المشهد السياسي والعسكري

> نصر هرهرة

> تهدف قوى الإسلام السياسي والاحتلال اليمني من شن حربها ضد شعب الجنوب وقواته المسلحة إلى:
1 - اختطاف النصر الجنوبي الذي حققه شعب الجنوب بمقاومته المسلحة وحراكه السلمي بقواه الحية ضد قوى التكفير والغزو والاحتلال اليمنية في العام 2015م، وتجييره ضد شعب الجنوب للاستمرار في إخضاعه واستباحة سيادته وطمس هويته ونهب ثرواته وإحباط تطلعاته في استعادة سيادته وبناء دولته الفدرالية المستقلة كاملة السيادة على حدود ما قبل 22 مايو 1990م.

2 - إخراج التحالف العربي من الجنوب وتقويض الأمن القزمي العربي والهوية العربية للمنطقة لصالح المشروع الإيراني والتركي من خلال السيطرة على الممرات المائية والتحكم بالتجارة العالمية وخصوصا تجارة النفط التي يمر منها حوالي 60 % عبر مضيق باب المندب وقناة السويس وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة وانتزاع الريادة العربية لمنطقة الشرق الأوسط وتغيير الهوية والتضييق على مصر العربية ودول شمال أفريقيا التي تقع على الضفة المقابلة لأوربا للبحر الأبيض المتوسط وزعزعة الأمن في القرن الأفريقي.

3 - الاستحواذ على ثروات وموارد المنطقة لاستخدامها في خدمة مشروع الإسلام السياسي في العالم كما تستخدم ثروات دول أخرى اليوم حيث تتحكم تلك القوى في مفاصل السلطة.

4 - خلط الأوراق السياسية بعد أن ظهرت مؤشرات لتفاهمات بين هذه القوى والحوثيين أدارتها دول إقليمية  يرتهن لها هذان الطرفان، بهدف إفشال التحالف العربي من جهة وللسيطرة على العملية السياسية القادمة وترتيب المنطقة كما يحلو لها وبهدف تهديد دول الإقليم وفي المقدمة المملكة العربية السعودية.

إن الشيء الملفت للنظر والجدير بالاهتمام هو موقف الحكومة اليمنية التي لم نسمع على لسان رئيس وزرائها أن هذه الحرب حربها ضد الجنوب بل تم الإشارة من قبله إلى أن هذه أطرافا تتقاتل لكن كل القوات التي كنا نسمع عنها بأنها تابعة لها في مأرب والجوف تقاتل وإلى جانب قوى الإرهاب والعدوان والاحتلال في شقرة ضد الجنوب وهناك من وقعوا في الأسر ومن انشقوا ومن هربوا من مختلف محافظات اليمن بينوا أنهم ينتمون للإخوان المسلمين (الإسلام السياسي)، والقبائل الشمالية التي تهدف إلى الفيد والسيطرة على الأرض والثروة.

إن هذه القوى هي التي اختطفت شرعية هادي وحكومته وظلت متحكمة بالقرار السياسي والعسكري وهي سبب الإخفاقات في جبهات القتال وفي نفس الوقت مدثرة بالشرعية التي يدعمها التحالف العربي وهي (أي تلك القوى) تحاربه، ولهذا نلاحظ المفارقات في المشهد السياسي والعسكري وتناقضاته وتحالفاته، أما المشهد العسكري اليوم كما أشرنا لا يخلو من هذه المفارقات، ففي الوقت الذي تنسحب القوات التي دعمها التحالف العربي أو تسلم للحوثي في نهم والجوف ومأرب والبيضاء، والتي هي القوة المفترضة للانتصار على الحوثي وإعادة شرعية هادي، وتغير وجهتها وإدارة مدافعها باتجاه الجنوب ففي الوقت نفسه نجد القوات الجنوبية تخوض حرب ضروس في الضالع وأراضي الصبيحة والساحل الغربي ويافع ومكيراس ضد الحوثي ودفاعا عن الأرض والعرض والدين والهوية، وتحقق انتصارات تلو الانتصارات والتي تتباهي بها الحكومة اليمنية وتحاول أن تنسبها إليها، إن المؤشرات التي أفرزتها معركة رمال أبين تبين أننا على وشك تغيير مهم في المشهد العسكري يسير باتجاه أن يعود الأفراد والضباط الجنوبيين المغرر بهم إلى الصف الجنوبي ليكونوا جزءا من القوات المسلحة الجنوبية وخروج القوات الشمالية من الأراضي الجنوبية بعد أن يتم تدمير جزء كبير منها بانتحارها في رمال شقرة، وهذا التغيير سيتم من خلال المعركة الحالية أو من خلال تنفيذ اتفاق الرياض، وهذا ما يفرز مشهدا أو واقعا سياسيا جديدا يكون فيه الشمال شمالا والجنوب جنوبا، وبالتالي سيتحدد طبيعة وجوهر العملية السياسية القادمة، كما أن تناقضات المشهد السياسي تبقي على شرعية هادي إلى حين إنتاج شرعية جديدة، وهذا ما يجعل موقف أشقائنا في التحالف العربي ملتبسا أحيانا لدى بعض النخب السياسية الجنوبية أو اليمنية، وبعضها تستخدم ذلك لخلط الأوراق ومحاولة التشكيك بالمواقف العربية من الجنوب وتطلعات شعبه، لكن المنطق والواقع السياسي يبين أن الجنوب الجديد هو الحليف الإستراتيجي القادم لدول المنطقة والعالم، وهو الجدير بحماية مصالح الكل وفي المقدمة مصالح شعب الجنوب التي لا تتعارض ان تنتقص من مصالح الإقليم والعالم ولا يوجد خيار آخر.

إن المشهد السياسي الجنوبي اليوم يظهر بكل نجلياته بالإجماع الجنوبي في أن الجنوب وطن وهويه وطنية  لكل الجنوبيين لهم نفس الحقوق وعليهم واجب الدفاع عنه وجعله وطنا آمنا ومستقرا لشعب الجنوب ولا يخلو ذلك من المعارضة على الطرق والأساليب والتكتيكات والأخطاء هنا وهناك، وهذا حق مشروع ولا يشكل مصدر خوف ولا حتى إزعاج للجنوبيين، ويتطلب منا جميعا إدراك ذلك وأن يتحمل الكل إصلاحه وأن نكون جديرين في إدارته، ومثال على ذلك هو الموقف من اتفاق الرياض ففي الوقت الذي ينظر أغلب الجنوبيين إليه بأنه خطوة على طريق تحقيق تطلعات شعب الجنوب، فإن جنوبيين آخرين يروا فيه تفريطا بالأهداف الوطنية الكبرى بسبب الخلط بين الإستراتيجية والتكتيك، أما الإسلام السياسي فيرى فيه نزع أنياب الجنوبيين وإنهاء تطلعاتهم. 

إن المشهد السياسي للمنطقة تتجلى فيه حقيقتان هما: الاولى المعركة العسكرية والأمنية.  والثانية المفاوضات السياسية في المملكة العربية السعودية.
وفي كلا الحالتين تستخدم حرب الخدمات ضد شعبنا وتركه للأوبئة وخصوصا جائحة كورونا، والذي يواجهها شعبنا بالاعتماد على مقدراته، ونتوقع دعم المنظمات والدول المانحة وفي المقدمة مركز الملك سلمان.

وإلى جانب التحدي العسكري والأمني والسياسي فإن أمام الجنوبيين تحدي الخدمات وسبل العيش الكريم والذي يمكن ترتيب أولوياته كالآتي:
- الإصحاص البيئي (رفع المخلفات والنظافة العامة).
- توفير المياه.
- توفير الكهرباء.
- محاربة الأوبئة وفي المقدمة جائحة كورونا.
- صرف المرتبات وضمان فتح الاعتمادات لتجار المواد الغذائية للحفاض على الأسعار، وفي المقدمة سعر الصرف.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى