انزعاج في أوساط الشرعية جراء «اتفاق تهدئة» بين أطراف جنوبية بعدن

> عدن «الأيام» خاص

>
كشفت لـ«الأيام» مصادر رفيعة، أن انزعاجاً عمّ دوائر عسكرية وسياسية نافذة ومراكز قوى في حكومة الشرعية اليمنية، جراء اتفاق التهدئة الذي توصلت له لجنة الوساطة في لقائها بممثلي الانتقالي والشرعية، أمس الأول، في مقر التحالف العربي بالعاصمة عدن.

المصادر ذاتها، أكدت أن قيادات عسكرية بالجيش اليمني في مأرب وشبوة، أبدت اعتراضاً على نتائج اللقاء واعتبرت العودة إلى تنفيذ اتفاق الرياض كحل لنزع فتيل التوتر بأبين بمثابة "هزيمة" وتقويضاً لمشروع التمدد العسكري للقوات الشمالية في الجنوب، مشيرةً إلى أن قيادات شمالية جلها من المحسوبين على الجنرال علي محسن الأحمر رفضت فكرة سحب قواتها من أبين وشبوة.

وقالت المصادر في إفادة خاصة لـ«الأيام»: إن "اللقاء في مقر التحالف كان اتفاقاً وتوافقاً جنوبياً جنوبياً، وكان الطرفان عند مستوى المسؤولية في تفهم الواقع واستشعار تبعات جر مناطق جنوبية إلى صراع عسكري يراد له أن يكون مناطقياً، وبالفعل احتكم الطرفان للغة العقل والمنطق وتعاملا بفن الممكن، لكن بقي الطرف الآخر وهم الإخوة القادة العسكريون الشماليون الذين يبدو أن لهم مواقف أخرى أو أنهم مصرون على اجتياح عسكري جديد للجنوب".

وأضافت: "أملنا الآن هو في إخوتنا القادة الجنوبيين في الشرعية بأن يكونوا عند مواقفهم من التهدئة وأن يفرضوا مواقفهم على المتزمتين ويرفضوا أية أجندات أخرى غير العودة إلى بنود اتفاق الرياض، أو أن يحددوا مواقفهم صراحة من مشاريع الاجتياح ومن التنصل عن الاتفاقات وفي مقدمتها اتفاق الرياض".

وكان الاتفاق الذي توصلت إليه لجنة التهدئة، أمس الأول، في مقر التحالف العربي بعدن، قوبل بارتياح في الأوساط الجنوبية واعتبرته وأداً لفتنة كان يراد إشعالها بين أبناء الشعب الجنوبي وعلى أرض الجنوب، إذ قال نائب رئيس الدائرة الإعلامية بالمجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح محمد إن اللقاء كان "إيجابياً، وهو يصب في إطار توجهات المجلس الانتقالي لتعزيز اللحمة الجنوبية بالتقارب مع الشرفاء من أبناء الجنوب من المنضوين في إطار ما يسمى بالشرعية، وهو لقاء هدف ويهدف في مجمله إلى تخفيف التوتر وسحب البساط من تحت العناصر المتطرفة التي تحركها تركيا وقطر لخلط الأوراق على التحالف وعلى الشرعية ذاتها".

واعتبر منصور الاتفاق صفة لجماعة الإخوان، قائلاً "جناح تركيا وقطر في إطار ما يسمى بالشرعية اليمنية صاحب نكتة، الفجر الجديد، تلقى اليوم صفعة قوية إثر ما لاح من نجاح لجهود التقارب الجنوبي الجنوبي، وما قابله من انشقاق في القوة الهشة المتناثرة في شقرة، لذلك وتحت تأثير هذه اللطمة بدا قادة ومفسبكو هذا التيار المنهار كمن أصابهم المس في حالة تخبط باحثين عن ورقة توت تستر سوأة كذبتهم ووعدهم ووعيدهم في مجرد التقدم خطوة حتى صوب الشيخ سالم، فكيف الحال بالنسبة لزنجبار أو عدن؟".

وأضاف: "بطبيعة الحال وعلى خلاف ما يردد البعض، فإن مهمة لجنة التهدئة ولقاءات القيادات العسكرية الجنوبية هي خفض التصعيد والبحث في حلول للأزمة ما بين أطراف جنوبية، بعيداً عن وصاية جماعة الإخوان وقوى الشمال، وهي -لجان التهدئة- ليست معنية بتنفيذ بنود اتفاق الرياض بشكل مباشر بقدر ما تكمن مهمتها في تهيئة الظروف لتنفيذ الاتفاق الذي تتولى الإشراف على تنفيذه لجنة سياسية عليا في الرياض تتفرع عنها لجان ميدانية عسكرية".
المهم في المجمل، أن يتحقق السلام وأن يدرك الجنوبيون أنه لا يوجد هناك تباين حقيقي في وجهات النظر فيما يتعلق بالجنوب، وأن أس الأزمة يكمن في التدخل الخارجي، من قبل الأحزاب اليمنية المتطرفة والمدعومة من قوى دولية عُرف عنها تبنيها للإرهاب".

ويعزو مراقبون ومهتمون بالشأن الجنوبي إصرار الجناح الإخواني على التصعيد العسكري في أبين إلى مساع يمنية لتجاوز اتفاق الرياض والبحث عن اتفاقات جديدة من شأنها أن تبقي للشرعية والقوات الشمالية تواجداً عسكرياً في وشبوة وأبين في مشروع مستقبلى لاجتياح العاصمة عدن.

ويشير هؤلاء إلى أن اتفاق الرياض قيّد ومنع أي تحرك عسكري شمالي إلى الجنوب وأعطي القوات الجنوبية الحق في إدارة مناطقها، وهو ما لا ترضاه قوى النفوذ الحالمة بالعودة إلى عدن.

وكان المتحدث باسم لجنة التهدئة، العقيد علي منصور مقراط، قال في تصريح صحفي عقب انتهاء اللقاء، إن "المفاوضات والجهود التي قامت بها لجنة الوساطة، أفضت إلى نجاح عملية التهدئة وإيقاف التصعيد العسكري بين الجانبين بعد أن أوشك الوضع بينهما على الانفجار".
وأضاف: "ناقش الطرفان آلية تنفيذ اتفاق الرياض لتجنب الدخول في معارك عسكرية من شأنها إضعاف قدراتهما لمصلحة الحوثيين، الذين يسيطرون على عدد من المحافظات".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى