خطورة المؤامرة الإقليمية والداخلية على مستقبل الجنوب

> عبدالله ناجي بن شملان

>
لا شك أن الأوضاع العسكرية والاقتصادية المحيطة بالجنوب بحاجة إلى دراسة علمية وعملية لمواجهة المخاطر المحدقة بمسار الجنوب ومستقبل قضيته، وخصوصا بعد أن اكتشفت لعبة التنسيق المنظم بين الأطراف الإقليمية ممثلة بتركيا وقطر مع أطراف في الشرعية اليمنية، التي تحاول تدمير الإنجازات التي حققها شعب الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي والمتمثلة بتحرير مناطق الجنوب من الغزو الحوثي وكسر مشاريع الإرهاب في المناطق الجنوبية، والسير بالقضية الجنوبية نحو مسارات الحرية والاستقلال، التي لا تروق لقوى الشرعية اليمنية ولا للقوى الانقلابية في صنعاء، وأمام عجز الشرعية اليمنية، بالرغم من دعم التحالف اللا محدود، عن تحقيق أي تقدم يذكر لتحرير محافظات الشمال من الانقلابيين الحوثيين، حسب زعمهم، غير أن الشرعية اليمنية بمختلف مكوناتها العسكرية والحزبية والإعلامية قد تحولت إلى معارض واضح لعملية التحرير ومعارض لقوى التحالف ومرتدة فعليا عن الأهداف التي أعلنت عنها تلك الشرعية، لتحول كل مشروعها وكل قواها نحو مواجهة الجنوب ومشروعه التحرري، بل وامتدت وقاحتها إلى إغلاق كل الجبهات مع الحوثي والاتفاق معه لتوجيه كل تحركاته نحو الجنوب، واستنادا لتلك المعطيات والتوافقات الاستراتيجية لقوى الشمال تم تحويل كل قوتها العسكرية وآلتها الإعلامية نحو الجنوب لإعادة استعماره مجددا.

لم تسطع تلك الشرعية من تحقيق مآربها العسكرية المباشرة ضد الجنوب، بل رافقتها مع حرب اقتصادية وحرب خدمات ومعاشات لتجويع شعب الجنوب وإخضاعه وتأليب كل القوى الحاقدة ضد المجلس الانتقالي ومشروعه التحرري والمعادي للإرهاب والتطرف.
بل ولجأت الشرعية اليمنية إلى تأليب كل قواتها وقوى الإرهاب لغزو شبوة ومحافظة أبين بالتزامن مع توافقات مع أطراف تركية وقطرية لتمويل وبناء معسكرات جديدة في شبوة ومحافظة تعز اليمنية، بهدف إطباق الحصار وتوسيع الجبهات الحربية ضد الجنوب، بالتزامن أيضا مع إشعال الحوثيين لجبهات ضد الجنوب في مناطق الضالع وكرش وغيرها.

وأمام هذه المخططات المستهدفة للجنوب ومشروعه المستقبلي التحرري، ومع تقليل نسبة النجاح للمفاوضات التي تديرها السعودية في الرياض بين الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي، فإننا نرى فعليا عدم وجود أي مؤشرات لنجاح تلك المفاوضات، وندرك عمليا أن الشرعية لا تسعى لنجاح أي مفاوضات بما فيها عدم إلزامها بوقف العمليات القتالية في منطقة التماس في شقرة أبين، وكذا محاولة تعزيز قبضتها على محافظة شبوة والبدء بإنشاء معسكرات جديدة بدعم تركي وقطري.

وأمام هذه السيناريوهات الخطرة، فإن لعب الشرعية على عامل الوقت واستمرارها بالتعزيز العسكري وبناء معسكرات جديدة بدعم قطري، قد تلحقها بدعم عسكري تركي مباشر، وهذا ما طلبه العديد من مسؤولي الشرعية وجناحها الإصلاحي خصوصا.
لذلك نرى أنه من الضروري على المجلس الانتقالي أن يتخذ خطوات وإجراءات وقائية حتى لا تجتمع عليه كل تلك القوى وكل تلك الأزمات في آن واحد قد لا يستطيع مواجهتها، وخاصة أن التحالف لم يتخذ أي خطوات ملموسة لقطع يد التدخل التركي القطري في الجنوب، والذي أصبح يمول وينشئ المعسكرات داخل الجنوب، ويمول حركات مشبوهة للتظاهر ضد المجلس الانتقالي وإيجاد نوع من الإرباك داخل الشارع الجنوبي خصوصا مع حرب الخدمات الموجهة التي تقودها الشرعية وعناصر فسادها، وكذا عدم تدخل التحالف الفاعل في إيجاد الدعم والحلول لهذا الجانب المرتبط بحياة الناس ومعيشتهم.

ولذلك إن التفكير بمواجهة أسوأ الاحتمالات وتعزيز التوافق الجنوبي ورصد تحركات العدو تزامنيا هو الممكن لدرء الأخطار الإقليمية والمحلية التي تحاك ضد الجنوب وقضيته.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى