القائد القوي والقائد الضعيف

> القيادة التي تتسم بالضعف أو التردد أو الخوف تهتز ثقة الشعوب بها ولا تطمئن بأن تمنحها مشروعية قيادتها، وعندما تقرأ عن القيادات الناجحة عبر التاريخ سواء المؤمن منهم والكافر، أو الديكتاتوري والديمقراطي، أو الظالم والعادل ستجد تفاوتا واختلافا في صفاتهم الشخصية وسماتهم السلوكية، ولكن عندما تتأمل ستجد أن هناك صفات كثيرة يجب أن تتوفر في أي قيادة فتستطيع على إثرها إدارة الأرض وتحريك الإنسان إلى الأهداف وعلى رأس هذه الصفات (صفة القوة).

والقيادة التي تقود الشعوب عليها دراسة ما هي بصدده بإشراك أصحاب الرأي والفكر والخبرة والنزاهة من مستشاريها لتستنير بآرائهم بما هو الأنفع والأصلح والأنسب، لكن إن قررت عليها أن تمضي في قرارها الصائب دون تردد أو تراجع وتتجه إليه بكل قوة وشجاعة وحزم وإقدام ودون الالتفات إلى الأصوات التي تثنيها عما هي بصدده.

كثير من الخطط الطموحة لدول وحكومات كان وراء فشلها وعدم تحقيقها قيادة تبنت هذه الخطط في البداية ولكن كان من أسباب عدم نجاحها ضعف تلك القيادة وترددها وارتباكها رغم مساندة الشعوب لها، فأدى ذلك إلى حجب الثقة عنها واستبدالها، وبالمقابل هناك من الخطط الطموحة لدول وحكومات كان وراء نجاحها قيادة تتصف بالشجاعة والقوة والصلابة جعلت شعوبها تؤمن بشخصها قبل أن تؤمن برؤيتها وطموحها لمستقبل الناس فالتفّت هذه الشعوب حول قيادتها وآزرتها ودعمتها فاستطاعت القيادة أن تتجاوز الأزمات والعقبات حتى حققت النجاحات، وإذا كانت (صفة القوة) قد ذُكرت محمودة على لسان النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف" كما في الحديث الشريف المعروف، وكسبت هذا الثناء كصفة مطلوبة للفرد العادي فلكم أن تتخيلوا مدى ضرورة توفرها كصفة من صفات القائد الناجح.

مستشار وخبير في القيادة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى