عرب 48.. وما أدراك ما هم؟!

> محمد السيدو

> إذا تحدثنا في هذا الموضوع وفتحنا الدفاتر القديمة سنذهل وسنعود أدراجنا إلى أريافنا التي أتينا منها وسنغلق علينا أبوابنا، احتراما وإجلالا لهذه الفئة التي هي وعدن توأمان من الحب والعطاء والسماحة، بل والعلم والأدب والثقافة.
عن ماذا أحدثكم؟ هناك بيوت لا تعد ولا تحصى إذا ذكرتها لكم وسبرنا في أغوارها وعلاقتها بعدن فسنجد أن علاقتها بعدن وارتباطها كارتباط الأم بولدها، وكارتباط السماء بلونها الأزرق، وكارتباط البحر بملوحته والنهر بعذوبته.

أنا من أبين (مكيراس) ومن أسرة هاشمية أتى والدي في بداية الخمسينات إلى عدن كما أتى أبناء الأرياف من كل اليمن ومن الهند والصومال وكل أصقاع الأرض ليستوطنوا (عدن) وكان لهم ذلك، ولدنا وترعرعنا لنجد عدن حاضنة لكل الأعراق والنحل والديانات، وجدنا عدن أما للجميع دون استثناء، تربينا فيها ودرسنا وتعلمنا منها الإخاء والمحبة والعطاء دون حدود، وكنا نتشابه في كل شيء يدعو إلى الخير وجمع الكلمة ورأب الصدع وكأننا رضعنا من ثدي واحد.. أخوة وصداقة ورحابة صدر تجاه بعض.. تركنا أريافنا ومناطقنا وراء ظهورنا وكانت عدن قبلتنا وعنوان حياتنا، وعليه أخذنا منها اسمها (العدانية)، نعم العدانية وكنا نفتخر بهذه الهوية الجديدة والرائعة لكل من وطأ عدن واستظل بظلها وافترش تحت سمائها، وكانت هوية تحملنا مسؤولية كبيرة في احترام الآخرين وإعطائهم من إشعاعها الفكري والفني والأدبي، بل والرياضي وفي كل مناحي الحياة.

إذن منهم عرب 48؟! ليسوا أبناء تعز فقط ولكن جميعنا من قطنوا عدن وارتبطوا بها على الحلوة والمرة منذ ذلك العهد والزمان.. فنرجوكم أبناءنا القادمين إلى عدن العراقة والتاريخ والأدب والثقافة والتنوع العرقي والديني والفكري.. نرجوكم أيها القادمون مؤخرا إذا ستضيفون إلى عدن وشريحتها الاجتماعية بعدا أخويا وكنتم معول بناء فعدن فاتحة ذراعيها لكل محب من حيثما كان، وإذا كنتم معول هدم فعاجلا لا آجلا ستلفظكم عدن كما يلفظ البحر الأسماك الميتة والجيف.

إخوتي العدانية لا خوف عليكم فأنتم أهل هذه الأرض الطيبة التي عاشت عليها كثير من القامات اليمنية وغير اليمنية وأعطت لها بعدا ثقافيا وأدبيا وتاريخيا لن يطوله الغزاة الجدد من حيثما كانوا من الداخل أو من الخارج.. عدن ليست استثناء في هويتها فهي خلقت ميناء على بحر هكذا أراد لها الله.. وعليه فكل موانئ العالم فيها من الأعراق ما الله بها عليم.. فنحن عرب 48 يمانيين وغير يمانيين (عدانية) نقولها بملء الدنيا ونفتخر بذلك.. فإذا أردتم لعدن أن تعطيكم هويتها عليكم احترام نسيجها الاجتماعي والتعلم من أهلها وحلّالها البناء لا الهدم والحب لا الكراهية والجمع لا التفرقة، فعدن وجدت لتبقى أمّا للجميع وليست ملكية حصرية لأحد.

أحبتي العدانية عرب 48 وعرب 34 والعرب العاربة والمستعربة والهنود والصومال والبهرة وكل من قطن عدن من قبل ومن بعد أرجو أن تكون رسالتي هذه إليكم رسالة حب وود وإخاء، فهي ليست ضد أحد، ولن تكون كذلك، فقد تعلمنا من عدن البناء والحب والعطاء، ونرجو أن نكون كذلك (والسلام) وكل عام واليمن شماله وجنوبه وشرقه وغربه بسلام وآمن وأمان.. أخوكم ابن عدن وأبين.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى