رمضانيات.. صيام الأذن

> أمين عادل الأميني

> الحمد لله رب العالمين له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن وصلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين على سيدنا محمد-صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه أجمعين.
على الأذن أن تصوم في رمضان كما يصوم القلب واللسان، وصيام الأذن يكون عن سماع كل محرم كالفحش والبذاء من الكلام والسب والشتم وعن سماع من يخوضون في أعراض الناس، كثير من الناس في هذه الأيام يكثرون من سماع الغيبة والنميمة ويضحكون عليها وبعضهم يفعلها وهو صائم في نهار رمضان، إن هذه الموعظة تعنى بالأذن وتهذيبها ومحاسبتها عن أشياء لا يحبها الله وهي تستمع لها، وسماع الأذن الذي يحبه الله يكون بسماع الخير وترجمة مايسمع من خير إلى أفعال حسنة قال تعالى ((أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا)) وهي في صنف من البشر لا يسمعون كلام الله تعالى ورسوله وهو يدعوهم للإيمان، أيها الصائم أنت مسؤل عن جوارحك أمام الله تعالى ومن هذه الجوارح الأذن يقول الله تعالى في كتابه العزيز: ((إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا)) وقال تعالى: ((ولقد ذرانا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون)) وفي الأية قال تعالى ((ولهم آذان لا يسمعون بها)) أي لا يسمعون بها موعظة الرسول صلى الله عليه وسلم والسمع سمعان سمع حاسة وسمع إستجابة فالآذن تسمع سمع الحاسة تم تترجم هذا السماع إلى أفعال، فعلى الأذن أن تسمع المواعظ وتترجمها إلى أفعال كسماع الأمر بالصلوات وإخراج الزكوات والصدقات وسائر الفروض ثم ترجمة هذا السمع إلى فعل الواجبات عليها وهو الذي يستدعي مساندة باقي الجوارح، بعض الناس يقبلون على سماع القصص المحرمة والأخبار الملفقة الذي يتاقلونها فيما بينهم عن ناس آخرين ويحسبون أنها صغيرة ومن الأمور اليسيرة والله يمقت ذلك ((أولئك هم الغافلون)) لا يسمعون القرآن، و بعضهم حجب سماع القرآن والحديث النبوي والمواعظ ودروس علم الدين عن نفسه فأنى لهذا أن يعرف أمور دينه من غير تعلم والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة) فلأجل أن يكون صومك كاملا اهتم بجارحة الأذن وقد سبق وقلنا أن الصيام ليس الامساك عن الأكل والشرب فقط بل هو أرقى من ذلك بكثير فلا بد من صيام جوارحك معك ومنها الأذن والسماع، في رمضان أقبل على بيوت الله واستمع لمواعظ الدين لأناس معتدلين مثقفين ومتخصصين وهم  الذين يعرفون قيمة هذا الوطن ويرسمون الخطوط العريضة لحمايته فعلى الأوطان تقام الأديان استمع للقرآن وأتلوه وأسمع نفسك من حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقوت الأذن هو الذكر والعلم والنافع والمواعظ الحسنة وهذه الأمور تؤثر في قلب المؤمن فيرتقي في العبادة وتبعث فيه الهمة،

وقد مدح الله أقواما في القرآن يجيدون السماع ويعطونه حقه قال تعالى: ((وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق)) فمن المؤكد أن هولاء أحسنوا السماع وطبقوه عمليا في حياتهم، وعن أبي حاتم أن النبي صلى الله عليه وسلم  (مر على عجوز في المدينة فسمعها تقرأ من وراء بابها هل أتاك حديث الغاشية وهي ترددها وتبكي فأخد صلى الله عليه وسلم يسمع لقراءاتها ويردد ( نعم أتاني نعم أتاني) سماع الحق والخير يقوي من نور الإيمان في القلب ويورث أثار الخير في نفس صاحبة وسماع السوء يجعل صاحبه سلبيا شيطانيا مؤذيا ويؤثر على قلبه ويجعل على بصره غشاوة، لا تستمع إلا لما يرضي الله جل جلاله واسمع لقول الله تعالى: ((وإذا مروا باللغو مروا كراما)) وقد أرشد القرآن إلى الإعراض عن سماع اللغو وعدم الركون لأهله ووصفهم بالجاهلين قال تعالى: ((وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين))
  اللهم أجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأتنا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقنا عذاب النار.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى