شكراً يا الله

> اجتاح كورونا قارات العالم، ولم يفرّق بين قوي وضعيف ولا كبير أو صغير ولا غني وفقير. عَدَلَ في الإصابة والإماتة. أرعب الناس وحبسهم في بيوتهم لأول مرة، حتى رأت المرأة زوجها ينشر ثياب الأطفال على حبل الغسيل، ويوضب أشياء البيت كما لم يفعل من قبل!
حصد الوباء أعدادا كبيرة من أرواح البشر قريباً من نصف مليون إنسان، بينما يقترب عدد الإصابات من المليون العاشر حول العالم!

بدأت أمريكا التي يعرفها كل الناس أنها عظمى وقوية أكثر دول العالم تضرراً من الفيروس الذي يكاد يحيط بكل ولاياتها، ومعها أوروبا أيضاً وأمريكا اللاتينية والكاريبي وروسيا !
وفي الشرق الأوسط يزداد عدد الإصابات بهذا "الطاعون" الذي يطرق أبواب الدول والقارات، وقريباً منا نحن أهل اليمن نسمع، ونقرأ عن إصابات ووفيات تزيد باضطراد بالعشرات والمئات والألوف، ولَطَفَ الله بنا نحنُ أهل هذه البلدة الطيبة فصيّر الجائحة علينا خفيفة بفضلٍ منه ورحمة.

نحنُ شعبٌ طيب، وبلدنا موطن الغلابى والمساكين، فجُعِل "كورونا" لا يشتّد علينا، يصرفه ربُّنا يمرُّ، ولا يضر، فـ" يا الله لك الشكر" أنْ لطفت بنا ورحمتنا.

شكراً يا الله! كلمة وجّه بها إمام وخطيب جامع الفردوس بمدينة المنصورة، الشيخ السلفي عبد الغفور اللحجي، من على منبر الجمعة داعياً المواطنين في المحافظات أن يشكروا لله هذه النعمة العظيمة أن لَطَفَ بهم، ولم يُذقهِم ما ذاقته شعوب وأقطار، تردّى أعداد من أفرادها كُثُر؛ من وطأة الخوف والجَزَع من الفيروس الذي عجز أمامه الطب والتطور العلمي!

ومضى الشيخ حفظه الله يذكّر الناس أن دولا غنية لديها من المقدرات والإمكانات ما ليس نملك جزءاً منها قد أحاط بها "الطاعون" وسجّلت من الإصابات والوفيات أعدادا مهولة، بينما أسدل علينا في هذا البلد لباس السِتر والعافية، ونحن الفقراء الذين لا نقدر على التصدي للأزمات ومواجهة الأخطار "أليس الله بكافٍ عبده".
في بلدنا يختلط الناس، ومستوى الوعي بأخذ الحيطة لا يرقى إلى مستوى تلك الدول، وظروف الناس الاقتصادية أجبرتهم على الخروج طلباً للقمة العيش، فالمواطن الشاقي يكد من الصباح في عمله لإغاثة نفسه وعياله من الحلال الطيب، يخرج من بيته "على بابك يا كريم" واثقاً بربه متوكلاً عليه، وعين الله تحرسه. فشكراً لك يا الله!

ليس كثيراً على الناس في هذا البلد أن يرجعوا إلى ربهم، ويعبدوه حق عبادته، ويشكروا له هذا الحفظ واللطف والرحمة. وإنْ أعرض الناس مع هذا اللُطف وبخلوا بالشُّكر فنخشى على أنفسنا وبلدنا من شدة الجائحة في قابل الأيام!
هو الله الذي خفّف علينا وطأة الوباء، ونحن الشعب المغلوب على أمره، فقد رآنا سبحانه نَعدَم الخدمات، فلا صحة ولا ماء ولا كهرباء إلاّ كمَنْ يُعطى بالقطّارة، ويوزن له بميزان الجور. سبحانك ما عبدناك حق عبادتك. شكراً يا الله.

وإذْ نقدّر لخطيب جامع الفردوس هذا التوجيه وجميل التذكرة، نتمنى على المواطن أن يعمل بما جاء في الموعظة من شكر الله، والاحتراز لنفسه وتعزيز الوعي الصحي حفاظاً على سلامته والمجتمع، وهو بلاغٌ للناس !

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى