علامات الساعة الصغرى والكبرى

> تضافرت جهود أهل العلم قديماً وحديثاً في التأليف والكتابة في قيام الساعة والأمارات التي تسبقها، ولأنّ علم الساعة غيبٌ لا يعلمه إلا الله عز وجل، فإنّه لا بُدّ من نصّ صحيح يُؤخذ منه، والقول بغير علم والإخبار عن الغيب بلا قرينة ولا دليل يُجزم به قد يؤدّي إلى مفاسد عظيمة، كتكذيب الله -تعالى- ورسوله -صلّى الله عليه وسلم-؛ فالإنسان غير مطالب بتنزيل أشراط الساعة على واقعه، ويُستثنى من ذلك أهل العلم المُعتبرين -دون غيرهم-؛ إذ يُسوَّغ لهم الاجتهاد في تنزيل هذه الأشراط على واقعهم بشرط ألّا تترتّب على ذلك مفاسد أعظم.

علامات الساعة الصُّغرى
لا بُدّ من معرفة معنى علامات الساعة قبل الخوض في علامات الساعة الصغرى وترتيبها؛ فهي تُعرَّف في اللغة بأنّها: سِمَةٌ أو شعار أو أمارة تُعرَف بها الأشياء، وجمعها علامات، أمّا في الاصطلاح فهي: الأمارات التي تسبق قيام الساعة، وتكون من النوع الاعتيادي للناس، كشرب الخمر والجهل ونحو ذلك، ومنها ما يكون قبل علامات الساعة الكبرى، ومنها ما يكون مصاحباً لها، ومنها ما يكون بعد ظهور بعض تلك العلامات. وتُعدّ علامات الساعة الكبرى الأقرب إلى قيام الساعة، بخِلاف علامات الساعة الصغرى فهي أبعد من العلامات الكبرى، ثمّ إنّ علامات الساعة الكبرى لها أثر كوني كبير يشعر به الناس جميعاً بلا استثناء، بخلاف علامات الساعة الصغرى التي قد تحصل في مكان دون آخر، ولأناس دون أناس، وممّا ينبغي التطرّق إلى ذِكره أنّ علامات الساعة الصغرى كثيرة جداً يضيق المجال لحصرها، ولم يرد دليل ثابت فيما يتعلّق بترتيبها، إذ إنّ كلّ ما ورد في كتب أهل العلم إنّما هو اجتهاد في ترتيبها حسب ما وجدوه أكثر وضوحاً لديهم، أو بحسب واقع الحال وما اقتضته الحوادث بتقديم إحدى العلامات على غيرها. ويمكن تقسيم علامات الساعة الصُّغرى إلى أقسام؛ قسمٌ للعلامات التي لم تظهر بعد، وقسمٌ وقع وحصل، وقد يكون مُتكرّر الوقوع، بحيث إنّه قد يتكرّر في المستقبل، وقسم تدريجيّ الظهور؛ بمعنى أنّه وقع وما زال مستمرّاً بالظهور.



> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى