3 ضربات تدق المسمار الأخير في نعش "الإخوان"

> قيادات الإخوان في لندن تستغيث بمحامين لوقف تصنيف الجماعة منظمة إرهابية

> أمل غريب

خلال أسبوع واحد، تلقت جماعة الإخوان الإرهابية 3 ضربات أفقدتها توازنها، خاصة أن الضربات الثلاث لم ترتكز في جانب واحد، وإنما تعددت جوانبها، لتصيب كل أركان الجماعة. ففي لندن كانت الضربة الأولى، حيث بدأت قيادات جماعة الإخوان الإرهابية في إعادة ترتيب أوراقها المبعثرة، انتظارا للضربة القاضية التي تلوح بوادرها في الأفق، وتهدد أركان الجماعة، بعدما بدأ عدد من نواب مجلس العموم البريطاني في اتخاذ الإجراءات التنفيذية للضغط على الحكومة البريطانية لتصنيف الإخوان «منظمة إرهابية».

ووفقا لمعلومات حصلت عليها «صوت الأمة»، فإن لندن تشهد حاليا مجموعة من اللقاءات بين قيادات في التنظيم الدولى للإخوان مع شركات علاقات عامة، ومكاتب محامين، من أجل العمل على وضع تصور وخطة للتحرك، حال صدور قرار من الحكومة البريطانية ضد الجماعة، التي تعتبر لندن المقر الرئيسي لتحركاتها، وأيضا عاصمة لاقتصاد الجماعة الذي تتولى من خلاله الإنفاق على العمليات الإرهابية التي يقوم بها الإخوان في عدد من العواصم العربية.

وقالت مصادر إن عناصر من المخابرات التركية والقطرية يشرفون على هذه الاجتماعات، وأن الدوحة فتحت خطوط اتصال مع أعضاء بارزين في الحكومة البريطانية وحثتهم على عرقلة صدور القرار، مع التهديد بسحب جزء من الاستثمارات القطرية في لندن حال استهداف جماعة الإخوان.

وأكدت المصادر أن التخوف الرئيسي لدى قيادات الإخوان ومن خلفهم قطر وتركيا، أن صدور قرار بريطاني باعتبار الإخوان منظمة إرهابية، سيكون بداية لقرارات شبيهة من دول أوروبية، وسيشجع المشرعين الأمريكيين لتسريع وتيرة العمل في الكونجرس لصدور قرار باعتبار الإخوان منظمة إرهابية، ووضعها على اللائحة الأمريكية للمنظمات، خاصة أن البيت الأبيض منح الكونجرس الضوء الأخضر لذلك.

وقال النائب في مجلس العموم البريطاني، إيان بيزلي، إنه سيجتمع مع وزير الداخلية البريطاني لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، مطالبا الحكومة البريطانية وشركاءها بالتحرك السريع لتصنيف الإخوان كتنظيم إرهابي، مشددا على أن ذلك «التنظيم يحرض على الكراهية ويدعو إلى مهاجمة المسيحيين هنا وحول العالم».

وأضاف قائلا: «وزير الخارجية السعودي كان هنا الأسبوع الماضي، وقال إن السعودية حظرت تنظيم الإخوان من البلاد، بسبب معتقداتهم التي تحرض على الكراهية.. ومن الرائع أنه قال لك الكلام واستغرب كيف أن المملكة المتحدة لم تتخذ إجراءات مشابهة ضد ذلك التنظيم.. من الرائع أن نعرف أن تنظيما كهذا يستغل معتقدات ثقافة كاملة لمهاجمة المسيحيين وآخرين»، واصفا الأمر بـ «المرعب»، وقال «إنهم يستخدمون المساجد بطرق غير شرعية لبث الكراهية»، مشددا على أهمية أن تتصرف بريطانيا بشكل حازم مع تنظيم الإخوان.

وشهد البرلمان البريطاني الأسبوع الماضي، مطالبات من عدة نواب لحكوماتهم بضرورة حظر نشاط الجماعة، معربين عن تخوفهم من تنامي نشاط التنظيم الدولي للإخوان في لندن، وأعلنوا عن رفضهم من بقاء الإخوان ونشاطها داخل الأراضي البريطانية، حيث دعوا حكومة بوريس جونسون بضرورة التحرك واتخاذ إجراءات تؤدي إلى حظر نشاط الإخوان وطرد قيادات الجماعة من بريطانيا.

وشن بوب ستيوارت، عضو مجلس العموم البريطاني، هجوما عنيفا ضد الإخوان، حيث وصفها بأنها السبب الرئيسي في الهجوم على المسيحيين في مصر، مشيرا إلى ضرورة حظر الجماعة في بريطانيا، وقال أمام مجلس العموم: «التقيت بالإخوان في مصر عام 2011 في مقرهم الرئيسي وأكدوا لى أنهم ليس لديهم أي نوايا في مصر، وأنهم لا يسعون لحكم البلاد، والآن هم السبب الرئيسي في الهجوم على المسيحيين في مصر».

التحركات ضد جماعة الإخوان الإرهابية داخل مجلس العموم البريطاني ترافقت مع الضربة الثانية والمرتبطة بمصادر تمويل الجماعة، بعد الكشف عن مزيد من التفاصيل عن مصادر تمويل الإخوان والتنظيمات الإرهابية الأخرى في أوروبا، حيث بدأ الاتحاد الأوروبي في العمل على فرض قيود على 82 منطقة حرة بعد اكتشاف أن التعريفات الجمركية الخاصة بها ساعدت في تمويل الإرهاب وغسل الأموال وما يعرف بالجريمة المنظمة، وطرحت المفوضية الأوروبية مجموعة من القواعد الجديدة قبل أسابيع فقط من بدء مشاورة الحكومة البريطانية حول بناء ما يصل إلى 10 موانئ مجانية في بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.

وتلتزم السلطات في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي منذ 10 يناير باتخاذ إجراءات إضافية لتحديد الأنشطة المشبوهة والإبلاغ عنها في الموانئ والمناطق الحرة والتي حدثت نتيجة لارتفاع معدل الفساد والتهرب الضريبي والنشاط الإجرامي، وقالت السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي إنها ستراجع القضية مرة أخرى العام المقبل بسبب شعبية مثل هذه الموانئ بين الأفراد والمنظمات الإجرامية التي تسعى إلى التحايل على السياسات الأخيرة المتعلقة بسرية البنوك.

وتعتبر الموانئ والمناطق الحرة هي نوع من المناطق الاقتصادية الخاصة (SEZ) تختلف قوانين العمل والتجارة بها عن تلك الموجودة في باقي البلاد، حيث يمكن هبوط البضائع أو تخزينها أو تداولها أو تصنيعها أو إعادة تكوينها وإعادة تصديرها دون أن تخضع للرسوم الجمركية، وقال ريشى سانك، السكرتير الأول لوزارة الخزانة البريطانية أن «الاتحاد الأوروبي هو المكان الوحيد في العالم الذي لا يستخدم الموانئ المجانية».

ووفقا للتقرير، يسمح قانون الجمارك في الاتحاد الأوروبي بوجود الموانئ أو المناطق المجانية، حيث تدير جزيرة تابعة للتاج البريطاني ميناء مجانيا، وكمثال على الأنشطة المشبوهة التي تحدث في مثل هذه المواقع، لاحظت اللجنة أنه في ديسمبر 2016، صادرت السلطات السويسرية الآثار الثقافية التي سرقت من سوريا وليبيا واليمن والتي تم تخزينها في الموانئ الحرة في جنيف، وقال تقرير الاتحاد الأوروبي: «نقل اللصوص الأشياء المصادرة إلى سويسرا عبر قطر، حيث كانت ثلاث قطع من مدينة تدمر القديمة، وهي أحد مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو التي دمرت بشكل منهجي من قبل تنظيم داعش الإرهابي الذين سيطروا على المنطقة في مايو 2015».

أما الضربة الثالثة التي تلقتها الجماعة الإرهابية الأسبوع الماضي، كانت في تفكك مجموعة أصدقاء الإخوان، بعد إعلان أحد الأعضاء بمجلس شورى الدعوة السلفية، أن الإخوان تتبنى منهج التكفير، وأكد آخر أن الإخوان تنظيم منحرف عن الإسلام، ويتبني منهج الصدام والعنف والتطرف.

وقال الشيخ أحمد الشحات، عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، في مقاله المنشور عبر الموقع الرسمي للدعوة السلفية «أنا السلفي»، « إن كان لنا في الماضي عذر، فلا يسعنا الآن السكوت عما يجري في طول البلاد وعرضها، والجماعة تمارس العنف بكل صوره وتبارز المجتمع وتواجهه وتتحدى السلطة وتهاجمها بشكل دائم ومنظم، وتستحل في سبيل ذلك كثيرا من المحرمات والحرمات، مما دفعتنا هذه المستجدات بشكل عاجل إلى العودة لمنابع العنف في هذه الجماعة ودراسة تاريخها بشكل متأن، حتى نصل إلى الحقيقة في هذه التهم البشعة الموجهة للجماعة، وإلى تفسير مقنع لما تنتهجه من عنف تمارسه على الأرض».

وأكد سامح عبدالحميد، عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، «إن الإخوان جماعة منحرفة»، مؤكدا «الحقيقة الثابتة أن جماعة الإخوان فيها الانحرافات الكثيرة؛ والصدام والعنف والتطرف».

"صوت الأمة"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى