الانتقالي.. معركة مصيرية وتعقيدات إقليمية

> توفيق جزوليت

> انسحاب المجلس الانتقالي الجنوبي من اتفاق الرياض الثاني يؤكد مدى معارضة السعودية العميقة لهذه الاتفاقية في ضوء غياب الملك سلمان بن عبد العزيز، و موقف ولي عهده الضعيف محليا وإقليميا ودوليا.
المجلس الانتقالي يخوض معركة مصيرية في ظل تعقيدات يمنية وخليجية وإقليمية، وفي غياب كامل للدول النافذة في مجلس الأمن الأممي.

الولايات المتحدة هي الدولة العظمى الوحيدة و القادرة على انتزاع موقف سعودي واضح يعطي الجنوب حقه في استعادة دولته.

فشل اتفاق الرياض منذ توقيعه يعود أساسا إلى تباين المواقف بين السلطة الحاكمة المتمثلة في ولي العهد السعودي والسعودية العميقة المتمثلة في التيار الإسلامي المتعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين، إضافة إلى عدد من الأمراء المتربصين بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وعلى الرغم من أن بعض المصادر ترى في موقف هذا الأخير تناغما مع الموقف الإماراتي الهادف إلى إحلال السلام في اليمن من خلال فك الارتباط قد يمر من مراحل معينة، غير أن ولي العهد السعودي يجد نفسه غير قادر على حسم الموقف السعودي في الاتجاه الصحيح.

الولايات المتحدة التي تربطها علاقة استراتيجية بالسعودية القادرة على الضغط لإحلال السلام في منطقة اليمن لها أولويات في علاقاتها الدولية، فهي مقبلة على انتخابات رئاسية في ظل أزمة كورونا الصحية، وتعاني تراجع مصداقيتها الدولية وتخوض في ذات الوقت معارك اقتصادية مع الصين ومعارك جيوسياسية مع روسيا، والهدف من هذه المعارك من سيقود العالم في فترة ما بعد جائحة كورونا.

في ظل هذه الظروف اليمنية والخليجية والإقليمية والدولية يجد المجلس الانتقالي الذي قدم تنازلات مطوقا والشعب الجنوبي الصامد أمام تحديات جديدة وحاسمة قد تؤدي إلى العودة إلى ساحة الوغى، إن لم تكن قد انطلقت.
الأزمة مستمرة وقد تتفاقم، السبب الرئيس والوحيد هو ثروات الجنوب الغني بموارده الطبيعية، التي تم الاستيلاء عليها، و لا يزال استغلالها إلى حدود كتابة هذه السطور... و بعد مرور ربع قرن ونيف ما يزال قياديو حزب المؤتمر الشعبي المنتهي، وحزب الإصلاح الإخواني وأصحاب النفوس الضعيفة يسيطرون وينهبون ويتآمرون.

- جنوب اليمن غني بأرضه ورجاله وتاريخه الحضاري، فضلا على غناه بثرواته، انطلاقا من النفط والغاز الطبيعي، ومرورا بالمعادن والثروة السمكية، ووصولا إلى الممرات و الموانئ الاستراتيجية.
- محافظة حضرموت تحتل المركز الأول بين القطاعات النفطية في الجنوب إضافة إلى محافظة شبوة الغنية بالثروة النفطية.

- منطقة لحج أبين غنية جدا بمعدن الذهب، إضافة إلى جبال محافظة لحج التي تتوفر على الكثير من مناجم الذهب.

- استراتيجيا يعتبر ميناء عدن من أهم الموانئ في العالم، و ذلك لموقعه الاستراتيجي للتجارة العالمية، و إذا تم استثماره بشكل مهني عصري سوف يعود بعائد سنوي بعشرات المليارات من الدولارت، و يخلق فرص عمل لا تحصى. أما مضيق باب مندب الذي يتميز بموقعه الاستراتيجي، و مرور السفن التجارية العالمية قد يصل عائده السنوي إلى زهاء 200 مليار دولار حسب تقدير الخبراء.

- كل المحافظات الجنوبية مطلة على خليج عدن وحضرموت والمهرة على بحر العرب مع أرخبيل سقطرى والجزء الجنوبي من سقطرى يطل على المحيط الهندي، عدا محافظة الضالع محافظة داخلية لا تطل على البحر
- لا ننسى الثروة السمكية، لأن الجنوب مرتبط ويطل على البحر العربي والبحر الأحمر، لذلك فالجنوب ثروة سمكية من شأنها أن تدعم الاقتصاد الوطني وخزينته بالعملة الصعبة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى