جرس الإنذار من قضية التعليم

> تسمو الأمم وترتقي بحجم مراكمتها للمعارف في كل ميادين الحياة، والتعليم أداتها في هذا المضمار، ولذلك نجد الدول الحريصة على نماء شعوبها تنفق الأرقام الفلكية له، وتوجه أفضل أدواتها وآلياتها لمتابعته وتطويره، وفي بلدنا ترمي السلطات الفُتات وبتبرمٍ لحقل التعليم، ويكمل ما تبقى بالاشتراطات النزقة أو بتوقف بعض المعلمين عن التدريس بسبب حرمانهم من حقوق ما وخلافه.

* للعام الثاني تلوح نقابة التعليم بإيقاف التدريس، وهذا طرح كارثي وغير متزن، ومهما كانت مشروعية المطالبات، لأن إيقاف التعليم معناه إيقاف دورة الحياة وعجلة النمو لهذا الشعب، ثم إن التعليم لم يتوقف كلية، فالمدارس الخاصة تواصل الدرس، وبعض محافظات الجنوب تواصل أيضا، بل في كل محافظات الشمال مستمر، وللمدرسين هناك نفس الحقوق!

* حقاً سلطاتنا عابثة وسفيهة أيضاً، فهي تنفق للمجال الدبلوماسي كمثالٍ الملايين الباهظة من الدولارات، وهي تبعثرها لسفارات في بلدان ليست لنا بها صلة مطلقا، وأيضا لدبلوماسيين غير متخصصين وبمبالغ فلكية للفرد الواحد، أو لشيوخ جهلة يتم تعيينهم كدبلوماسيين أو أقارب أو مجاملة طابور طويل لا جدوى منه ألبتة، وتحرم المعلمين حقوقهم! لكن الحل ليس بحرمان الطلاب من العلم.

* هنا يتبدّى الوعي الغائب عن ماهية النشاط النقابي وأهدافه في أبشع صوره وتجلياته، وبقراءة ما تفترضه إنجازاً بحرمانك الطلاب من العلم، وبتمحيص ما تعدهُ نصراً في أدائك النقابي، فالمحصلة تتكشف عن صورة في غاية الكارثية والكاريكاتورية، بل والنتيجة الصفـرية في الطرف خاصتك من المعادلة، فأنت حرمت الطلاب العلم ولم تنل حقوقك، لأن ثمة سلطة لا مبالية مغيبة، وأنت تزمع المواصلة وبنفس الآلية، والنتيجة كارثية على مجتمعك ككل.

* تقريباً، من السابق لأوانه الحديث عن فعلٍ نقابي موضوعي وناضج، لأن ضبابية المشهد السياسي تعكس نفسها على آليات تعاطي هذه النقابات مع صاحب العمل (السلطة)، وبين نقاباتنا الجنوبية والسلطة تصل المطالبات إلى مصاف الخصومة الفجة رغم مشروعيتها، وبوجود النزقين والمتهورين تكون الطروحات قد بلغت حدود الشطط، كما في رفض تدريس طلابنا الجنوبيين حصراً، مع أن السلطة لا مبالية أصلاً، كما وهي تصبو إلى إيقاف التعليم في نطاقنا الجغرافي.

* من المهم مواصلة التعليم والبحث عن آليات أخرى لنيل الحقوق، ومهم أيضا تجسير الهوة بين المكونات التحتية كالنقابات بأنواعها وسواها والقيادة الأعلى لمجلسنا الانتقالي، ولأجل خلق تناغم في الأداء يعبر بجنوبنا إلى شواطئ آمنة، لأنّ ثمة هوة كما يتبدّى بين كثير من الأطر التحتية التي تشكلت على غفلة وبين أداء قيادتنا الأعلى، بل وبصراحة ثمة توليفات في الهيئات الأدنى والمحليات تغرد خارج نسق وطروحات الانتقالي وأهدافه، بل وفي الضد منها تماماً، يلمس هذا من يعايش الواقع على الأرض.. أليس كذلك؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى