اليرموك كسبها خالد بن الوليد وخسرها مسئول مجاري الشيخ عثمان

>
إذا قلبنا صفحات تاريخ بلدية عدن وسلطة الضواحي في الشيخ عثمان والبريقة سنقف أمام روعة ووطنية فرسان تلك المؤسسات، فلو وقفت مثلاً منازل القلوعة (الروضة) ستجد الوحدات السكنية بأسماء أعلام عربية (ابن زيدون - ابن الرومي.. إلخ)، وإذا وقفت أمام مدن عدن الأخرى ومنها الشيخ عثمان ستجد معارك تاريخية خالدة أو أسماء تاريخية أو أعلام تاريخيين: شارع قرطبة - شارع الحمراء - شارع القادسية - شارع اليرموك، وغير ذلك من روائع القرارات المنفذة من ممثلي الشعب في بلدية عدن أو سلطة الضواحي، وهذا محسوب لهم، وهم في غالبهم محترمون حتى أعضاء المجلس التشريعي من العرب كانوا محترمين ويجلون ناخبيهم، وقمنا بتشطيب كل أحكامنا الجائرة على أولئك الممثلين البلديين؛ لأن تلك المرحلة غمرتها التشنجات عندما اشتغلت العواطف وتقفلت العقول.

من شوارع الشيخ عثمان شارع اليرموك المجاور لمبنى منتدى الفقيد محمد أحمد يابلي، ويقع ضمن هذا الشارع مسجد دغبوس، وجاءني عدد من سكان هذا الشارع، وهم من قراني، فقالوا يا أستاذ! الأقربون أولى بالمعروف رغم احترامنا لتناولك هموم وقضايا المواطن والقضايا الوطنية والقومية والإسلامية إلا أن معاناتنا تراكمت وتفاقمت، وكم صحنا! وكم شكونا! وكم كتبنا إلا أننا كنا نؤذن في مالطا.

المواطنون نفد صبرهم من هيجان المجاري التي طفحت داخل البيوت وخارجها، وأصبحت بيوت شارع اليرموك متميزة عن بيوت الشوارع الأخرى، ويرحم الله رجال بلدية عدن وسلطة ضواحي الشيخ عثمان الذين كانوا يحترمون ويجلون معنى اليرموك بالنسبة لتاريخهم العربي والإسلامي؛ لأن ثقافتهم مدنية تنسجم مع الروح الدينية للإسلام والروح الوطنية والقومية للانتماء، ولذلك كانت خدمات الماء والكهرباء تنطلق من هذه الروح، وبالنسبة لليرموك فقد خسرها مسئول المجاري في الشيخ عثمان، ورضي الله عنك يا خالد بن الوليد الذي كسب اليرموك معركة.

وقعت معركة اليرموك عام 15هـ بين المسلمين والروم، واعتبرها المؤرخون بأنها كانت من أهم المعارك في التاريخ، وكان الخليفة أبوبكر الصديق - رضي الله عنه - قد سير أربعة جيوش عربية إلى الشام في السنة الثالثة عشرة من الهجرة، ولما علم هرقل إمبراطور الروم بذلك جمع جيوشه، وبالمقابل أمر الخليفة أبوبكر القائد العسكري الفذ خالد بن الوليد بالمسير إلى الشام.

لبى القادة العسكريون طلب خالد بن الوليد بالقتال موحدين تحت قائد واحد، فتنازلوا له لقيادة المعركة، وخاضها بجيش لا يتعدى قوامه 36.000 جندي، ضد جيش هرقل وقوامه 240.000 مقاتل، ودخل خالد بن الوليد التاريخ من أوسع أبوابه قائداً عسكرياً من طراز فريد.

مطلوب منا وضع النقاط على الحروف وتسمية الأمور بمسمياتها؛ ذلك بأن القائد خالد بن الوليد كسب معركة اليرموك، فيما خسر مدير الشيخ عثمان اليرموك، وشتان بين المنتصر خالد بن الوليد، والمنكسر مدير مجاري الشيخ عثمان.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى