> توغلت القوات المسلحة الجنوبية، أمس، داخل النطاق الجغرافي لمدينة شقرة، عقب معارك ضارية مع مليشيات الشرعية اليمنية المسنودة بعناصر متطرفة وتنظيمات إرهابية استُقدمت من مأرب والبيضاء.

وبحسب مصادر ميدانية أفادت «الأيام»، مساء أمس، فإن قوات جنوبية مشتركة نفذت عمليات مزدوجة ووصلت طلائع منها إلى حافة قرن الكلاسي الذي بات تحت السيطرة النارية للقوات الجنوبية، فيما وصلت قوات أخرى من اللواء الثالث دعم وإسناد والحزام الأمني والصاعقة إلى مواقع كانت تسيطر عليها المليشيات الإخوانية داخل شقرة.

وقالت المصادر: "القوات الجنوبية باتت تتمركز داخل النطاق الجغرافي لمدينة شقرة، هناك تقدم للقوات الجنوبية في أكثر من اتجاه، وهناك تراجع للمليشيات الإخوانية وسمعنا، أمس، أن هناك خلافات في صفوفهم وانقسامات بين الجنوبيين والشماليين القادمين من مأرب والبيضاء والجوف".

أحد القيادات العسكرية الرفيعة التي تقود المعارك في أطراف شقرة، قال لـ«الأيام»: "بالنسبة لنا نحن في الميدان وفي الجبهات اتخذنا قرارنا بالتقدم ولن نكتفي بدحر المليشيات المعتدية من الشيخ سالم أم من شقرة، قرارانا ينطلق من نظرة عسكرية وإستراتيجية، وهي تحرير شقرة بشكل كامل لتأمين زنجبار من خطر العناصر الإرهابية المتدثرة بغطاء الشرعية اليمنية".

وأضاف: "طبيعة المعركة والتكتيك العسكري يقتضي أن نغادر متارس الدفاع إلى الخطوط الأمامية للهجوم والتقدم لاستعادة مدينة شقرة كخطوة تكتيكة، فالعدو مرتبك ومنقسم وفي أضعف حالاته رغم ما يمتلك من عدة وعتاد".

وتابع: "معركتنا القادمة ستكون على أكثر من جبهة، على الشريط الساحلي الممتد شرقاً حتى شبوة، قواتنا في المنطقة الوسطى بلودر ومودية ستقوم بدور كبير وفق خطة قادمة للتضييق على المليشيات والتنظيمات الإرهابية التي تنتشر في الخط الرابط بين شقرة ولودر".

وقال مقاتلون في لقاءات أجراها مراسل «الأيام» بمنطقة الودية بالقرب من قرن الكلاسي إن: "مليشيات الإخوان انهارت أمام ضربات القوات الجنوبية، بعد تجدد الاشتباكات فجر أمس".

وأوضح قائد ميداني بالقوات المسلحة الجنوبية أن "مليشيات الإخوان المسلمين تلقت ضربات قاسية بعد هزائم كبيرة تلقتها، خلال اليومين الماضيين، حيث تمكنت القوات المسلحة الجنوبية من التقدم 7 كليو باتجاه قرن الكلاسي".

وقال: "المليشيات هربت وتركت عدداً من الآليات والمدرعات والأسلحة التي شوهدت محروقة على قارعة الطريق في المتجه نحو قرن الكلاسي، تم تدمير دبابة واغتنام دبابة وتدمير أكثر من 7 أطقم واغتنام 4 أطقم وفرت المليشيات، بعد أن تلقت هزائم كبيرة بفعل الضربات المميتة من المدفعية القوات الجنوبية، كما تقدمت القوات الجنوبية إلى مشارف قرن الكلاسي ونصبت أسلحتها الثقيلة وباشرت بالاستهداف المباشر لمواقع المليشيات وما حولها".

ووصلت تعزيزات عسكرية ضخمة للقوات المسلحة الجنوبية عبارة عن مدرعات عسكرية حديثة إلى خطوط التماس لمواجهة مليشيات الإخوان ومطاردتهم من محور الطرية والرملة حتى قرب قرن الكلاسي.

وتحدث عدد من الجنود المرابطين في الجهة أن المعنويات عالية بالنسبة لجميع المقاتلين وأن القوات جاهزة لاقتحام مركز مدينة شقرة وتحريرها من مليشيات الإخوان والتوجه إلى محافظة شبوة حتى تحرير جميع المناطق الخاضعة لسيطرة تلك المليشيات.

وأفاد شهود عيان في منطقة شقرة الساحلية، بوصول جثث وجرحى على متن أطقم مليشيات الإخوان، مرت من وسط مدينة شقرة ويعتقد الذهاب بهم إلى مستشفى ميداني بعكد، حيث سمع الأهالي بشقرة عن قصف متقطع للسلاح الثقيل، مما يؤكد على استمرار الاشتباكات.

وأشاد العميد الحوتري، خلال الزيارة، بالدور البطولي للمقاومة الجنوبية في مواجهة المليشيات الإخوانية المعتدية، مشدداً على أهمية التلاحم ورص الصفوف لدى المقاتلين لإلحاق المزيد من الهزائم بالمعتدين من المليشيات الإخوانية.