التسوية والقوى الطفيلية

> عادت عجلة جهود الأمم المتحدة للدوران بمحور التسوية السياسية، وعادت معها أصوات مكابح إفشالها التي تقوم بها القوى النفعية الطفيلية الحريصة على بقاء ماكنة الحرب بالاستمرار كدجاجة بيض من ذهب.
فهذه القوى يصيبها الهلع من أي حديث عن وقف الحرب والشروع بتسوية سياسية، ليقينها أن وقفها سيعني لها بالضرورة وقف صنابير الأموال الغزيرة التي تنسكب بخزاناتها وخزائنها المالية، وانتهاء عهد البرطعة المنفلتة من عقالها، وسيكون مجرد وقف الحرب بداية لتعرية رموزها وكشف عوراتهم على رؤوس الأشهاد، وبداية لعودة شيء من الرقابة الغائبة وفضح الناهب وكشف ما نهب.

ولهذا ستظل هذه القوى تستميت على مواقفها الشيطانية طالما بقي الجميع -والضحايا تحديدا- يراوحون مواقعهم ومواقفهم السلبية، وستظل التسوية السياسية وإحقاق الحقوق السياسية المشروعة ومنها الحق الجنوبي بعيدة المنال، وستبقى الأزمة اليمنية برمتها تتكور فوق رؤوس الكل ككرة نار تتدحرج فوقهم بقسوة.
فإطالة الحرب إلى مالا نهاية سينطوي عليه مزيد من تعقيد مشهد الأزمة اليمنية المعقد أصلا، ومن تعميق ضبابية مستقبل الجنوب أكثر تعقيدا وتشويشا بعد أن وصلت الحرب إلى درب مطروق، وأضحى الموقف السعودي أكثر رخاوة وفي حالة تيه وشرود لا يعلم ما الذي يحدث وكيف يمكن مجابهته، ليس فقط في الشمال العصي عليها عسكريا وسياسا بل في الجنوب الذي هو ساحة مغلقة لها ولحلفائها، والذي صار الوضع فيه بالنسبة لها كابوسا مؤرقا برغم ما ظفرت فيه ومنه من مكاسب على الأرض وترسيخ نفوذ عسكري وحضور سياسي واجتماعي متنام وتحقيق أطماع تاريخية.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى