حوار مع صديق مثقف شمالي (2 - 2)

> د. عبدالله الشعيبي

> هو: أستغرب من استنهاض قوتكم على بضع مئات من جنود اليمن؟
أنا: ألم تستغرب من ارتفاع مستوى عويلكم ونباحكم على استلام أبناء سقطرى لوطنهم ولكنكم لم تنبحوا ولم تبكوا على سقوط صنعاء وكل المدن مرورا بسقوط الجوف ونهم وأجزاء من مأرب إن لم تكن قد سقطت وصولا إلى البيضاء، حتى إن بعض رموزكم قدموا استقالاتهم فقط حين عادت سقطرى لأبنائها، يفشلون في مهامهم ويتهمون بالفساد والعمالة ووووو، ولم يقدموا استقالاتهم وسقطت الوطنية من تاريخهم الهش.

قاطعني بحدة: وأنتم معكم الانتقالي عميل وتابع للإمارات أيش معنى نحن الخونة فقط من الشمال؟
قاطعته: يا صاحبي العزيز الإمارات عضو رئيسي في التحالف ووجدت المصداقية والثبات عند أبناء الجنوب، ولكنكم تحللون لأصحابكم التعامل مع قطر وتركيا وتستدعون تدخل تركيا بكل وقاحة وفجاجة، وأصحاب دعوة التدخل التركي هم مجموعة ليس من حقها بل تجاوزت الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي وكأنهم لا يعترفون برئاسته وللأسف هذه هي الحقيقة، كنا نتمنى لو تذرفون دمعة واحدة على أرضكم أو تعزون أنفسكم في ضياع كل شيء من بين أيديكم، اسألهم من سلم الجبهات لرجال الله من دون رمية حجر؟ وكل هذا لأن همكم فقط هو التعويض بالجنوب عن خسارتكم... تستدعون تركيا للتدخل كي تعبثوا بكل شيء وتنتظرون الفتات من المحتل التركي.

هو: الذي عبث بالجنوب وثرواته هو نظام عفاش؟
أنا: لا تتجنوا على عفاش وتتهربوا من المسؤولية المباشرة ولو كنتم لا تفقهون في السياسية فما كان ينبغي أن تسبروا أغوارها فأنتم كنتم جزءا من نظام عفاش والعالم كله يعلم بذلك... اتفقتم على تكفير شعب الجنوب وووو، ولم تهتز لكم ذرة حياة لتقولوا ما يجوز لمسلم يكفر مسلما يعيش معكم وتحت شعار وعلم واحد، وهذا يدل على عدم اعترافكم بهم حتى بعد مرور 30 سنة لم تستوعبوا الدرس ولا التجربة بل حتى بعد أن تم طردكم من أرضكم واحتضنكم الجنوب وأبناؤه بقلوب محبة وعقول نظيفة وإذا بكم تتنكرون لهم ولمواقفهم وتريدون منهم يبقون خاضعين وتابعين لكم وأنتم تعرفون أنهم لم يخضعوا حتى بعد هزيمتهم في 1994م، وظلوا متمسكين بقضيتهم وأهدافها.

هو: طيب يا صاحبي لما لا يتحمل الشباب مسؤولية إعادة بناء الوحدة على أساس النظام والقانون؟
قاطعته: أريدك كشخص أن تضع لأصحابكم فكرة إعادة الوحدة على أساس النظام والقانون وشوف كيف سيكون ردهم، إذا كنتم رفضتم الفيدرالية من إقليمين أو من ستة قبل مناقشتها وإقرارها ووجدتم أنفسكم تقفون بنفس الموقف الجنوبي الرافض للفدرالية... أنا أقول لما لا تسعون لبناء دولة نظام وقانون وأنتم من اجتهدتم بكل ما تملكون من قوة وخساسة للتدمير والقضاء على مؤسسات دولة النظام والقانون وأنتم أصبحتم المنتصرين والحكام لكل اليمن ولا أحد ينافسكم.

فكرة دولة النظام والقانون للأسف ليس لها وجود في ثقافتكم وحين حاول الشهيد الحمدي التأسيس لها انقلبتم عليه وتركتموه وحيداً قبل سفره إلى عدن ولقائه بالشهيد سالم ربيع علي للتوقيع على وحدة حقيقية.

هو: معقول هذا مستوى تفكيركم ترفضون وحدة الأمة العربية؟
أنا: لم أكن يوما مع مشروع الوحدة اليمنية ولن أكون مع مشروع الوحدة اليمنية والعربية وكانت تجربة وحدة مصر وسوريا هي النموذج الفاشل، تتذكر الزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر كيف واجه طلب سوريا بالخروج من الوحدة فلم يغزوهم ولم يحتل أرضهم وهو يملك من القوة العسكرية في سوريا ما يسقط مطالب شعب سوريا، ثم إن هناك قوى عارضت وقاومت الوحدة اليمنية وفجأة تحولت إلى تأييد الوحدة بعد حرب 1994م وتناسيتم مواقفهم ولم تنسوا للجنوبيين مواقفهم وما قدموه من أجل الوحدة واعتبرتم كل الجنوبيين انفصاليين حتى من وقف في حرب 1994م معكم.

هو: يبدو أنه لا أمل في مثقفي ومفكري وحكماء الجنوب في التعاون مع إخوانكم في التحرير والبناء والتنمية؟
أنا: كما فقدنا الأمل فيكم بتحقيق دولة النظام والقانون والتطور والبناء والحرية ودعنا نذكركم حين سألتكم عن سبب نشر معظم صحفكم ترويسة بارزة تقول (لا للتمديد) بعد ثلاثة أشهر من التوافق والإجماع على رئاسة عبدربه منصور هادي ولماذا الآن وما الهدف؟ تتذكر ما كان ردكم، كي لا يفكر بالبقاء في الرئاسة أكثر من المتفق عليه... ثم همست لك ساخرا... طيب انتظروا إلى ما قبل نهاية المدة المتفق عليها وتكلموا لكن الآن يثير الكثير من التساؤلات وأهمها لأنه جنوبي وسلطة المركز ترفض رئاسة اليمن من الجنوب أو لغلغي؟ فابتسمت مندهشا وقلت لم أسمع بذلك إلا منكم وقلت لك صح لم تسمع لكنكم على هذه الحقيقة.

نحن نتمنى للجنوب والشمال الاستقرار والرخاء والتطور والعيش المشترك بسلام تجمعهم المصالح المشتركة لخدمة الشعبين ونبذ الحروب والصراعات المدمرة وربما يأتي يوم يتوحد الشعبان في وحدة حقيقية لا غالب ولا مغلوب فيها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى