مناوشات الإصلاح والحوثي العسكرية تبحث عن نصر اقتصادي

> لم ولن "تنخفض" رغبة القيادات الإصلاحية والحوثية للعودة بأي ثمن إلى الجنوب من أجل الثروات والانتقام لهزائمها  أمام القوات الجنوبية، وهذه الرغبة أخذت شكل حرب استنزاف ومناوشات في مساعدة أطراف تعادي التحالف العربي.
المناوشات اليومية العسكرية الحوثية والإصلاحية للقوات الجنوبية المرابطة في أبين والضالع الهدف منها أولا تدمير اقتصاد عدن وخدماتها باعتبارها الجزء الخلفي لا مدادات القوات الجنوبية العسكرية والغذائية، ثانيا إقناع التحالف أن مقاومة الجنوبيين عديمة الفائدة، مستعرضة بذلك بشكل مستمر ويومي تفوقها الميكانيكي بصريًا والعددي البشري المستمد من بلد يفوق بعشرات المرات عدد سكان الجنوب، ويكتظ بمليشيات قبلية متخلفة تقاتل بالأجرة من أجل السلب والنهب.

فرص تقدم  قوات الإصلاح والحوثي صوب عدن مستحيلة، لكنهم ينتظرون من هذا الاستنزاف والمناوشات العسكرية اليومية حدوث لحظة أزمة خدماتية واقتصادية واسعة النطاق في عدن قادرة على شل القيادة السياسية والمدينة لتكرار "سيناريو شبوة" التي احتلتها في غضون أيام عن طريق عنصر ضعف الخدمات والمفاجأة بمساعدة بعض المرتزقة الجنوبيين، واليوم قوات هذه الجماعة لا تتوقف عن البصق على أي هدنة وقف لإطلاق النار، ولا تتوقف عن العمل  ليوم واحد للحصول على أفضل الظروف العسكرية لتكرار حالة شبوة مع عدن.

جوهر المعارك اليومية يقول إن مليشيات الإصلاح والحوثي تعاني خسائر يومية كبيرة، وإن القوات الجنوبية تكتسب خبرة قتالية لا تقدر بثمن، تضع  كل يوم هذه المليشيات الغازية أمام خيار التراجع أو تكبد خسائر، ولكن للأسف هذه المليشيات لا تعطي قيمة للإنسان حتى على أرضها، ولا تدرك أن معظم "المعجزات والانتصارات" في التاريخ العالمي للمعارك العسكرية تحققت من خلال التحمل المذهل للجنود وعبقرية جنرالات وضباط أحد الجانبين وقصر نظر وسلبية الجانب الآخر، وأن الانتصار ممكن حتى على عدو يفوقك بضعفين أو ثلاثة أضعاف.

توصل استراتيجيو الحرب العالمية الثانية إلى استنتاج مهم هو أنه إذا لم يكن من الممكن هزيمة جيش العدو بضربة  عسكرية، فمن الضروري تقويض إمكاناته العسكرية اقتصاديا بأي ثمن، لأن هناك يكمن مفتاح نصر آخر. وفي عدن الآن انتشار واضح  للفساد والعبث و مشكلة الكهرباء والماء والرواتب وارتفاع أسعار المواد الغذائية والأسماك واللحوم  والبترول وفوضى البسط على الأراضي وارتفاع سعر العملة، كلها علامات تدل على أن هناك من يشغلنا داخل عدن لمصلحة مليشيات الإخوان والحوثي عبر إسقاط مرحلي، بدأ بعدن خدماتيا و اقتصاديا؛ حتى تسقط جبهات  القوات الجنوبية العسكرية تباعا.

تكتيك  الإجهاد الاقتصادي من خلال المناوشات العسكرية عرفته كل من موسكو وبرلين في أثناء الحرب العالمية الثانية، فقد كانت قواتهم ما تزال تتقاتل عن بعد، بينما بدأ الجزء لخلفي  لقواتهم  يتفكك فجأة دون سبب واضح.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى