ركود وخسائر لمزارعي وتجار «المانجو» بأبين بسبب كورونا

> تقرير/ عبدالله عمر البحري

> السعودية أبرز الأسواق التي تصدر لها كل عام
تشتهر مناطق دلتا محافظة أبين بزراعة المانجو الأبيني الشهير، الذي تشمل مناطق زراعته مديريتي زنجبار وخنفر، ولاسيما في مناطق الديو وجعولة والخاملة والمسيمير وباتيس والحصن وغيرها من أراضي الدلتا.
ومن أبرز أصناف المانجو التي تُزرع في هذه المناطق هي: السمكة وقلب الثور، وتيمور، والزبدة، ومبروكة، وسبعة وخمسين، وأبو خد أحمر (الصنف الأمريكي).

ويأتي تحت كل صنف من هذه الأصناف عدد كبير من الأنواع، على سبيل المثال يأتي ضمن صنف السمكة (أبو سنارة وأبو سنارة طويل)

خسائر كبيرة
تصدرت فاكهة المانجو الأبيني خلال الأعوام الماضية، نتيجة جودته، المبيعات في السوق المحلي، والخارجي خلافاً للأصناف الأخرى.
بيعٌ وتصديرٌ جنى على إثره تجار هذه الفاكهة كثيرا من المال، وحقق المزارعون عائدات كبيرة غطت نفقات الإنتاج وغيرها، لكن وباء كورونا المستجد، وكذا الحروب تسببت في هذا العام بإيقاف تصديرها للخارج وكسادها محلياً، فضلاً عن  إتلاف كميات كبيرة منها.

وقال عارف علي عبدالله، وهو تاجر مانجو: "تمتاز مزارع أبين بالعديد من أنواع المانجو وأشهرها، ولكن، بسبب فيروس كورونا المستجد، خسرنا كثيرا، إذ اشترينا هذا المحصول في بداية الموسم، أي قبل ظهور هذا الفيروس، والآن، نتيجة لانتشاره، هبط سعر هذه الفاكهة، مما جعلنا نتكبد خسارة كبيرة، ومنها مشكلة أجور المزارعين والعمال".

أما المُزارع عمار بن ياسر، وهو أحد أصغر المزارعين والعاملين، فعبّر عن معاناته بالقول: "أنا عامل في هذه المزرعة الخاصة بشجرة المانجو. الحمد لله كانت الثمار لهذا العام كثيرة، ولكن بسبب وباء كورونا والحرب الدائرة أصبحنا نتكبد خسائر كبيرة، ولم يتمكن المشترون من التجار من تصديرها لدول الجوار، ولهذا اضطُررنا إلى البيع في الأسواق المحلية بأقل الأسعار".

توقف التصدير
أمير سالم علي تاجر مانجو من محافظة تعز، يأتي كل عام لشراء محصول المانجو من مُزارعي أبين، لكن وضعه اختلف تماماً في هذا الموسم؛ نتيجة للجائحة المستجدة التي أدت إلى توقيف تصدير هذه الفاكهة إلى المملكة العربية السعودية كالأعوام السابقة، كما قال.
شكيب عبد الحق السامعي، هو الآخر، تاجر مانجو من محافظة تعز، اشترى مانجو هذا الموسم بمبالغ كبيرة، ولكنه صُدِم بظهور وانتشار فيروس كوفيد 19، الذي تسبب بحرمانه من تصدير المحصول إلى الخارج، وبهبوط سعره في الأسواق المحلية كثيرا.

التاجر عبده أحمد علي السامعي، لم يكن أحسن حالاً من غيره من تجار المانجو. وحسب حديثه لـ«الأيام»، اشترى في هذا الموسم كميات كبيرة من المحصول بأسعار مرتفعة، على أمل أن يعوض ما خسره من عملية التصدير إلى الخارج، وهو ما لم يتحقق له؛ بسبب انتشار فيروس كورونا.
وأضاف: "حالياً، نبيعه في الأسواق المحلية في عدن وأبين وبعض المحافظات بسعر أقل، ونتيجة الحرب الدائرة؛ لم نتمكن من تصدير المحصول للمحافظات الأخرى".

أنواع كثيرة
من جهته أشار المهندس في الإرشاد الزراعي، علي محفوظ عبده مشرع، إلى أن شجرة المانجو تُعد من الأشجار المعمرة والموسمية.
وأضاف في حديثه لـ«الأيام»: "لفاكهة هذه الشجرة أصناف مختلفة، منها "السمكة"، وتحت هذا الصنف يوجد أكثر من نوع، ويمتاز بأحجام وأشكال متنوعة، وبمذاق مختلف، ويوجد في دلتا أبين أصناف أخرى مثل (أبو خد أحمر والزبدة بأنواعه وتيمور بأنواعه وقلب الثور والشيلة ومبروكة والبومباي. ولكل صنف منها أنواع. وتتركز زراعتها في دلتا محافظه أبين في مديريتي زنجبار وخنفر، تحديداً في مناطق حصن شداد والسمة والمسيمير وجعولة وصدقة والديو والجبلين وباتيس وغيرها".

وتابع قائلاً: "يقبل المزارعون على زراعتها بشكل كبير؛ لِما لها من مردود مربح، لكن في هذا الموسم، ومواسم من قبل، تعرض تجار المانجو لخسائر كبيرة جداً؛ إثر الحروب السابقة، ولا سيما في هذا الموسم؛ نتيجة جائحه كورونا التي عصفت بالعالم"، وأضاف: "التجار اشتروا فاكهة المانجو هذا الموسم قبل انتشار مرض كورونا، وهو ما عرضهم لخسائر كبيرة؛ لعدم تمكنهم من تصديرها للخارج، فضلاً عن التسبب في عجزهم بسداد المبالغ التي التزموا بها للمزارعين".

وتعد المانجو واحدة من أكثر الفواكه والمنتجات الزراعية في محافظة أبين جودة في المذاق، وتجد إقبالا كبيرا عليها. وتبلغ صادرات فاكهة المانجو حوالي 15 % من مجمل صادرات الفواكه، ويصدر معظمها للخارج، خاصة دول الجزيرة والخليج العربية.
وشهدت ثمار المانجو هذا العام كسادًا كبيراً مع تدفق كميات المانجو  الكبيرة على الأسواق المحلية؛ نتيجة توقف التصدير وإغلاق المنافذ؛ ممّا تسبب بخسائر كبيرة للمزارعين والتجار، فضلاً عن إتلاف كميات كبيرة من محصول هذه الفاكهة بهذا العام.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى