المهرة جنوبية الأصل والتاريخ

> عندما نقول إن المعركة اليوم في الجنوب هي معركة بين مشروعين وطرفين سياسيين متناقضين أحدهما مشروع إعادة فرض ما يسمى بالوحدة اليمنية الميتة والمغدور بها بالقوة وتمثله الشرعية المتهالكة الفاسدة من حاشية الرئيس هادي والإخوان المسلمين المدعومين من قطر وتركيا وإيران وحلفائهم الحوثيين، وبين مشروع عربي يمثله المجلس الانتقالي والقوى الجنوبية والتحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات وهو تحالف إستراتيجي لمواجهة المخططات الإيرانية التركية والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين الذي يمثله حزب الإصلاح في اليمن. على الجميع أن يدرك بأن الشمال قد حسم أمره في هذه المواجهة لصالح المشروع التركي الإيراني القطري، وأصبح تحت سيطرة الحوثيين أصحاب الصرخة والغدير والشارة الخضراء الحسينية، يعني الشمال حسم أمره مذهبياً، وهذا واضح للملأ ولا يحتاج أي جهد للتبرير أو الخداع المكشوف، لهذا فإن الانسحاب من الجوف، وتقدُّم الحوثيين في أجزاء من مأرب ليس صدفة وتوجيه القوات التابعة للشرعية الإصلاحية الكاذبة وجيشها الجرار إلى الجنوب بدلاً من صنعاء ومحاولة غزو عدن والسيطرة عليها يندرج في إطار هذا المخطط العدواني الخطير الذي اصطدم بصمود واستبسال القوات الجنوبية وإرادة الشعب الجنوبي وقياداته السياسية التي لقنتهم دروساً قاسية، وقضت على أحلامهم ومخططاتهم ووجهت لهم صفعات متتالية آخرها استعادة محافظة سقطرى الأبية، ولازالت المعركة مستمرة والآن يحاولون تمرير مشروعهم ومؤامراتهم في المهرة التي ظنوها رخوة وأسهل الحلقات بواسطة عملائهم ومجنديهم من المرتزقة من أبنائها مستأنسين بالمعسكرات والقوات الشمالية، وأتباع هادي وكل التشكيلات الأمنية المسلحة من خارج المحافظة والمليشيات الخارجة عن القانون، والمدعومة من جهات معروفة للجميع ومعهم قيادات السلطة المحلية الفاسدة بالمحافظة من أتباع حزب عفاش وأحزاب الشمال الذين تم تكليفهم بالعمل لتنفيذ المخطط المشؤوم وأوعز لهم القيام بأدوار محددة لخلق شرعية لقمع المشروع الجنوبي وقواه في المهرة على طريق إسقاط حضرموت وخاصة المكلا، وذلك من خلال الدعوات إلى صياغة ما يسمى بميثاق الشرف وتمريره على الشيوخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية والقوى السياسية والاجتماعية في المهرة ليكون مظلة للقمع والحرب في المحافظة، وهذه الأيام هناك نشاط محموم وتهديدات وتحريض ضد الانتفاضة الشعبية والجماهيرية في المهرة تأييداً للمجلس الانتقالي والمشروع الجنوبي واستخدام أدواتهم الرخيصة المعروفة بالعمالة وحب المال للترويج للقاءات وتجمعات للتحايل وإعطاء المشروعية لمخططات عدوانية من خارج الحدود رافعين شعار المهرة أولاً، وهم يقصدون جيوبهم أولاً وأمن المهرة واستقرارها، وهم أول من يقلق أمنها وينشر الرعب فيها ويشكلون المليشيات المسلحة فيها، ويفتتحوا معسكرات التدريب للصوماليين والشماليين والقاعدة وغيرهم لمواجهة أهلهم وأبناء جلدتهم المهرة، كما أنه جن جنونهم ومارسوا أساليب غير معهودة في المهرة من خلال ترهيب الناس وإطلاق الرصاص على المهرجانات السلمية مثلما حصل في سيحوت، ودفعوا بأفرادهم وأموالهم لإفشال أي عمل أو مهرجانات للانتقالي مثلما حصل في حصوين وقشن، ولكن فشلوا ونجح الصوت الجنوبي وانتصر، وشنوا حملة تشوية وإساءة إلى شخص السلطان عبدالله بن عيسى آل عفرار رمز المهرة وسقطرى، ورئيس المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى عبر قنواتهم في أسطنبول والدوحة للضغط عليه للتنازل عن مواقفه الوطنية، ومن الملاحظ دون شك أنه تناغم وتواطؤ السلطة المحلية بالمحافظة وأجهزتها الأمنية التي لم تحرك ساكناً أو تقوم بأي إجراء للحفاظ على وجهها القبيح، وتركت الحبل على الغارب للنشاط المحموم للعصابات التي يعرفها الجميع لأنها جزء من هذا المخطط، كل ممارساتهم باءت بالفشل لعدم وجود بيئة حاضنة لها غير المال المدنس، الآن يحاولون استغلال دعوة السلطان أبو عيسى للقاء شامل يوم الأحد المقبل للشيوخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية والقوى السياسية في المهرة لوحدة الصف والكلمة لتمرير مخططاتهم، ولكنهم لن يفلحوا ولن يحققوا أهدافهم الخبيثة في التحايل والخداع، وكسب العواطف مهما عزفوا على أوتار قديمة وبالية تفضحهم لأنهم معروفون عند الجميع، ولأن في المهرة رجال وشيوخ وعقال يدركون الواجب ويعرفون اللعبة، ويميزون بين الحق والباطل والصح والخطأ، ولا تنطلي عليهم هذه الألاعيب، انتبهوا يا شيوخ وعقال المهرة لهذه المخططات الخبيثة حتى لا تكونوا في الفخ المنصوب لكم من هؤلاء الفسدة المستأجرين، ولا داعي للتوقيع على أية وثيقة في هذا الوضع الصعب في مفترق الطرق بهذه الأيام، ولا ينصبون عليكم أو يخادعونكم بالكلام المعسول والوطنية الكاذبة فهم بارعون في النصب والاحتيال. الحق منتصر ولن نترك لهم الفرصة لتحقيق مآربهم الخبيثة ومخططات أسيادهم دافعي المال، ونقول: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"، صدق الله العظيم.

*وكيل محافظة المهرة سابقاً

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى