الأمم المتحدة تدعو لإتاحة وصول اللقاحات للأطفال في اليمن دون عوائق

> عمان/ القاهرة «الأيام» خاص

>
وجهت الأمم المتحدة أمس الجمعة دعوة لأطراف النزاع في اليمن والسودان، لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وبشكل مستدام، إلى العاملين في مجال الصحة ليتمكنوا من تزويد كل طفل بلقاح شلل الأطفال، معلنة عن موجات تفشي الفايروس في البلدين بعد سنوات من القضاء عليه.

جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في الشرق المتوسط، أحمد المنظري، والمدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تيد شيبان.
وعلل البيان الذي نشر على موقع يونيسف على الإنترنت حالات وباء شلل الأطفال المؤكدة مؤخرا في اليمن والسودان بأنها من عواقب تدني مستويات المناعة بين الأطفال، حيث "أدت كل موجة من تفشي المرض إلى إصابة الأطفال بالشلل في المناطق التي كان من الصعب للغاية، إن لم يكن من المستحيل، تزويدهم فيها باللقاح الروتيني أو التكميلي ضد شلل الأطفال، وحرمانهم منه لفترات زمنية طويلة"، معتبرا تفشي فايروس شلل الأطفال المتحور جرس إنذار ينبه بانخفاض مستويات المناعة في المجتمعات المتضررة بشكل غير مقبول.

وأفاد البيان بأن "موجات تفشي المرض لم تكُن مفاجئًة تمامًا. ففي السودان أدت عملية تنقل المجتمعات المكثفة، وحركة النازحين بسبب النزاع، وتنقل السكان المتكرر بين بلدان الجوار، وتقييد الوصول إلى بعض المناطق، إلى صعوبة تزويد كل طفل باللقاحات. وفي اليمن تتجمع الحالات في محافظة صعدة التي مزقتها الحرب شمال غرب البلاد، والتي تعاني من مستويات منخفضة للغاية من حيث التلقيح الروتيني، بالإضافة إلى أن برنامج القضاء على شلل الأطفال لم يصلها منذ أكثر من عامين، إذ كانت آخر حملات التلقيح البيتية المتجولة في هذه المنطقة نفذت في نوفمبر 2018.

وأشار البيان إلى أن آخر حالة إصابة بشلل الأطفال في السودان في عام 2009، بينما شهد اليمن آخر حالة عام 2005، مؤكدا الحاجة إلى العمل بشكل مضاعف للحفاظ على مستويات المناعة من خلال اللقاح الفموي، إذ إن موجات تفشي المرض هذه تهدد ما احرزته منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والحكومات والشركاء في هذين البلدين من تقدم في برنامج شلل الأطفال خلال عقود.

وحذر من "وجود أطفال مشلولين طيلة حياتهم بالبلدين، في حال لم يتم تلقيح كل طفل بالمناطق التي تعرف انتشار المرض"، باعتبار شلل الأطفال مرضا مُعديا بشكل مُدمِّر، وهو ينتقل من شخص لآخر عن طريق الاتصال القريب، وأن "الطريقة الوحيدة لإيقافه هي من خلال تلقيح الشخص بلقاح شلل الأطفال الفموي، وهي أفضل وسيلة يملكها العالم لوقف تفشي شلل الأطفال".

وأكد البيان على الحاجة الماسة لدعم جهود التلقيح الروتينية أكثر من أي وقت مضى، ورص جهود السلطات الوطنية والمجتمعات المحلية وشركاء برنامج شلل الأطفال للقضاء على المرض، فـ "شلل الأطفال في أي مكان كان هو تهديد للأطفال في كل مكان".

ويحتوي لقاح شلل الأطفال الفموي على قدر ضئيل من فيروس شلل الأطفال (فيروس اللقاح المضعف) الذي يُحدث استجابة مناعية لدى الأطفال. وهذا هو الأمر الذي يجعله على درجة عالية من الفعالية. لكن في بعض الأحيان، ومع مرور الوقت، عندما ينتقل فيروس اللقاح عبر أجسام الأطفال، فمن الممكن أن يتحول إلى شكل ضار من أشكال فيروس شلل الأطفال، فيُسبب الشلل. إذا تم تلقيح جميع الأطفال في المنطقة بشكل كافٍ، فإن هذا الفيروس لن يجد أحدًا ليصيبه، فيموت الفيروس لوحده. ولكن إذا كانت مستويات المناعة منخفضة بشكل مستمر وشديد، فقد يصاب الأطفال بالعدوى التي تؤدي إلى إصابتهم بالشلل، وهذا ما حدث في السودان واليمن حسب البيان.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى