هذا في الشتاء؟!

> ما أن نشير إلى قدوم الصيف حتى تشعر بالخوف مما سيكون عليه الحال في العام السادس على التوالي من انقطاعات مستمرة في الكهرباء التي للأسف الشديد لم تتم المعالجات بشأنها، الأمر الذي يجعل معاناتها مستمرة، وهي المعاناة التي تنوع أضرارها على سكان الأماكن الحارة تحديداً، ناهيك عن ما تشكل من إرباك حياتي وتعطيل بعض المصالح التي تمثل عائداتها حلاً لآلاف الأسر.

نعاني في الشتاء من حالة الانقطاعات، فماذا سيكون عليه الحال صيفاً؟ حيث تزيد الأحمال جراء آلاف الأسر النازحة إلى عدن مع حجم الطاقة الذي لا يلبي أدنى الاحتياجات.

لقد استمرت السلطات بقاء الأوضاع على ما هي عليه من سوء عام تلو الآخر، ولم تعد مناشدات السكان مسموعة مطلقاً، والثابت أننا على أعتاب صيف غير مسبوق من حيث وطأة المعاناة، ولا نتعشم حلولاً ممكنة التي تتزامن مع دخول الصيف؛ لأنها وبحسب معطيات سنوات مضت ما هي إلا طرف حلول تستنفذ مخصصات مالية دون أن تضع حلولاً فعلية، ثم لماذا لم يتم العمل طيلة فصل الشتاء؟.

دوامة البحث عن حلول لم تأخذ منحى جدياً قط، فكما يُقال ربما مصائب قوم عند قوم فوائد، هذا هو الواقع للأسف، فلا مشكلة النفط ومشتقاته تم حلها، ولا تم تحديث المولدات المهترئة، ما يعني أن خطورة المشكلة في كل عام أشد من سابقه قطعاً، لا معجزة يمكنها أن تتحقق معالجة في وضع على هذا المستوى من التردي ما يعني أن المواطن سوف يتحمل كامل العناء مع ما يعانيه من تردٍّ معيشي وارتفاع في الأسعار، والحال للأسف غير محصور بالمعاناة في جانب الطاقة الكهربائية، فالحال مماثل في الخدمات الأخرى وتحديداً المياه.

بلادنا، لا شك، نموذج لأنواع الفساد إن لم نكن أصحاب الرقم القياسي فيه من حيث حجم الأموال التي تهدر على المشاريع الخدمية تحديداً، والتي لا تنجز بأبسط المعايير، كما هو حال مشاريع الطرقات وغيرها من البنى التحتية، ومن المثير للشفقة أن السلطات تتحدث عن الاستثمارات في مدن تفتقر للماء والكهرباء، ناهيك عن الابتزازات والاختلال الأمني، فإذا لم تستحِ فافعل ما تشتهي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى