ما بين الأهم والمهم تحديد الأولويات ضرورة!

> يحز في النفس أن نرى مرتبة المعلم تتدنى، ووضعه المعيشي يتدهور.

لا نجافي الحقيقة إذا قلنا إن الوضع برمته طال الجميع ما عدى المئات فقط، والجميع يعرف من يكونون وأين يعيشون.

حقيقة إكرام المعلم حق على المجتمع والدولة.

فالعلم والمعلم هما أساس بناء المجتمعات الصالحة لأنْ ترث الأرض.

هناك من يقف ضد الإضراب، وهذا حقه، وهناك من يؤيده، وليس بالضرورة أن يكون من قطاع التعليم.

هناك أولويات والأهم والمهم، ودائما النجاح في الأمور قرين من يستطيع تحديد المعركة الأهم، فهي أولا، ومن ثم تأتي المعارك الهامة فيما بعد متدرجة من غير تفريط في الحقوق.

هناك حق أساسي كفلته الشرائع والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، أو ما سمي بالعهد الدولي عام 1949م.

خلاصة القول جاءت فقرة في ذلك العهد الدولي تقول: "من حق الإنسان الفرد الحصول على راتب يكفيه لحياة كريمة".

كثر اللغط بعد ست سنوات عجاف منذ انطلاق العاصفة التي لم تعد هادي إلى صنعاء، ولم تقضي على عبد الملك الحوثي، ولم تحجم دور إيران الإقليمي، ذلك اللغط هو عدم قدرتنا على اختيار المعركة الأهم، ليس فقط للمعلمين، ولكن للجميع.

ولاختصار الموضوع، دعونا نتذكر فقط شيئا واحدا حاليا، هو كم كان صرف الريال قبل العاصفة القاصفة التي قصفت عمر الشعب فقط؟

لا شك أن الجميع يعلم أنها كانت تتراوح بين 215 و250 ريالا للدولار، ورسميا كان بالبنك 215 ريالا.

تدخلت دول عربية في الحرب وهي من أغنى دول العالم، وتستطيع أن تدفع لنا جميعا بالدولار، وهذا فقط يكفي لأن يتراجع دور إيران عشرات الخطوات للوراء من دون قذائف ونيران.

لكن ما الذي حصل ؟

الحوثي، وهذا ليس تمجيدا له ولكن الحق يقال، حافظ على سعر العملة حتى تم سحب البنك المركزي إلى عدن، وعندها حلت الكارثة الشرعية، وأظهرتهم أنهم، للأسف، ليسوا رجال دولة، بل سماسرة، والدليل تعويم العملة بقرار فردي من سلطات البنك (منصر القعيطي) دون المرور بقنوات سيادية أخرى كالبرلمان مثلا والحكومة والرئاسة، في زمن حرب ولا سيطرة كاملة على البلد وموارده.

من هنا نقول للجميع إن المعركة الأهم والحقيقية للجميع وليس التربويين فقط، هي الضغط الشعبي والمهني والنضالي بهدف إعادة العملة إلى سعر الصرف وقت بَدْء العاصفة.

لا شك في أننا لا نلغي المعارك التالية فيما بعد للحصول على التسويات أو الترقيات الوظيفية أو العلاوات أو الحوافز المكفولة، فهذه جميعا يجب أن تتأخر، ويتقدم الآن معركة عودة الصرف لسابق عهده وإلغاء التعويم وتفعيل دور البنك بصفة مستدامة. وضبط الدورة المالية، فلا يعقل أن يتم طباعة تريليوني ريال ونفاجأ بخلو البنك من تلك العملة، على الرغْم من أنها ليست عملة صعبة يتهافت على شراءها دول وجماعات، فهي عملة لا تصلح سوى للتعامل الداخلي فقط.

لذلك، إن أم المعارك للجميع هي معركة استعادة قيمة العملة المحلية؛ لكي يتبعها استقرار معيشي ولجم الغلاء الفاحش، وبعد تحقيق ذلك بالضغط على المملكة والشرعية يتم تقديم الدعاوى بالتدريج للحصول على باقي المستحقات.

الإضراب المقنن والتظاهرات الحاشدة والاعتصامات للضغط من أجل عودة الصرف إلى سابق عهده قبل العاصفة حق وجودي أيها الإخوة في جميع المرافق، فلا تضيعوا المعركة الأهم وهي استعادة العملة لعافيتها، وبدون ذلك لن تنفع العلاوات والحوافز في ظل تلاعب بالسعر والصرف.

العقل والحكمة يقدمان الأهم على المهم، ودون ذلك سراب، فلن تبقى قيمة لهذه العملة بين أيديكم.

وفق الله الجميع لمعرفة الطريق الصواب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى