ملف الكهرباء "مغارة علي بابا"

>
من يظن أن مشكلة الكهرباء وليدة اليوم "إعلان الإدارة الذاتية" أو حتى السنوات الخمس الأخيرة، فقد خاب ظنه وبالتالي تشخيصه للمشكلة المستفلحة تشخيصاً خاطئاً وستأتي الحلول منقوصة أو خاطئة، ملف الكهرباء أشبه ما يكون بمغارة علي بابا الشهيرة في التراث الأدبي والقصصي، تلك المغارة التي تفتح وتغلق بكلمة سر خاصة "افتح يا سمسم".

إن الملف ليس سهلاً وهو بيد كبار مافيات السياسة والفساد وقد بدأت ملامحه منذ 1997م بالذات وأول خطوة نحو شراء الطاقة من القطاع الخاص.
المسألة أيضاً مرتبطة بتوجيهات البنك الدولي والتجارة العالمية ومن يمثلها في اليمن وهم عموماً من الهضبة الزيدية المتحكمة، لقد عملت قوى الهضبة الزيدية على خصخصة ظالمة وشابها الفساد والنهب لكل من البحر "قطاعات بين عتاولة الفساد القبلي والديني والعسكري"، وكذلك الأجواء - الاتصالات، وكذلك قطاع النفط وكل تلك القطاعات هي البقرة الحلوب لـ 90 % من الثروة العامة ولم يتبقّ سوى ملف الكهرباء وهو قطاع غير بسيط لإدرار الثروة، ولذلك سعت القوى الغاشمة منذ ما بعد 1994م وخاصة منذ 1997م إلى تدمير وإهلاك محطات التوليد التي تم بناؤها في الجنوب وإهمال توسيعها وصيانتها، بينما يتم التصرف بأموالها لمصلحة قوى الفساد في الهضبة.

نحن لسنا ضد الخصخصة، ولكن ليس في هكذا ظرف "الحرب" وعدم الاستقرار وعدم وجود حل سياسي دائم وحكومات منتخبة من الشعب وتعمل على حماية مصلحة الشعب بأن يكون شريكاً مساهماً بواسطة الاكتئاب في كل المؤسسات ذات الإيراد وفقاً للمعادلة التالية 15 % نصيب صندوق التقاعد المدني والعسكري، 10 % نصيب الحكومة، و20 % نصيب الشعب بالاكتئاب، و55 % نصيب القطاع الخاص الشريف والذي كوّن ثروته بعصامية وليس لصوص الثروة العامة المسؤولين.
يجب أن نفهم مشكلة الكهرباء العميقة والمتشابكة من 1997م الانتقالي لم يقدم على الإدارة الذاتية سوى منذ أسابيع، ومشكلة الكهرباء لها ما يقارب ربع قرن 23 عاماً.

الانتقالي ليس لديه عصا ذات قوة خارقة كعصا النبي موسى عليه السلام لكي تلقف كل إفكهم ومؤامراتهم في لحظات، ولكن يجب أن يلتفت إلى الشرفاء من الكوادر في هذه المؤسسة وهم بدون شك يتشوقون للسيادة الجنوبية ودولة الجنوب، وليس كل كوادر المؤسسة فاسدين أو مشجعين للفساد.

لا ننصح الانتقالي باتباع سياسة عفاش "شراء الطاقة" لأنها بداية غير إيجابية، ولكن ننصحه بالتصحيح في قطاع الكهرباء، من حيث إعادة التأهيل لمحطات الدولة السابقة وتغيير المولدات لتعمل بأرخص أنواع الوقود حتى وأن كان الفحم الحجري.
كما ننصحه بإيجاد شراكة حقيقية مع أية دولة للإسهام في بناء محطة إسعافية سريعة )200 ميجا) وبقرض ميسر، وسيتم التسديد من خلال الإيراد إذا تم تحسين التسديد والحرص على منع العشوائي أو التوسع في مد التيار حتى يصبح لديه فائض.

الغوض في ملف الكهرباء بمن هم لديهم الدراية والكفاءة وبمساعدة الكوادر الشريفة في المؤسسة، سيضع وبكل جدية يد الانتقالي على مفاتيح مغارة علي بابا السحرية "الكهرباء".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى