> أقام مئات الآلاف من أبناء حضرموت أمس مليونية جماهيرية في مدينة المكلا؛ تأييداً للإدارة الذاتية، ورفضاً للإساءات التي تطلقها الشرعية اليمنية ضد قوات النخبة الشبوانية.

ووسط ساحة الحرية بمدينة المكلا احتشد أبناء حضرموت رافعين أعلام الجنوب ولافتات تؤكد موقف أبناء المحافظة إلى جانب المجلس الانتقالي، وتأييد الإدارة الذاتية، والوقوف مع مشروع الجنوب التحرري، وكذلك رفض الإساءة لقوات النخبة الحضرمية، وممارسات الشرعية قطع المرتبات واستخدام ملف الخدمات لعقاب الشعب.

وألقيت في المهرجان عدد من الكلمات التي دعت إلى سرعة تنفيذ الإدارة الذاتية في حضرموت.

ووجّه اللواء أحمد سعيد بن بريك، رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، رئيس الإدارة الذاتية للجنوب، كلمة للجماهير أكد فيها أن حضرموت جنوبية، وهي مرتكز للجنوب سابقاً وحالياً ولاحقاً.

وقال اللواء بن بريك إن هذه الفعالية "أتت لتؤكد أن أبناء حضرموت على قلب رجل واحد في الوقت الذي يحتفل فيه أبناء الجنوب في العاصمة عدن وسقطرى ولحج والضالع، وقريباً في المهرة وتليها شبوة ثم أبين، لتكتمل حلقات محافظات الجنوب في استيعاب الإدارة الذاتية وتنفيذ بنودها".

وأضاف: "أبناء حضرموت وكل محافظات الجنوب قدموا قوافل من الشهداء، وليس من السهل أن نقبل نحن، ولا أنتم تقبلون أن نتنازل عن حقنا ومطالبتنا بتقرير مصيرنا، فنحن ماضون في السير نحو مستقبل هذه الأجيال ومستقبل أحفادنا".

وتابع: "أيها الإخوة، أيها الجموع التي لبت النداء من جميع مديريات حضرموت، واديها وصحراءها وساحلها؛ ليقولوا نعم للإدارة الذاتية، نعم من أجل أن نعيش ونتنفس ونأكل ونشرب، وتلك هي مبادئ تنفيذ أولويات الإدارة الذاتية التي اختارت خمس قضايا وتبنتها، وهي الصحة أولاً ثم الكهرباء والماء والتعليم والنظافة، نحن في عدن وسقطرى والضالع نتابع تنفيذ الإدارة الذاتية في المحافظات على أرض الواقع، ونسعى إلى تجاوز ذلك الجمود الذي تداولته حكومات الفساد، التي منعت إيصال الكهرباء والماء وصيانة المعدات، وبالتالي حرماننا من أبسط حقوقنا التي نحن بصددها في هذه الحياة".

ولفت اللواء بن بريك إلى أن هذه المليونية لتأييد الإدارة الذاتية، وقيامها في محافظة حضرموت ساحلها وواديها أتت لتقول لقوى الفساد: "ارحلوا من أمامنا، ارحلوا لنسير من أجل إنقاذ هذا الشعب، فلا يجوز أن تكون محافظة حضرموت، وهي تنتج ما يوازي 120 مليون دولار شهرياً، وتحرم من الكهرباء والماء"، مؤكداً أن الإدارة الذاتية جاءت لاستثمار تلك الموارد التي تصرفها الحكومة اليمنية وأذرعها في المحافظات للفساد والفاسدين".

وشدد اللواء بن بريك على ضرورة "مواصلة جهود مكافحة الإرهاب الذي لا يزال قائماً في وادي حضرموت، وتستخدمه أذرع السلطة والحكومة في سيئون ونواحيها، حيث نفقد يومياً فلذات أكبادنا في القتل المباح بدم بارد، ونحن من خلالكم اليوم نوجه بأننا في الإدارة الذاتية لن نسمح، ولن نرضى أن تبقى تلك الجيوب والغربان تحوم على حضرموت في واديها وصحرائها".

وقال: "نود أن نؤكد من خلال لقائنا هذا، وهو خلاصة حضوركم ومشاركتكم في هذه الفعالية، أن تكون حضرموت هي مكملة للعاصمة عدن في تحقيق الإدارة الذاتية على أرض الواقع، وستكون الأيام القادمة جهودنا مبذولة في تنفيذها، أكانت بغياب الحكومة، أو بحضور الحكومة القادمة المتفق، لنوجد لهم حياة كريمة يستحقونها".

ووجه اللواء بن بريك في كلمته رسالة للمشبوهين والمزروعين من الإخوان المسلمين الذين لا ينفكوا عن مهاجمة قوات النخبة، بأنه ليس لهم مجال في حضرموت، وهم يعون ذلك جيداً، مبشراً في الوقت نفسه بأن مرتبات جنود وضباط النخبة والقوات المسلحة الجنوبية البواسل في كل المحافظات، سيتم صرفها بفضل الإخوة في التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، الذين أبدوا تفهماً وتعاطفاً كبيراً في هذا الشأن.

واختتم: "أشد على أيديكم، فوقوفكم اليوم هو رسالة واضحة لمن يقول إن حضرموت ليست جنوبية، فحضرموت جنوبية وأصلها جنوبية وهي مرتكز للجنوب سابقاً وحالياً ولاحقا".​