لا تدعوا مجالاً للفشل

> تحديات كبيرة جداً تواجهها الإدارة الذاتية للجنوب، وبدون الجدية والحسم والرؤية المسبقة لكيفية التعاطي مع الكثير من القضايا خصوصاً على الصعيد الخدماتي والاقتصادي، وكل ما يرتبط بمعيشة واستقرار السكان تلك القضايا ليست ثانوية بالمطلق، وعليها تراهن أطراف كثيرة بفشل الإدارة الذاتية أو إفشالها، فالفساد وآليته في الكثير من المؤسسات الخدمية خاصة لا ينبغي التعاطي معه إلا بالحسم والجدية، ودون ذلك سوف تزيد التداعيات على صعيد الخدمات وهذا ما هو ملموس في الوقت الراهن. معالجة قضايا من هذا النوع تحتاج فرق عمل متخصصة تعرف خفايا تلك المؤسسات وما ظل يجري فيها من عبث، وليس كافة منتسبي تلك المرافق أيادي عبث، فهناك عناصر وطنية مخلصة لو أعطيت الفرصة لحققت الكثير، وهذا يتطلب حسن الاختيار كي تتمكن الإدارة الذاتية من تحقيق بعض النجاحات على الأقل في الاستفادة مما هو ممكن، وتطوير ما يمكن تطويره اعتماداً على الكفاءات الوطنية القادرة على العطاء بهذا الوقت العصيب الذي بلغت فيه معاناه الناس ذروتها خصوصاً في مجال الكهرباء والمياه.

الشق الآخر الأشد خطورة ما يحدث على صعيد ارتفاع سعر الصرف مع ما يواجهه المواطن من عدم انتظام استلام مستحقاته، فانهيار العملة المحلية كارثي دون شك يعكس نفسه على مجمل الجوانب الحياتية فلا يمكن الحديث عن تحقيق نجاحات تذكر في المجالات الأخرى دون وقف تدهور العملة المحلية، وهذا الشق لا شك يرتبط بتعقيدات كثيرة وربما هي العقدة المحورية التي يراهن عليها من يريدون وضع الإدارة الذاتية في مأزق دون إن تسعى الإدارة الذاتية عبر فرق متخصصة إلى وضع المعالجات السريعة والحاسمة للكثير من القضايا، ولا أعني هنا أن تبلغ الإدارة الذاتية مرحلة الكمال وتحقيق كل شيء بغتة، فالأمر غاية في الصعوبة لا شك والوضع يتطلب الكثير من الموارد المالية والوقت، وما يمكن تحقيقه هو الاستفادة مما هو متاح وتجاوز آلية الفساد حتى لا يظل الخوض في حلزونية مفرغة دون تحقيق تقدم يذكر وهو ما يجعل الإدارة الذاتية تتحمل وزر التداعيات المستمرة على الصعيد الخدماتي والاقتصادي وحالة عدم الاستقرار التي يعيشها الشارع الجنوبي منذ زمن، وعندما تستهلك الإدارة الذاتية مزيداً من الوقت في محاولة الاعتماد على من عرفوا بالفساد، أمر لا يعطي نتيجة بالمطلق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى