لسان عدن معجم لغوي.. في كتاب

> عرض/ عبدالقادر باراس

> كتاب "لسان عدن.. معجم لغوي" الذي قام بجمعه وبحثه وشرحه أمين محمد حيدر شمسان المحامي، عن دار الجيل الجديد للطباعة والنشر بصنعاء، في العام 2020م، والذي جاء كتابه في 872 صفحة، استهلها بمقدمة، وبمبحث تاريخي عن عدن، وختمها بمراجع.
قسم كتابه بحسب فصول الحروف العربية الهجائية المرتبة بثمانية وعشرين حرفاً، بدأها من الفصل الأول (حرف الألف) إلى (حرف الياء).

تناول الباحث أمين محمد حيدر شمسان المحامي في مقدمة كتابه عن بدايات ترحاله وطول أسفاره الذي استفاد منها في توسيع مداركه باكتساب المعرفة والخبرة والفهم لكثير من عادات وتقاليد ولهجات شعوب وقبائل، وخلص في محتوى بحثه إلى أن اللهجة تعتبر من أهم القواسم المشتركة التي تربط وتجمع بين أفراد المجتمع الواحد بحسب قوله: "هي جزء من مكونات هويتهم يعتزون بها ويتناقلونها جيلاً عن جيل، وأنها النكهة الخاصة للأقوام تضاف إلى اللغة كالتوابل إلى الطعام، لتكون للغتهم خصوصية ومذاق خاص يميزهم عن غيرهم في الإطار العام للعربية"، وأضاف: "أبناء عدن يختزنون كنزاً من لغة العرب، وعلى ألسنتهم مفردات لا يفقهها غيرهم، بل ومفردات من الإنجليزية يجهل أهل اللغة أن أصلها عربي، ولا يتناقلها إلا العدنيون كقولهم (بيب، ودبل، وربل، وقند، وكرس، وكلبة ولوس)".

كما تناول المؤلف في بحثه وتحريه على ما تمتلكه عدن من كنز في اللغة العربية قائلاً: "في عدن كنز من لغة العرب ومخزن لكثير من مفردات اندثرت من الأفواه رغم وجودها في بطون أمهات المعاجم والكتب، بل إنني وجدت كلمات قد خلت من المعاجم كافة لُندرتها، ثم تجدها عابرة في معجم دون غيره، إلا أنك تجد هذه الكلمات على ألسن الناس في عدن مثل كلمة (شطاح، وشطن، وشقف، وخفع، ومخروع)، وكذا وجود كلمات اختلف فقهاء اللغة في تفسيرها مثل قولهم (داح، دهده، وشقر وبسباس)، وقلت في نفسي: لو جاؤوا إلى عدن لأجمعوا عليها".

تضمن معجم المحامي أمين شمسان في محتوى مقدمته بما تختزله اللهجة العدنية من كلمات بقوله: "وجدت أن أبناء عدن يختزلون في لهجتهم كلمات، يعتقد كثير منهم أنها ليست من الفصحى، وإنما لهجة محلية دخيلة ليس لها مصدر من العربية يسخر الكثير منها، ويتحرج البعض من نطقها دفعني شغفي في أول الأمر إلى التحقق من بعضها، إلا أنني وجدت نفسي أنغمس في هذا الوادي، وقد أبهرني أن أغلب الكلمات، إن لم تكن كلها مما تتناوله ألستنا لها مصادر في معاجمنا، وورد بعضها في القرآن والأحاديث النبوية وآثار الصحابة والتابعين، وحتى لا تُمحى تلك الكلمات الجميلة من ذاكرتنا، وتعوج ألستنا في عصر العولمة والتغريب، شرعت في تدوينها وجمعها في إطار معجم ليكون مرجعاً بذلت فيه قصارى جهدي، رغم أنها محاولة كانت محفوفة بالمزالق وموسومة بالقصور، وهو قصور لازم تفرضه طبيعة العمل في تأليف المعاجم عامة والمعاجم العامية خاصة، كون الباحث في ميدان العامية يظل بعد استنفاد مصادره، وما تسعفه به الذاكرة تحت رحمة الظروف يتصيد الكلمات ويتلقف العبارات من أفواه الناس، وعليه فقد احتفظت في جيبي بمفكرة خاصة لهذا الأمر لعلي أسمع كلمة من شخص ما هنا أو هناك فأجدني أسمع امرأة في السوق".

ولم يخفِ الباحث شمسان تساؤلات البعض عن جدوى دراسة بحثه قائلاً: "بعضهم رأى فيها دعوة إلى نبذ العربية الفصحى وتشتيت وحدة الأمة بأن ينكفئ كل بلد عربي عن لهجته فتفقد العربية سلطانها كأداة مشتركة للتفاهم، ولكن فاتهم أن دراسة العاميات في العالم العربي ومقارنتها بعضها ببعض أدعى للتقارب، وليس الغرض من هذا المجهود إبراز العامية كبديل للفصحى، وهذا ما لم يخطر لنا على بال، ولكن الهدف الأساسي هو التعرف على هذه اللهجة بردها إلى أصولها وتحليل جذورها حتى نستطيع أن نعرف عن أنفسنا أكثر مما نعلمه الآن، وأنها عملية مسح فكري وثقافي لازم، وعليه ليس في قاموسنا دعوة لأحياء العامية، وإنما هو غوص في أغوارها لاستخراج اللؤلؤ المكنون من كلماتها العدنية الأصيلة، ثم صقلها ونظمها لإبراز البيان في حلة الفصحى لغة القرآن ليقول حينئذ كل سامع (هذه بضاعتنا ردت إلينا)".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى