تنبّب الخير!

> طغى منطق الحرب واشتدت الأزمة، لكن العرب قديماً قالت اشتدّي أزمة تنفرجي!

هذا البلد مبارك بدليل أن الناس تعيش.. ويقضون وقتاً طويلاً في التسوّق وكأن البلد يعيش أجواء من السلام وبحبوحة من الرخاء!.

* حتى في المناطق الأكثر اشتعالاً ترى حركة البيع والشراء في كل الأمكنة وعلى قارعة الطريق، ثم تأتي مع حلول الموسم فاكهة صعدة معقل الحركة الحوثية فتغزو كل الأسواق.

* هذه المرة فتح موسم البرد في عدن ولحج باباً لشراء كثيراً من الخضروات، بأسعار مناسبة لاسيما ثمرة الطماطم التي كان صعد سعرها في الفترة الماضية إلى 800 ريال للكيلو الواحد، بينما يبتاعه المواطن الآن بـ 100 ريال وبنوعية جيدة.

تنبّب بالخير، وتربة البلد خصبة والأرض تجود، ولو أن الحكومة تضطلع بدورها في دعم النشاط الزراعي على مستوى المحافظات لأكل المواطن من خير أرضه وما التفت للمستورد.

* بعيداً عن معارك الجيش مع الحوثيين شمال وشرق صنعاء، نريد أن نفهم في "السياسة" عن صيغة الحل السياسي المرتقب الذي يعد له المبعوث الأممي جريفثس، والذي ستبرز خلاله قوى سياسية جديدة فاعلة في الميدان تتصدر المشهد.

هذه الحكومة فشلت في إدارة الاقتصاد، ولو أنها استأنست كون هذا البلد سُمي بـ "أرض الجنتين" عبر التاريخ لما تركت المزارع يهيم على وجهه لا يملك من وسائل وأدوات العمل إلاّ البسيط وشحّت عليه في مادة "الديزل" وكلّفته مالا يطيق، بينما هو عاشق للتراب هائم بالزراعة مغرم بأرضه.

* كانت كلمة "العمّال والفلاحين" في زمن حكم الحزب الاشتراكي للجنوب، تُنبي عن مسيرة عطاء وشعور بدور "الشغيلة" في البناء والتنمية، فكان حضور المنجل والمطرقة رمزاً مهيباً للعمل المقدّس من أجل الكسب الحلال ورفاهية العيش.

كان مصنع الطماطم في منطقة الفيوش يتوسط واحة مُترعة بالجمال والاخضرار، ينتج ما يكفي جميع المحافظات الست وبجودة عالية، وكانت تلك المساحة الخضراء حولهُ مفعمة بالنشاط والعمل التعاوني.

* تنبّب الخير في الصباح الباكر تنطلق المركبات بحمولتها من الخضروات والفواكه بين المحافظات وتلتقي في الأسواق المركزية، والناظر لهذه الحركة يشعر بأن الوطن بخير وأن الأرض تعطي رغم خمس سنوات من الحرب والمعاناة، فقد ترى بائع "البلس" و "الجوّافة" يعرض بضاعته على الرصيف وفي طريق المسافرين، كما يفعل بائع البرتقال والتفّاح والبرقوق والفراولة.

رأيت هنا في عدن حبوب "السمسم" القادمة من أبين الخير بنوعيه الأبيض والأحمر، يسود في السوق وحركة دؤوبة لعشرات من معاصر سليط الجلجل في كل مناطق المدينة وإقبالاً للشراء بصورة مذهلة من قِبل المواطن وأصحاب المطاعم، ومنهم من يغلّف "أتناك" زيت السمسم في كراتين وتُرسل كهدايا للأهل في دول الجوار وربما أبعد من ذلك.

* يرى الناظر لحركة السوق عدم التزام باعة الأسماك واللحوم بالأسواق المخصّصة لهم فقد فتحوا أسواقاً جديدة ومحلات خاصة بهم، فترى طابوراً طويلاً من الطاولات والمظلات المركوزة عليها مع عدم حضور للدولة في هذا المجال لا في تنظيم الأسواق ولا في مراقبة الأسعار، ورغم وفرة هذه اللحوم وازدهار مزارع الدواجن إلاّ أن أسعارها خيالية تُعجز صاحب الدخل المحدود.

* تنبّب الخير.. شهدت عدن خلال الفترة الماضية حركة تجارية نشطة، فقد بدأت المخازن مليئة بكل أنواع البضائع المحلية والمستوردة، ونشاط غير مسبوق في فتح "مولات" جديدة بأكثر من منطقة، بينما تزيد أشواق التسوّق لدى المواطن في ظل غلاء فاحش وتدهور مخيف لسعر العملة الوطنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى