منطقة «الحفيرة» بعدن عنوان لتكدس القمامة وطفح المجاري

> تقرير/ فردوس العلمي

> مواطنون: دائماً ما تغرق بيوتنا من السيول والجهات المعنية غير مبالية
"الحفيرة" بمديرية صيرة (عدن القديمة) في العاصمة عدن منطقة أضحت عنوانا لانتشار القمامة بشكل مستمر ومكانا لتجمع مياه الصرف الصحي من أكثر من منطقة في المديرية؛ نتيجة لموقعها المنخفض.
من يدخل لهذه المنطقة ستستقبله مكبات القمامة في أي مكان ييمم وجهه إليه، مصحوبة بروائحها الكريهة التي باتت تُزكم الأنوف بسبب تراكمها المتسمر.

ويرغم سكانها المحليون على السير على مياه المجاري المخلوطة بمياه الأمطار التي شهدتها مدينة عدن خلال الفترة الماضية.
ويعد وقوع هذه المنطقة في موقع منخفض، أحد الأسباب الرئيسة في تجمع مياه الأمطار والسيول فيها، كما يؤدي غياب دور الجهات المعنية بشفطها لبقائها لفترات طويلة، مما يزيد من معاناة الأهالي، لاسيما مع انتشار العديد من الأمراض والأوبئة القاتلة ومنها فيروس كورونا المستجد.

وكانت "الحفيرة" فيما مضى زريبة للغنم قبل أن تتحول إلى منطقة سكنية خلال العقود القليلة الماضية.
وأفاد سكان محليين لـ "الأيام" أن منطقتهم تنعم بكافة الخدمَات الأساسية، لكنها منسية تماماً في مجالي الصرف الصحي والنظافة.

وتضررت كثير من مدن وأحياء مدينة عدن خلال الحِقْبَة الماضية نتيجة للسيول التي اجتاحتها، وما تزال أضرارها قائمة حتى اليوم في منازل المواطنين التي كان لسكان منطقة "الحفيرة" جزء كبير منها، فقد تعرضت العديد من البيوت للغرق بمياه السيول المخلوطة بمياه الصرف الصحي والقمامة.

خوف وقلق
وعبّر العديد من أهالي "الحفيرة" في أحاديث متفرقة لـ "الأيام" عن خوفهم وقلقهم من استمرار الوضع القائم، لاسيما مع تكرار تساقط الأمطار على المدينة مؤخراً بغزارة لم تشهدها من قبل، والغياب التام لدور صندوق النظافة ومياه الصرف في منطقتهم، مؤكدين أنهم يظلون في أثناء تساقط الأمطار كالسجناء في بيوتهم لا يستطيعون مغادرتها إلا بمساعدة الآخرين.

وقالت صباح قاسم محمد، وهي أحد المتضررين من السيول: "مشكلتنا في هذه المنطقة، هي أننا كلّما حاولنا أن نرتقي ونصلح من أضرار السيول السابقة في منازلنا، تأتي سيول أخرى وتهد كل ما بنيناه، والمشكلة الأكثر ضرراً لنا هي انفجار المجاري، وإذا ما حاولنا إصلاح المجاري الخاصة بها نصطدم بالارتفاع الكبير في أسعار مواد البناء".

وأضافت في حديثها لـ "الأيام" قائلة: "منازلنا رسمية ومصرحة من الحكومة، وفيها الخدمات العامة كالكهرباء والمياه والاتصالات، ولكن نُعاني عدم التقسيم العادل في توزيع المعونات، فلم نحصل بهذا الخصوص إلا على عشرين ألفاً من شيخ الحارة محمد جمال، وفراشين اثنين من فاعل خير، بينما تسلم المعونات أشخاص لم تتضرر منازلهم قط من السيول".

تلف للأثاث
من جهتها أوضحت المواطنة جوهرة عبدالله محمد الجبلي، وهي أرملة المدير العام الأسبق لمديرية صيرة أحمد علي سعيد، أن أبرز مشكلة تعانيها هي انفجار المجاري وتراكم القمامة في المنطقة، مطالبة في السياق ذاته الحكومة والجهات المعنية بالاضطلاع بدورها بإصلاح شبكة الصرف الصحي وتوسعة المناهل الخاصة بها.
وتابعت القول: "غرقنا مرتين من طفح المجاري، وغرقت كل أثاث منازلنا بسبب فيضانها من المطابخ والحمامات، ومما زاد من تأزيم هذه المشكلة أنها تختلط مع المجاري القادمة من المناطق المرتفعة، ثَمّ تتسبب بسد المناهل حينا وطفحها في منازلنا بقوة".

وبحسب للمواطنة جوهرة الجبلي، فإن أحد أسباب هذه المشكلة عائد إلى عدم تغيير شبكة الصرف الصحي فيها على الرغم من التوسع العمراني الكبير الذي شهدته خلال العقود الماضية.

تعاون
وقال العديد من أهالي الحي: "عدم قيام صندوق النظافة وعماله بواجبهم في حيّنا يحتم علينا جميعاً التعاون لجمع القمامة التي باتت تتراكم بشكل كبير في مداخله".
وهذا ما أكدته خلود يحيى بالقول: "دائماً ما نجمع القمامة من أمام منازلنا بأنفسنا بالجاري (العربة) ورميها في المكب المخصص لها، وكلما انسدت علينا المجاري يقوم أبناء شقيقتي بفتحها، وغالباً ما تتسبب بغرق بيتي وإتلاف الأثاث وتعطيل الأجهزة المنزلية".

وأوضحت في حديثها لـ "الأيام" أن ابني شقيقتها كثيراً ما يستخرجون جلابيات وحفاظات الأطفال وأخرى نسائية وأحجارا وبقايا الفرش من المناهل. وجميعها أشياء تتسبب بسد المجاري ثَمّ طفحها على البيوت.
فيما أوضح المواطن رفعت صالح أن استمرار تعرض بطارية جهاز الشفط بمضخة الحي، دائماً ما يتسبب في عجز عملية الشفط، ثَمّ فيضان مياه الصرف من المناهل وحمامات المنازل والمطابخ.

وأضاف: "نتمنى أن تسلم بطارية المضخة لشخص من الحي للحفاظ عليها من السرقة".
وفي الوقت الذي تنذر فيه الأجواء بتساقط الأمطار على مدينة عدن، ما تزال منطقة "الحفيرة" تُعاني آثار السيول السابقة وانفجار المجاري فيها، مع استمرار تكدس القمامة.

وتجنباً لكوارث قادمة لجأ العديد من الأهالي إلى رفع أبواب منازلهم، وأضحت أشبه ما تكون بالنوافذ، خوفاً من دخول مياه السيول والمجاري إليها مجدداً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى