متى يستنفر اليمنيون لمواجهة فيروس التطرف والإرهاب؟

> استنفرت جميع دول العالم كل طاقاتها المادية والبشرية والعلمية، بعد إعلان منظمة الصحة العالمية في 30 يناير 2020 أن انتشار فيروس كورونا الجديد يمثل حالة طوارئ صحية عامة، تثير قلقًا دوليًا لمواجهة فيروس كورونا غير المرئي، واتخذت إجراءات وقائية لحماية مواطنيها من خطره الذي يحصد أعدادا كبيرة يوميا من أرواح الناس، اليمن واحدة من الدول التي استنفرت واتخذت إجراءاتها الاحترازية شمالا وجنوبا لمواجهته وفقا إمكانياتها الشحيحة في خطوة يصفها الكثيرون بالرائعة، كونها تحمل أمل توّحد اليمنيين لمواجهة خطر كهذا "غير مرئي" يتهدد حياتهم، وتستحق الثناء لما تعكسه من تلاحم مجتمعي، ورسمي لإنجاح خطط الحكومة، ومنظمة الصحة العالمية، لمواجهة فيروس كورونا وحماية أرواح اليمنيين من خطره، حتى لا يقضي على من تبقى وظفر بالحياة من خطر الفيروسات المرئية "الإرهاب والتطرف والفساد".

حالة الذعر والخوف التي يحدثها فيروس كورونا في العالم، هي نتيجة لأسباب كثيرة منها سرعة انتشار وانتقال الفيروس من الشخص المصاب إلى الآخرين عن طريق العطس الذي يخرج ملايين الفيروسات في العطسة الواحدة، وعن طريق استنشاق الهواء واللمس والمخالطة، ويتسبب في قتل أعداد كبيرة من أرواح البشر، بالإضافة إلى عدم اكتشاف لقاح للوقاية من الإصابة بهِ، كما لم يكتشف بعد! الدواء الفعال لعلاج المصابين، حيث تجاوز عدد الحالات المصابة بالفيروس في العالم 374.088 شخصا، وعدد المتعافين 103.935 شخصا، فيما بلغ عدد الوفيات 16.322 بحسب آخر إحصائيات لمنظمة الصحة العالمية يوم 23 مارس، وقد حذر الدكتور تيدروس أدحانوم جيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يوم أمس الأول من تسارع انتشار فيروس كورونا حول العالم.

استشعرت دول العالم الأوروبية والغربية هذه الخطورة التي تهدد حياة البشرية، ما دفعها للقيام بمسؤوليتها تجاه شعوبها واندفعت مراكزها ومؤسساتها البحثية للبحث عن حلول، ولقاح ودواء للوباء، واتخاذ الحكومات الإجراءات الاحترازية منها: الحظر المنزلي وحظر التجوال، وإنشاء مراكز الحجر الصحي للمصابين، ولعل عدم وجود فيروسات أخرى تنافس كورونا في قتل مواطنيها جعل فيروس كورونا الخطر الأوحد الذي يتهدد حياة شعوبها مما ساهم في توحيد جهودها لمجابهته.

التحق اليمن شمالا وجنوبا بهذا الاستنفار واتخذ حزمة من الإجراءات الاحترازية والوقائية لمواجهة خطر فيروس كورونا وفتح مراكز الحجر الصحي، وإغلاق المنافذ والجوية والبرية والبحرية ومنع التجمعات في الأسواق وصلاة الجماعة في المساجد وتعليق الدراسة في المدارس والجامعات وإقامة الورش والندوات التوعوية بمخاطر الفيروس وانتقال العدوى، وتوحدت الفعاليات والأنشطة والجهود الرسمية والمجتمعية في سائر المحافظات اليمنية لمواجهة الوباء الذي يهدد ملايين اليمنيين في هذا البلد الفقير الذي تطحنه الحرب، وتلقى هذه الجهود ارتياحا شعبيا، رغم أنها رمزية ولا يزال يرافقها بعض القصور والإخفاق وغياب الشفافية والوضوح وعدم الإفصاح عن الأعداد المصابة.

هكذا توحدت الجهود المحلية والمجتمعية في اليمن شمالا وجنوبا لمواجهة خطر فيروس كورونا "غير المرئي" الذي لا دين ولا وطن له، ولا يختلف خطره كثيرا عن خطر بقية الفيروسات المرئية كفيروس الإرهاب والتطرف والكراهية التي تحصد أعدادا كبيرة من أروح أبنائه، وتدمر مقدرات المجتمع اليمني الذي يغتاله بشكل يومي فيروس الإرهاب والتطرف والفساد، فمتى يستنفر اليمنيون ونراهم متوحدين لمواجهة خطر الإرهاب والتطرف؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى