحنات فيه.. وبسبب ضعف الإمكانات ولعدم استجابة الجهات المسؤولة ورجال المال والأعمال من أبناء يافع لمناشدات الأهالي بمد يد العون والمساهمة في سفلتة وإصلاح الطرقات، اضطرت اللجنة الأهلية لتشكيل لجنة أمنية منبثقة عنها برئاسة مدير أمن يهر العميد علي عبادي ناصر وعمر عسكر، مهمتها إقامة نقطة أمنية في الخط العام في يهر ومحصل مالي معزز بسندات رسمية، حيث يتم أخذ رسوم مالية من جميع الشاحنات والمركبات ذات الأحمال التجارية من 1000 إلى 5000 ريال يحددها المحصل وفقاً للحمولة ونوعها، وذلك كمساهمة في إصلاح نقيل الخلاء ومنعطفاته التي تسببت الشاحنات في خرابها.
روح المبادرة وحب الخير
بعد إشعار ملاك المركبات بالرسوم المالية وشرح الأسباب وراء ذلك، بدأت اللجنة الأمنية بتنفيذ مهامها التي قوبلت بالاستجابة والترحيب من قِبل ملاك المركبات الذين وثقوا بأن هذه المبادرة لإصلاح منعطقات النقيل. فاستطاعت اللجنة جمع مبلغ مالي مكنها من استقدام مهندسين متخصصين في عمل الطرقات، حيث تم التخطيط للعمل بمساهمة الأهالي بالأيدي العاملة والتنفيذ بالاتفاق مع مقاول على ترميم وسفلتة خمسة منعطفات تقدر بنحو 400 متر كمرحلة أولى بتكلفة 56 ألف ريال سعودي، بالإضافة إلى عمل مخارج لمياه الأمطار التي تصب في الطريق الأسفلتي وتحويلها بواسطة مخارج أرضية إلى شعاب نقيل الخلاء، وهذا ما حدث فعلاً، فقد استطاعت جهود اللجنة تحقيق الطموحات وتم تنفيذ العمل المتفق عليه وسط سرور أهالي المنطقة وملاك المركبات والشاحنات العابرة في الخط العام الذين شاهدوا الوعود تترجم على أرض الواقع.
مهمة إزالة العوائق من الخط العام
وما إن بدأ العمل بسفلتة نقيل الخلاء، بادرت اللجنة الأمنية بتنفيذ مهمة إزالة العوائق من أشجار وردميات ومخلفات الأمطار وردم للحفر في النقيل، لكن تنفيذ المهمة توقف بعد أن تم إزالة العوائق من نقيل الخلاء وحتى منطقة مورة أسفل يهر وذلك بسبب إعطاب إطارات الآلية المستخدمة لإزالة العوائق (الشيول).


العميد علي عبادي، المشرف على تنفيذ إزالة العوائق، أكد أنهم ناشدوا السطات ورجال المال والأعمال للمساهمة بشراء إطارات أو بجزء من المبلغ، لكن لا مستجيب حتى اللحظة.


كما أكد أن اللجنة مستمرة في عملها بجهود الخيرين لاستكمال ما تبقى من نقيل الخلاء ومن ثم الانتقال إلى نقيل الشعيبان الرابط بين مديرتي يهر ولبعوس، متمنية تضافر الجهود من قِبل السلطات وأصحاب المال لتوفير الإمكانيات اللازمة لإصلاح طرقات يافع التي ازدادت تدهوراً بعد استعمالها كخط دولي.
تساؤلات مهمة جداً
طرح مواطنون كثير تساؤلات متصلة بموضوع الطرقات تستوجب الرد، وتدور مجمل التساؤلات في دائرة تمكن اللجنة في يهر ونجاحها في تنفيذ عمل جبار عجزت الدولة عن تنفيذه وتغافل عنه أرباب دعم المشاريع بمردود نقطة أمنية واحدة، وهو ما يضع علامات استفهام حول إيرادات النقاط الأمنية في مديريات يافع الأخرى، كما طالبوا القائمين على المديريات بالإيضاح عن عدم تقديمهم أي خدمات للطرقات التي هي من ضمن اختصاصاتهم.


كما أبدى المواطنون استياءً من تجار يافع الذين تكتظ الأسواق والمتنفسات بشاحنات تجارتهم، واستنكروا متسائلين "أليس من الواجب عليهم أن يساهموا في إصلاح الطرقات التي أفسدتها مركباتهم؟!!".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى