موجة قلق متزايدة جراء الحشود العسكرية وانتهاكات حقوق الإنسان في أبين

> حقوق الإنسان بالانتقالي: رصدنا 47 جريمة اغتيال واختطاف

> تقرير/ عبدالله الضبي

مر نصف عام منذ سقوط عدد من مناطق محافظة أبين في قبضة قوات موالية للحكومة، معززة بمسلحين من محافظات مأرب والجوف موالين لحزب الإصلاح الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، يقول الأهالي إن حياتهم تحولت إلى جحيم ويتعرضون لأعمال قمع وانتهاكات واعتقالات حولت حياتهم إلى جحيم ومناطقهم صارت سجناً مفتوحاً.

ومنذ اقتحام القوات المحسوبة على الحكومة عدد من المناطق في محافظة أبين عقب أحداث أغسطس الماضي تشهد تلك المناطق أعمال عنف واقتتال راح ضحيتها العديد من المدنيين وأفراد من قوات الحزام الأمني، ويعتبر كثير من الأهالي أن مناطقهم فقدت طابعها المسالم مع قدوم مسلحين من خارج مناطقهم وسيطرتهم على مواقع عسكرية تابعة لأبناء مناطقهم من قوات الحزام الأمني.

وأثار استقدام قوات عسكرية تابعة للحكومة مؤخراً قلقاً واستهجاناً كبيراً بين أوساط المدنيين في مدينة شقرة، وحولت المدينة إلى مربع مغلق ومحاصر من جميع الاتجاهات، لاسيما من جهة جبال العرقوب المطلة على المدينة من الشرق، حيث تتكدس الأسلحة الثقيلة فوق تلك الجبال موجهة باتجاه المدينة ومن الغرب عند (جبل قرن امكلاسي)، حيث تتمركز قوات محسوبة على الحكومة.

اغتيالات وإخفاء قسري وتهريب أسلحة ومخدرات
ويقول رئيس دائرة حقوق الإنسان بالمجلس الانتقالي في محافظة أبين، علاء صالح محمد: إن انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان تحدث بصورة مستمرة وتقوم بها المليشيات القادمة من خارج المحافظة في كل منطقة تسيطر عليها بالقوة في محافظة أبين.
وأضاف: "إدارة حقوق الإنسان بالمجلس الانتقالي بأبين وثقت انتهاكات وجرائم قتل والاختطافات، وإخفاء قسري ومداهمات منازل واعتقالات وأعمال تقطع للمسافرين، كما رصدت تهريب أسلحة ومخدرات".

وتابع قائلاً: "بإمكانياتنا البسيطة وثقنا، خلال الخمسة أشهر الماضية، ورصدنا (23) جريمة اغتيال و(24) جريمة اختطاف وإخفاء قسري وأربع جرائم اختطاف لمسافرين كما رصدنا (5) محاولات اغتيال و (8) جرائم تقطع ومئات الانتهاكات التي طالت المدنيين إلى رصد عمليات تهريب للأسلحة والمخدرات، واقتحام المدن في أحور ومؤدية بالقوة المفرطة".

حرب خدمات
وأشار علاء صالح إلى أن جماعة الإخوان التي تسيطر عبر مسلحيها على عدد من المناطق بمحافظة أبين تمارس انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان سواء في المناطق التي يسيطرون عليها عسكرياً أو مناطق نفوذهم من خلال التحكم بمركز القرار لحكومة الشرعية، واستخدام نفوذهم لمعاقبة محافظة أبين خاصة المحافظات الجنوبية عامة من خلال حرب الخدمات، وقطع رواتب الموظفين.

مداهمات ليلية وسلوك مليشاوي
من جانبه اعتبر الشيخ شائع الداحوري، شيخ قبائل الجبل الفضلي، بمحافظة أبين: "أن تواجد مواقع عسكرية بالقرب من مساكن المواطنين تسببت بالكثير من المشكلات، ومنها مصادرة حرية المواطنين وتقييد حركتهم ومنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعة التي ألفوها من أعمال الزراعة والرعي وغيرها، من الأعمال الحرة، كما تحولت تلك المناطق إلى سجن مفتوح يتم مصادرة حقوق الناس في السفر والتحرك بين أماكن أعمالهم وبين قراهم ومساكنهم.

وأضاف الشيخ الداحوري، في حديثه لـ "الأيام" عن معاناة المواطنين في مناطق سيطرة القوات الحكومية قائلاً: "تتعرض منازل المدنيين بشكل يومي لمداهمات ليلية وأعمال استفزازية، في حال حدوث أي طارئ على المواقع العسكرية، وقد تكررت الشكاوى للجهات الحكومية وعبروا لها عما لحق بهم من أضرار نتيجة تواجد المسلحين بالقرب من مساكنهم، ومع الأسف كان الرد من قبل قادة المواقع المتواجدة في العرقوب أن عرضوا على المواطنين خيارين: إما بيع أراضيهم أو تأجيرها لهم.

وتابع: "أدى ذلك إلى موجة غضب بين أوساط السكان، وتحولت القضية إلى احتجاجات وأعمال عنف رفضاً لعبور تلك القوات وتوغلها في مناطقهم وفاقم الأمر اعتقال ثلاثة من أبناء المنطقة بطريقة مذلّة ومهينة، وتقييدهم بالسلاسل ونشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي ليتداعى عقب الحادثة كل أبناء الجبل لمواجهة الحادثة المهينة لهم والتي ترفضها جميع القوانين الوضعية والشرائع السماوية".

وقال الشيخ الداحوري: "تم اعتقال أبنائنا أثناء مرورهم في الخط العام وبالقرب من محطة مثلث (شقرة - أحور - لودر)، وكان اعتراضنا على الطريقة التي أظهروا فيها أبناءنا وأسلوبهم المذل في التعامل معهم وإصرارهم على إبعاد أبنائنا خارج المحافظة أبين، ومطالبنا كانت على ضرورة عودتهم إلى المحافظة، ومحاكمتهم، وفقاً القانون وإزالة الضرر عن ساكني المنطقة".

وأضاف: "الحقيقة نحن لا نعلم ما الذي يجري لأبنائنا داخل المعتقل، ولكن ما شاهدناه جعلتنا نجزم أن تعاملهم مع الأسرى والمعتقلين سيكون أسوأ مما تم نشره" وهي أعمال لا تقم بها إلا مليشيا خارجة عن النظام والقانون".
واختتم الشيخ الداحوري حديثه بتوجيه رسالة عبر "الأيام" إلى القيادات المحسوبة على الشرعية في شقرة والعرقوب، محملاً إياها مسؤولية التصرف خارج نطاق القانون وأخذ العبرة من سلوكيات وممارسات مليشيا الحوثي التي عاثت في الأرض فسادًا.

تنسيق حوثي إخواني لإفشال اتفاق الرياض
ويقول صلاح اليوسفي، نائب ركن التوجيه المعنوي للحزام الأمني بمحافظة أبين: "هناك تنسيق حوثي إخواني لإفشال اتفاق الرياض، من خلال الدفع بقوات إضافية باتجاه محافظة أبين شاهدناها خلال الأسابيع الماضية واعتقالات لأفراد المقاومة الجنوبية في مديرية المحفد، واستهداف مواقع الحزام الأمني بقذائف الهاون في بعض قرى دثينة مفرق الرئيس خلف (امخديرة) بمحافظة أبين".

وأضاف: "تأتي هذه التعزيزات الإخوانية المتواصلة إلى جبهة مدينة شقرة ليقابلها رفع الاستعداد القتالي للقوات المسلحة الجنوبية والتي أعلنت الجاهزية القتالية للدفاع عن الأراضي الجنوبية من مليشيات الحوثي وحزب الإصلاح التي تعيق تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية".
وتابع اليوسفي: "التعزيزات الإخوانية إلى شقرة وتعزيزات الحوثي إلى بعض المناطق الجنوبية والقصف الذي يستهدف قرى في يافع الحد يأتي بالتنسيق مع جماعة الإخوان التي تعزز مليشياتها في شقرة وعتق، في حين يعزز الحوثي مليشياته في جبهة ثرة والبيضاء باتجاه الحد يافع".

وأشار إلى أن دفاع جماعة الإخوان عن الوحدة هدفه استغلال ثروات الجنوب وآبار النفط في شبوة وحضرموت التي يسيطر عليها أفراد وقيادات محسوبة على الجماعة.
ويختتم اليوسفي حديثه لـ "الأيام" بالقول: "اتفاق الرياض نص على توحيد الجهود ياتجاه مواجهة الخطر الحوثي والنفوذ الإيراني لكن جماعة الإخوان رموا بكل ثقلهم للتنسيق مع المليشيات الحوثية لإرباك المشهد وإفشال تنفيذ الاتفاق".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى