قبل أن نتكورن

> كارثة عالمية حلت بكل شعوب المعمورة، جائحة وبائية تفشت ولم تستطع كبريات الشركات الوقائية العلاجية العالمية إيقافها.

دول عظمى أرعبت منها، ومنظومات صحية تهاوت أمامها، الكل عاجز.. عالم مذهول أمام فيروس كوني كوروني قاتل لا يرى بالعين المجردة، ابتلى الله به عباده للعودة إليه وتنقية الأنفس روحياً وصحياً من سوءات وشرور الأعمال.

شعوب لها طقوسها الخاصة، في المأكل والمشرب وتجمعاتها، رغم رقي ومستوى نظافتها، إلا أن الكارثة حلت بها والوباء تمكن منها، لما لتلك الطقوس والأجواء ومسبباتها من دور في التهيئة لتفشي وانتشار الوباء ...

ونحن في وطننا الجريح رغم المآسي والألم والصراعات والأزمات والحزن، وتعطل كل مناحي الحياة، وصعوبتها والأجواء مهيئة لأوبئة سابقة فتكت بنا ولم نستطع مقاومتها، لكن صمود الشعب أمامها بالإرادة والإيمان، رافعاً يديه مبتهلاً لخالقه أن يرفع الغمة والأزمات التي تحل بنا، وأمام ظلم العالم الجائر بحقنا (حصار، جوع، فقر، قتل، مرض..) ولم يبال بنا أحد. حروب دمرتنا لسنوات ولازالت رحاها تدور حتى اللحظة مهيئةً للكارثة المحتملة في حال وصول هذا الفيروس الذي لم يرحم، فكيف يكون حالنا يارب؟.

أيدينا المرتعشة على قلوبنا المرتجفة، من وضع كارثي نعيشه بكل الأطر في البلد المنشود، ومع استعداد الكل لمواجهة هذا الوباء الكارثي المدمر، والقاتل في كل بلدان العالم ومنطقتنا العربية، والجنوب أحدها، فإننا أمام معضلة كبرى وتحد حقيقي وصعب، لا تساهل أو تهاون فيه، يستوجب بضمير حي تحمل روح المبادرة التطوعية وحشد الطاقات على أعلى المستويات وتكثيف الجهود بشكل غير مسبوق، بتماسك وتكاتف لا نظير له، وبتعاون مجتمعي حزبي وسياسي لا سابقة معه.. الكل متحد، دون تقاعس أو إهمال لأي كائن كان يمكن أن يسمح للوباء أن يفتك بنا وللحياة أن تنتهي هنا، جراء هذا الفيروس الذي اجتاح الأرض.

فيا أهلنا ومسؤولينا وشعبنا ككل، لابد من الاحتراز منه وبقوة، وكل منا يقوم بواجباته دون إهمال أو تزمين مؤقت، فلينطلق الكل لتطبيق المرحلة الوقائية الأولية بالتوعية والإرشاد والتوجيه والنصح، واستماع للتعليمات الصحية وتطبيقها واقعياً، آخذين بالنصح من عشرات بل مئات من تلك الفرق المتحركة بكل المحافظات بجهود طوعية ومبادرات شعبية، ومنظمات المجتمع المدني التي نراها بالأحياء، ونقرأ عنها في الصحف ونسمع عنها عند المعنيين، ونطالب بالإشراف الرسمي الوزاري وكل الجهات المختصة؛ كالصحة والإعلام والإرشاد والتثقيف وكل المختصين بشؤون الوطن، لأخذ تلك الاحترازات الوقائية في شتى مناحي الحياة، كي ننقذ ما يمكن إنقاذه لو حلت بنا الفاجعة المتوقعة، لا سمح الله.

فقبل أن نتكورن، لا سامح لله، ونسأله أن يبعده عنا، ويرحمنا برحمته، فوضعنا الصحي مزر ولا يسر متفائلاً، في ضل تشتتنا وانقسامنا حتى على المستويات الصحية والعلاجية كمنفذ يسمح للكارثة أن تصل إلينا، في هذا الظرف الصعب وهذه الأيام السوداوية المعتمة بكل الاتجاهات.

وبما أن الأمر برمته هو صحياً وعلاجيا لمواجهة الجائحة الوبائية، يستوجب علينا العمل الحقيقي بجدية تامة، بعيداً عن الصراعات السياسية، وعدم تسخير ذلك الوباء لإحراز نقاط كل طرف على الآخر باستغلال سياسي غير شريف ووسخ، فإن الموت سيصلنا جميعاً ويزهق أرواحنا كلنا، ولن ينظر إليك من أي تيار أو حزب أو مكوّن انت!

قبل أن نتكورن، على كل الضمائر الحية التحرك والعمل استعدادا للنزال، وعلى الجيش الأبيض من ملائكة الرحمة الاستعداد الأمثل والحقيقي، والجهات الصحية تفعيل المحاجر وتزويدها بالمحاليل العلاجية والطبية الوقائية، والكادر الطبي المختص التأهب للمواجهة..

الوقت الوقت.. الحدث الحدث.. الزمن يتسارع وأحداث الوباء تتغير، فلنجعل من ضمائرنا تصحو وتستيقظ بقوة، تاركين خلفنا ثقافات ابتلينا بها (أين موقعي من الكسب والخسارة؟)، بل نغيرها حاملين شعار يحمل التحدي بروح المبادرة التطوعية (أين المهمة الموكلة إلي التي من خلالها أخدم المجتمع؟) فالوطن أمانة بالأعناق، والشعب الصامد المرابط في ذمتنا ينتظر ويستغيث.. فهل نصحو قبل أن نتكورن.

أسال الله أن يحفظ البلاد والعبادة من كل وباء قاتل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى