إلى محبي أبين.. الدلتا تتلاشى

> عندما يوكل الأمر لغير أهله تسقط هيبة الدولة، فتضيع قواعد الضبط والمحاسبة القانونية والشرعية والعرفية بل والأخلاقية إلا من رحم الله، ومن يحاول محاسبة طرف من أطراف المنظومة الفاسدة، سيصاب بالدوران وهو يبحث عن المسبب الذي يستحق المحاسبة فلا يصل إلى يقين، بسبب امتداد الخلل من رأس الهرم إلى قاعدته، في حالة كهذا العنصر النزيه يجد نفسه في بيئة غريبة، وما عليه إلا أن يبحث عن كبش فداء في إطار سلطته، أو يستقيل من عمله أو يستسلم أمام منظومة الفساد على سبيل المثال.

من المسؤول عن حرمان الأراضي الزراعية في دلتا أبين من الاستفادة من سيول بنا وحسان؟ التي تذهب إلى البحر كل مرة، هل سمعتم عن عقوبة اتخذت على المعنيين بالأمر؟ أو عن تقديم استقالة قيادي بسبب عدم تمكنه من تأدية عمل ناجح؟ شخصياً لم أسمع.. لكم الله يا مزارعي دلتا أبين، لقد أُجبرتم على التخلي عن أراضيكم الزراعية بطرق مختلفة، بعيداً عن عقوبة (الخل والهوان) المتعارف عليها في الدلتا.. من المعروف أن استصلاح أراضي دلتا أبين بدأ في 1948م بمشروع متكامل وضعه خبراء بريطانيون لزراعة القطن في الأساس، ويتكون من (استصلاح الأرض - تأسيس مركز أبحاث - بناء محلج للقطن) بدؤوا باستصلاح الأراضي في دلتا - بنا - وحسان، وتنظيم شبكة الري، وفرض نظام ضمن إيصال مياه السيول إلى الأراضي المستصلحة على مشارف البحر، سمي بنظام (الرداعة والمنتهى)، فتسابق الفلاحون على القبول بالأرض أينما كانت، وبحرثها حصلوا على عائد مشجع جعلهم يتمسكون بها.. من امتد عمره من ذلك العصر إلى اليوم يبكي على ما وصل له حال أبين وأهلها.. لقد تصحرت أراضي الدلتا وانعدمت المساحات الخضراء التي كانت تزين أبين، كان العبث بشبكة الري الوسيلة الأساسية لتصحر أراضي دلتا أبين، وتخلي المزارعين عن الأرض، وهنا نتساءل هل ذهاب سيول بنا وحسان إلى البحر بشكل متواصل، وراءه عمل تخريبي يستهدف تدمير دلتا أبين (سلة الجنوب الغذائية)؟ أيضاً رفع أسعار بيع الأرض هي وسيلة لانتزاع الأرض من ملاكها، وبالتالي تصبح من حق المشتري المتاجرة بها إما عبر مخططات سكنية، أو إقامة مشاريع مختلفة، منها ما تتسبب نفاياتها في تدمير الزراعة مثل مغسلة السيارات في محطات البترول وعوادم محطات الكهرباء.

أمام تلاشي الرقعة الزراعية في (دلتا أبين) بقصد أو بدون قصد، لن نجد من يغار على أبين غير أبنائها المناضلين الأنقياء شيوخاً وشباباً، وفي المقدمة أبناء الدلتا من الخبراء في منشآتها الثلاث (دلتا أبين - الأبحاث الزراعية - محلج القطن) ليتصدروا حملة إعادة الوجه المشرق لأبين (سلة الجنوب الغذائية)، وذلك بعقد ندوات تقدم فيها أبحاث علمية للأضرار المترتبة على تدمير الزراعة في منطقة الدلتا، ولإمكانية تجنب هذه الكارثة من خلال إعادة العمل بالأنظمة التي وضعت وضمنت عدم ذهاب مياه السيول إلى البحر من ناحية، ونظام الري الذي جعل الزراعة تصل إلى مشارف البحر من ناحية أخرى.. ووضع نظام للمحاسبة تجاه القصور واللامبالاة بمختلف المجالات المرتبطة بالزراعة.

هذا هو العمل المنتظر ممن يعز عليه ما وصل له الحال في أراضي دلتا أبين.. ونحن على ثقة أن أبين ولادة للقيادات النموذجية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى