لماذا بعض الدول (غنية الموارد) فقيرة؟

>
الإحصائيات الأخيرة تقول إن إثيوبيا تمتلك قرابة 45 مليون بقرة والسودان قرابة 42 مليون بقرة "إلى جانب الثروات الأخرى" لكنهما بلدان جائعان فقيران، بينما تمتلك هولندا قرابة 11 مليون بقرة ونراها تملأ العالم بمنتجاتها.

ومن المفترض أن تكون فنزويلا من بين أغنى دول العالم كونها من أكبر الدول المصدرة للنفط حيث تزخر بأكبر احتياطي يقدر بنحو 300 مليون برميل، وإلى جانب النفط كانت تصدر المنتجات الصناعية الثقيلة مثل الصلب والألمنيوم والإسمنت إضافة المواد الغذائية مثل الأرز والأسماك والفواكه الاستوائية، إلا أنها ورغم كل هذه الثروات دولة فقيرة فاشلة.

بالمقابل دول كثيرة ليست نفطية ولا تمتلك موارد أو ثروات كتلك التي تمتلكها غيرها من الدول إلا أنها دول متطورة ومزدهرة استطاعت أن تبني نفسها مستثمرةً مواردها المتاحة فتمكنت "على أقل تقدير" من أن تؤسس لبنية تحتية متطورة في مدنها وقراها كالفلبين مثلاً، وبعضها تجاوز هذا إلى التصنيع والتصدير ككوريا الجنوبية، والسؤال هنا: لماذا بعض الدول فقيرة رغم أنها غنية الموارد، بينما بعض الدول غنية ومتطورة ومزدهرة رغم ضعف مواردها؟
يختزل بعض المختصين الجواب بأن الخلل يكمن في (الفساد) بينما الفساد هو نتيجة لأمر أكبر وأعمق من ذلك، الخلل أراه يكمن في (قوة مؤسسات الدولة وضعفها)، فالدول الفقيرة تعاني من ضعف في مؤسساتها على المستوى القيادي والإداري والتخطيطي والرقابي والمحاسبي، وإذا ضعفت المؤسسات في هذه الجوانب يتسلل لها المحسوبية وبالتالي يوضع الشخص غير المناسب في المكان الذي لا يستحقه ويتم تجاهل الكفاءات العلمية المتخصصة والتي هي الأكفأ والأجدر بقيادة هذه المؤسسات، وهنا تكون بداية (الفساد) فتستحوذ قلة على مقدرات الأرض لتحقق أهدافا شخصية وأسرية وقبلية، والضحية هو الوطن والمواطن البسيط.
والسؤال الذي أختم به هذا المقال وأجيب عليه: من المسئول عن بناء مؤسسات الدولة ومنحها القوة في وجودها؟ الجواب بلا أدنى شك هو (القائد) فإذا صلح القائد صلح حال الوطن.
*مستشار وخبير إداري​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى