مخاوف من حلول كارثة في سوق صيرة المركزي

> تقرير/ وئام نجيب

>
مواطنون مستاؤون من عدم تطبيق قرار حملة الإزالة على الجميع
> تكررت الأصوات التي تنادي بضرورة تأهيل سوق البلدية المركزي في مدينة عدن القديمة، وتناولت «الأيام» هذا الموضوع في أعداد سابقة، لما فيه من المصلحة العامة.

وكنا قد زرناه صباحاً، ولكن خلال الإعداد لهذا التقرير تعمدنا زيارة مبنى السوق في فترة المساء للاطلاع على الوضع العام فيه في ذلك الوقت، خاصةً بعد الحملة التي استهدفت تنظيم شوارع وطرقات المدينة التي على إثرها جرى نقل بائعي الخضار والفواكه إلى داخل السوق، فيما رفض بائعو الأسماك الدخول والبيع فيه، واستمروا في البيع خارج السوق.

المنظر العام.. بيئة غير صالحة
إضاءة خافتة عدد قليل من الباعة وأقل منهم مشترين، في المقابل أعداد كبيرة جداً من الذباب والبعوض شقوق وفراغات في السقف جراء تساقط أجزاء منه بين الحين والآخر، هكذا بدا سوق الخضار والفواكه قبيل صلاة العشاء، حيث تخوفت النساء حينها من الدخول إليه بعد ما أصبح كالمغارة أو الكهف.

صورة عامة لسوق من الداخل
صورة عامة لسوق من الداخل

شاركتنا الحديث امرأة مسنة قصدت السوق لشراء الخضار قائلة: "انظري يا ابنتي هل هذا هو سوق البلدية المركزي، كان زمان نظيفاً ومرتباً وفيه كهرباء، فهو بمثابة إرث ذي مكانة لدى الأهالي في عدن، تأتي إليه الأسر بشكل مستمر في أي وقت دون خوف، أما الآن فقد اختلف الوضع كلياً".

وأضافت: "لا نلوم البائعين الذين يفضلون البيع خارج السوق، إذ بات بيئة غير صالحة لبيع المأكولات فيه، وبعد إرغامهم على الدخول والبيع فيه اضطرنا نحن في المجيء إليه لقضاء حوائجنا، ونتحمل الرائحة الكريهة، مستغربين تخاذل المعنيين بتأهيله وسكوتهم على وضعه".

تشققات في سطح السوق
تشققات في سطح السوق

واضافت السيدة قصدت السوق لشراء بعض من الخضار، وقالت: "أطالب قبل أن يتم إجراء أي حلول بأن يتم أولاً توفير سكن بديل لهم، وتخصيص هذا السوق لغرض البيع والشراء فقط مع الالتزام بإعادة تأهيله".

استثناءات تؤثر على مستوى الدخل
يقول أحد البائعين لـ«الأيام»: "قد بلغ الفساد ذروته، وتم الاستقواء على الضعيف، فعندما نفذت الحملة في الأسبوع الماضي الزمتنا بالدخول إلى السوق والبيع فيه، فقد أُعلن أن المتخلف سيدفع غرامة مالية فالتزمنا وبقينا في السوق، إلا أن ما أزعجنا هو أن الحملة استثنت أشخاصاً محددين، ولعل تواجد عربات الخضار الموزعة على طرقات وشوارع المدينة هو ما يؤكد صحة حديثنا، ولم يمنعهم أحد من ذلك".

وأشار البائع إلى أن إجمالي ما يتحصلوا عليه من عملية البيع تأثر وتراجع بشكل ملحوظ، إذ إن الناس يفضلون الشراء من الباعة المخالفين للقرار كونهم الأقرب من حيث المسافة، وفي هذه الحالة يمتنع الكثير منهم من الدخول لمبنى السوق، ويشترون من العربات الموجودة في الخارج.

مفرش لأحد الباعة داخل السوق
مفرش لأحد الباعة داخل السوق

وقال: "أصبحنا نبيع ثلاث سلل من الخضروات المختلفة كالبطاط والطماطم والبصل في اليوم الواحد بعد أن كنا نبيع 10 سلل من كل صنف منها في اليوم، وذلك يؤثر على معيشتنا خاصة، وأنه مصدر الدخل الوحيد لأسرنا".

باعة آخرون أبدوا عدم اعتراضهم على قرار إلزامهم البيع في السوق المركزي، إلا أنهم طالبوا بالمساواة والعدل بين جميع البائعين.

"رغم وضع السوق ندفع إيجاراً ولا تغييرات تذكر"
وحول وضع السوق قالوا: نأتي إلى هنا ونستودع الله حياتنا بسبب تهالك سقف المبنى وتوقعنا سقوطه في أية لحظة خاصة بعد أن سقط أحد الساكنين من أعلى السوق إلى الأرض منذ أشهر قليلة، وكانت إصابته في ظهره، ومع ذلك لم تحرك الجهات ساكناً، وكأنها تريد للبقية مواجهة نفس المصير، كما أنه يخلو من الكهرباء، وبسبب ذلك تكبدنا خسائر كبيرة لتلف الخضار وخاصة التي تحتاج إلى جو بارد، ويكون مصيرها لمكبات القمامة التي تعد شاهداً حياً عن كمية ما يتم رميه، إضافة إلى ذلك انعدام النظافة في السوق بشكل عام ووجود مخلفات المجاري والقمامة خلف المبنى مباشرة، ورغم ذلك كله نحن ملزومون بدفع إيجار المفارش، ومن الظاهر أن الحال سيستمر هكذا بدون إيجاد حلول".

صورة اخرى تشققات في سطح السوق
صورة اخرى تشققات في سطح السوق

وأضافوا: "نحن نخاف الله ومن المستحيل أن نخدع الناس ونبيع لهم خضروات وفواكه تآلفة، خاصةً مع انتشار الأوبئة والأمراض".

واختتموا حديثهم لـ«الأيام» بـ "نوكل أمرنا لله ونقف عاجزين تماماً حيال هذا الموضوع فلا أحد يسمعنا، وكل مسؤول يأتي إلى السوق يعتبر نفسه القائد المغوار، دون أية إجراءات أو تغييرات تُذكر، ولكن ما نشاهده يومياً ويظهر أمامنا هو افتقار البلد للنظام، فنحن في زمن يأكل فيه القوي الضعيف، (الذي مش معه ظهر بهذه البلد يموت) مقولة لم تأتِ جزافاً، بل اختصرت واقعنا بعد أن أصبحنا مسلوبي الحقوق في بلدنا ومسقط رأسنا، ورسالتنا لكل من له علاقة في الموضوع أن يهتم بشؤون المواطن الضبحان ويتجنب قطع الأرزاق، وأن يسارعوا في إعادة تأهيل السوق المركزي، ووضع حل للساكنين أعلى المبنى".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى