عدن.. هدوء حذر وخلو للشوارع وإغلاق المحال والمرافق تحسبا لـ"كورونا"

> عدن «الأيام» خاص

> هدوء حذر خيم على العاصمة عدن منذ الساعات الأولى لصباح أمس، رافقته مخاوف جمة وترقب للإعلان عن أول إصابة بوباء كورونا الذي وصل إلى حدود اليمن، وسط أنباء عن وجود إصابات داخل الأراضي اليمنية.

ورغم تأكيد السلطات الرسمية في الجنوب والشمال بخلو اليمن من الوباء حتى اليوم، إلا أن المواطنين في العاصمة عدن التزموا منازلهم وامتنعوا عن الخروج؛ إذ أغلقت المحلات التجارية أبوابها، ومنعت قوات الحزام الأمني ارتياد الأماكن العامة، فعمدت أجهزة الأمن من منذ الصباح الباكر على الانتشار في شوارع المدينة وبالقرب من المولات وأسواق القات منعاً لمعاودة التجمع فيها.


مناطق العاصمة عدن بدت طيلة يوم أمس خالية على عروشها، وظهرت الشوارع فارغة من السيارات والمشاة، في مشهد هو الأول من نوعه لم يحدث حتى أيام الحروب والتوترات العسكرية التي شهدتها العاصمة خلال السنوات الماضية، وفقاً لوصف شهود عيان وسكان عاشوا حروباً وأحداثاً وأزمات شهدتها العاصمة عدن.

حركة الأطفال في الشوارع ومشاهد تجمعاتهم بجوار البيوت والأزقة اختفت هي الأخرى، الموظفون في المرافق العامة امتنعوا عن الدوام، وكثير من المرافق قلصت نسبة الدوام وحضور الموظفين إلى أدنى المستويات، تحسباً لانتشار الوباء.. لا أحد يغادر منزله ويخرج إلى الشوارع في عدن سوى رجال الأمن المنتشرين لمنع أسواق القات والمولات والمحلات التجارية الكبيرة والتسوق من معاودة العمل، بعد قرار القيادة العامة للحزام الأمني والدعم والإسناد القاضي بإغلاق هذه المحلات.


إلى جانب دوريات الحزام الأمني والمقاومة، هناك سيارات إسعاف وعربات صحية انتشرت في الشوارع وتجوب الأحياء السكنية بمكبرات الصوت لتوعية المواطنين وإعطاء نصائح عن كيفية الوقاية من الفيروس، وشرح طرق العدوى وأساليب التعامل مع المصاب.


مشهد مخيف في عدن يشير إلى أن القادم سيكون أسوءاً إن وصل الوباء إلى المدينة التي تشهد فشلاً ذريعاً لسلطاتها المحلية وأجهزتها الصحية، وما يضاعف المخاوف هو التحشيد العسكري لقوات الشرعية اليمنية والتعزيزات لعسكرية التي تصل تباعاً إلى تخوم عدن ولحج وأبين ضمن مخطط لاقتحام المدينة.

وباشرت الأجهزة في أولى خطواتها إغلاق الفنادق وصالات الأفراح والمتنزهات وأسواق القات والمولات التجارية، ومنها الحجاز عدن الدولي، شمسان مول، وسوق ظمران، وهي من أشهر الأسواق بمديرية المنصورة.


وقال شهود عيان: "إن هذه الحملة لم تشمل باقي الأسواق في عدة مديريات، فهناك كثير من المحلات التجارية بالمدينة القديمة "كريتر" بقيت متاجرها مفتوحة، وهذا يعكس مدى قلة الوعي بين أوساط المجتمع بخطر فيروس كورونا".

إلى جانب الإغلاق، شملت أيضاً تدابير احترازية وقائية اتخذتها الحكومة في اليومين الماضيين تجنباً لمنع انتشار فيروس كورونا، منها إغلاق المطار وتعليق التعليم العام، وصلاة الجماعة في المساجد، وكذا تعليق القضاء وبعض المؤسسات والوزارات عن مزاولة أعمالها مؤقتاً.


وعلّق لـ "الأيام" كثير من المواطنين على القرارات التي اتخذتها الجهات المسؤولة بتطبيق التدابير الاحترازية والمنع الكلي، مبدين استيائهم من عدم التزام الجميع في اتباع وتطبيق الإجراءات للأهمية، كمنع أسواق القات، وبقي مقتصراً على تطبيق قرار إغلاق المساجد دون سواه، كل ذلك استشعاراً بالوعي الصحي في كيفية منع وقوع العدوى من خلال الالتزام بالمكوث بالبيت وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى.


الأكثر خوفاً هنا في عدن هو استغلال الوضع من قِبل الأطراف المتصارعة وتحويل المدينة إلى ساحة حرب وتصفية حسابات والسعي لتحقيق مكاسب سياسية ومناطق سيطرة عسكرية على حساب الوضع الصحي والمعيشي والتمويني، فالأطراف التي حاربت عدن بالخدمات من قطع للتيار الكهربائي، وافتعال أزمات وقود لن تألوا جهداً في قطع الغذاء، واللعب على وتر الجانب التمويني للضغط على سكان المدنية وإجبارها بالتسليم والخنوع لصالح مشاريع سياسية خارج إرادة الإجماع الشعبي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى