حيّا على الأمل

> * وحدهُ "كورونا " من يحول بيننا وبين الفَرَح.. لكن "حيّا على الأمل"، سيذهب الوباء وتخرج الناس من الحبس الذي كان لذيذاً رغم سطوته ومفيداً للصغير والكبير، فقد قال الكثير.. إنهم شهدوا علائق أُسرية تتوطّد، وأن رب البيت قدّم خدمات كبيرة وتواضع لأهله فقد كَنَس المنزل وشارك في أعمال الطبخ وغسل الثياب، ومارس بحُب رعاية الأطفال بلا ملل، كما صلّى بأسرته جماعة، وعلّمهم القرآن ودروس المدرسة!

* كل العالم يتغير في زمن "كورونا" فقد ازدهرت حدائق البيوت وساهم الحجر الصحي في رفع مستوى "النظافة" كسلوك حضاري كما لم تشهده الدنيا من قبل!

وغدَت المساحات الخضراء القريبة من المنازل مكاناً لإفراغ الطاقات المبدعة في ترتيب وتوضيب وتنسيق العُشب والزهور وسقي الزرع والورد!

* وورد عن الريف أن نزول المطر مع حلول الموسم كان فرصة ثمينة لتغافل "الوباء" ونسيان همّه الذي يفوق داءه، وقد بدأ الناس بحراثة التربة مع المضي في الالتزام بالإجراءات الاحترازية.

* وينشد المواطن في هذا البلد الذي دمّرته الحرب الأمل بوقف الأزمات وفك حصار الصراعات التي تضيّق الخناق على الناس، فوق ما هم عليه من خَنْق كورونا ووطأة الحُمّيّات!

* ليس كثيراً على الساسة في هذا البلد أن يطلب شعبهم منهم العمل لوقف الحرب والتحلّي بالحِكمة لحل الخلافات ووضع حد لنزيف الدم والتوجّه نحو البناء والتنمية وعمارة الأوطان.

* سيكون أمام "الشرعية" في هذا البلد مشكلة كبيرة في "الشمال".. إنها تواجه جماعة بثقافة مغايرة وعقيدة مختلفة، لن تستطيع أن تُحدث خرقاً في جدارها المُصمَت مهما حفرت في عرضه قذائف الجيش وصواريخ طائرات التحالف!

* أما إن كان من بقية حِكمة في عقل الشرعية فهو ندمها على حرب عبثية تخوضها في أبين مع جنوبيين لا يختلفون معها ثقافةً ولا أيديولوجية ولا عقيدة ولم يأتوا بالصرخة ولا بالخُمُس!

* أمضى هؤلاء الجنوبيون الأحرار زمناً طويلاً في صف الشرعية ناظرين حلّاً عادلاً لقضيتهم والمشاركة في السلطة والثروة بصورة تضمن رسوخ الوحدة الوطنية والحفاظ على أمن الوطن واستقراره.. لكن لوّى القائمون على الحكم أعناقهم وأعطوا لقضايا الوطن الكبرى ظهر المجن!

* حيّا على الأمل.. يستطيع المختلفون أن يثوبوا إلى رشدهم الآن، ويجلسوا للحوار مجدداً، فالجنوب اليوم أكبر من قبل، وهو في الإسلام "سُنّي" وعقيدته صافية وليس هجينا مثل كيانهم المهترئ!

* لقد تركت أحزاب الشمال صنعاء في 21 سبتمبر لغول مليشيا الحوثي حتى فشت وانتشرت وسيطرت وأحكمت، بينما طرد أبناء الجنوب المليشيا بمقاومة استماتت بصفاء عقيدة المجاهد وصابرت بروح وبسالة المناضل الذي استمر يضغط على الزناد حتى رحل الغازي إلى غير رجعة!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى