العلامات التي ظهرت ولم تنقض

> إن من العلامات التي ظهرت ويمكن أن تتكرّر ما يأتي:

كثرة المال والاستغناء عن الصدقة
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المَالُ، فَيَفِيضَ حتَّى يُهِمَّ رَبَّ المَالِ مَن يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وحتَّى يَعْرِضَهُ، فَيَقُولَ الذي يَعْرِضُهُ عليه: لا أَرَبَ لِي"، فبيّن الحديث أن الله -عز وجل- سيعطي الأمة الكثير من الكنوز حتى لا تجد رجلاً محتاجاً يقبلها، وقد حدث ذلك في زمن الصحابة -رضوان الله عز وجل- عليهم؛ إذ كَثُرت الفتوحات الإسلامية وفاضت الكنوز عليهم من اقتسام أموال الفرس والروم، وحدث ذلك أيضاً في زمن عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله- حتى أصبح الرجل يعرض الصدقة فلا يجد من يقبلها منه، وهذا -والله أعلم- سيتكرّر وقوعه في زمن المهدي وعيسى -عليه السلام-.

ظهور الفتن
والمقصود بالفتن هنا ما يقع في الناس من أمور يكرهونها من كفرٍ وقتلٍ وعصيانٍ وما شابه ذلك من الأمور، وقد حذّر النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته من الفتن العظيمة التي ستظهر فيهم، ووجّههم إلى الالتزام بجماعة المسلمين والإيمان بالله، قال -صلى الله عليه وسلم-: "بَادِرُوا بالأعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا).

انتشار الأمن
وذلك بأن يسود الأمنُ البلادَ الإسلامية، فينتقل المسلم ويسافر من مكانٍ إلى آخر لا يخشى على نفسه ولا أهله ولا ماله ولا عقله ولا دينه شيئاً، فقد قال عدي ابن حاتم الطائي: (بيْنَا أنَا عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذْ أتَاهُ رَجُلٌ فَشَكَا إلَيْهِ الفَاقَةَ، ثُمَّ أتَاهُ آخَرُ فَشَكَا إلَيْهِ قَطْعَ السَّبِيلِ، فَقَالَ: يا عَدِيُّ، هلْ رَأَيْتَ الحِيرَةَ؟ قُلتُ: لَمْ أرَهَا، وقدْ أُنْبِئْتُ عَنْهَا، قَالَ فإنْ طَالَتْ بكَ حَيَاةٌ، لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنَ الحِيرَةِ، حتَّى تَطُوفَ بالكَعْبَةِ لا تَخَافُ أحَدًا إلَّا الله"، وقد حدث ذلك في زمن الصحابة -رضوان الله عليهم-، وذلك حين فتحوا البلدان وانتشر الإسلام فيها، وسيعود ذلك حين يظهر المهدي وعيسى -عليه السلام-.

ضياع الأمانة
والأمانة هي التكليف، بأن يتّبع الإنسان ما أمر الله به، ويجتنب ما نهى عنه، وهي ضدّ الخيانة، وقد بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الأمانة ستُنتزَع من القلوب، فيصير الرجل من أهل الخيانة بعد أن كان من الصالحين؛ وذلك لزوال خشية الله من قلبه، وفي تلك الفترة يضيّع الناس دينهم فيُسنَد الأمر إلى غير أهله، يقول -عليه الصلاة والسلام-: "فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ، قالَ: كيفَ إضَاعَتُهَا؟ قالَ: إذَا وُسِّدَ الأمْرُ إلى غيرِ أهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ".

انتشار الزنا
وذلك بأن يشيع الزنا بين الناس، بل إنّهم يستحلّونه، وذلك زمان تكون فيه الذمم قد فسدت حتى إنّ الرجل قد يفعل ذلك جهاراً نهاراً بين الخلائق كما أخبر -عليه الصلاة والسلام- في قوله: "مِن أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، -ذكر منها- وَيَظْهَرَ الزِّنَا).

انتشار الربا
فيشيع الربا بين الناس، فلا يبالي أحدهم بالمال الذي يأخذه حلال أم حرام، ويُرى ذلك جلياً في هذا الزمان، يقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "لَيَأْتِيَنَّ علَى النَّاسِ زَمانٌ، لا يُبالِي المَرْءُ بما أخَذَ المالَ، أمِنْ حَلالٍ أمْ مِن حَرامٍ".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى