المهاجرون بين كماشة نيران الحوثي والقوات السعودية

> بيروت «الأيام» خاص

> رايتس ووتش:وضع مأساوي لآلاف الأفارقة على الحدود اليمنية السعودية
> اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش جماعة الحوثي بطرد آلاف المهاجرين الإثيوبيين قسرياً باتجاه الحدود الشمالية لليمن، ما تسبب في مقتل وإصابة العشرات منهم برصاص الجماعة أو بنيران حرس الحدود السعودي.

وقالت المنظمة في تقرير وزعته أمس الأول الخميس ونشرته على موقعها الالكتروني إن "قوات الحوثي طردت قسرا آلاف المهاجرين الإثيوبيين من شمال اليمن في أبريل 2020، متذرّعة بفيروس كورونا، ما أدى إلى مقتل العشرات وإجبارهم على النزوح إلى الحدود السعودية".

وأضافت أن "حرس الحدود السعوديين أطلقوا النار على المهاجرين الفارين، ما أسفر عن مقتل العشرات، بينما فر مئات الناجين إلى منطقة حدودية جبلية".

وأوضحت المنظمة أن المهاجرين أصبحوا بين نيران الحوثيين الذين يدفعونهم من الخلف باتجاه الحدود، ونيران حرس الحدود من الأمام وأعلى الجبال، مشيرة إلى تمكن العديد من المهاجرين من الفرار إلى مجرى نهر بالقرب من الجبال، حيث لجأوا لمدة وصلت لخمس ليال. ومنهم من تمكن من العودة أو فر إلى صنعاء، والكثير استسلموا لحرس الحدود السعودي.

ونقلت المنظمة شهادات عن ناجين منهم أن "مليشيات الحوثي، التي شوهدت بشكل منتظم وهي تقوم بدوريات في المنطقة، أجبرت المهاجرين على ركوب شاحنات صغيرة، واقتادتهم إلى الحدود السعودية، واستخدمت الأسلحة الصغيرة والخفيفة لإطلاق النار على كل شخص حاول الفرار".

وقالت امرأة إثيوبية: "أثارت قوات الحوثي الفوضى، كان الوقت مبكراً في الصباح، وطلبوا منّا المغادرة في غضون ساعتين، غادر البعض منهم، وكنت من بين المتبقين، وبعد ساعتين بدأوا بإطلاق الرصاص والصواريخ، ورأيت العديد من القتلى".

وأبدت الباحثة في شؤون حقوق اللاجئين والمهاجرين في هيومن رايتس ووتش نادية هاردمان رأيا في التقرير، حيث قالت إن "التجاهل القاتل الذي أظهرته القوات الحوثية والسعودية تجاه المدنيين أثناء النزاع المسلح في اليمن تَكرّر في أبريل مع المهاجرين الإثيوبيين على الحدود اليمنية السعودية".

وأضافت هاردمان أن "على وكالات الأمم المتحدة التدخل للتصدي للتهديدات المباشرة التي يتعرض لها المهاجرون الإثيوبيون والضغط لمحاسبة المسؤولين عن عمليات القتل والانتهاكات الأخرى".

وعرض تقرير المنظمة مشاهد وصورا لظروف الاحتجاز المأساوية للمهاجرين في مراكز الاحتجاز السعودية، وعمليات التهجير الإجبارية والتدمير الذي أحدثه الحوثيون بمخيماتهم في منطقة الغار، كما استعرض شهادات للمهاجرين الناجين.

وفي توصياتها طالبت هيومن رايتس ووتش بالتحقيق مع القادة الحوثيين المسؤولين عن عمليات إخلاء منطقة "الغار" وقتل وجرح المهاجرين وطردهم القسري منها باتجاه الحدود السعودية.

كما طالبت سلطات الحوثيين بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملية إرسال بعثة طارئة "إلى المنطقة الحدودية مع السعودية للتأكد ما إذا كان هناك مهاجرون إثيوبيون لا يزالون عالقين. "ينبغي على الفور نقل جميع المهاجرين الذين يتم إيجادهم إلى مكان آمن وتأمين حصولهم على الرعاية الصحية والحماية".

ودعت المنظمة الحكومة السعودية للتحقيق مع موظفي الأمن المسؤولين عن إطلاق النار على المهاجرين الإثيوبيين عند الحدود مع اليمن ومحاسبتهم أو تأديبهم بشكل مناسب، وإلغاء أوامر إطلاق النار بمجرد الرؤية، كما طالبت السلطات السعودية بـ "التحقيق في مزاعم حدوث انتهاكات في مراكز احتجاز المهاجرين، ومحاسبة أو تأديب المسؤولين عنها بشكل مناسب".

وشددت المنظمة على تعاون السلطات المعنية في السعودية وإثيوبيا والمنظمات لتسهيل العودة الطوعية للمهاجرين، إضافة إلى تحسين ظروف الاعتقال والاحتجاز بما يتوافق مع القوانين الدولية.

وكان الحوثيون اتهموا السعودية والتحالف في أبريل ومايو الماضي بترحيل المهاجرين بشكل جماعي عبر الحدود ومحاولة نقل فيروس كورونا عبرهم لليمن، قبل أن تعلن تسجيل أول إصابة وتلصقها بالمهاجرين الذين تعرضوا للمزيد من المضايقات والانتهاكات من سلطات الجماعة، وسط إدانات دولية ومحلية لسياسة التكتم التي انتهجتها الجماعة التي تبسط سيطرتها على معظم المناطق الشمالية إزاء انتشار الفيروس ووصمها المصابين بالعار وتعريض حياتهم للخطر.

وكان المتحدث باسم التحالف العربي العقيد تركي المالكي قال في أبريل الماضي "إن المليشيات الحوثية دفعت 200 ألف مهاجر أفريقي تحت قوة السلاح للنزوح إلى الحدود السعودية"، ورجح أن يكون الهدف محاولة إرباك قوات أمن الحدود السعودية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى