تحية للمحافظ وللمعلم

> بعث صدى خبر فتح أبواب المدارس، استعدادا لعودة الطلاب والتلاميذ إلى مدارسهم بعد انتهاء الإجازة الصيفية، بارقة أمل في نفوس الناس وسط دوامة الانكسارات المتواصلة، وخيبات الأمل الطويلة، والمحن المتوالية التي غرقت فيها عدن، ولسنوات ليست بالقليلة، وقد تصاعد منسوبها في زمن الحرب الطويلة والمدمرة، التي أتت على الأخضر واليابس، وشجعت على تراخ السلطات المحلية، وغياب وتساهل الحكومة، وسمحت باتساع بؤرة الفساد الذي شوه كل جميل، وقد انعكس ذلك البلاء والقصور بصورة سلبية على حياة المواطن، فخلق كثيرا من العوائق والمصاعب والعثرات في طريقه، مثل التدهور السريع في الخدمات الضرورية، إلى حدّ انهيار مخيف لبعضها، وربما ينذر بزوالها، والاستمرارية في انحدار العملة والذي أنتج عناء دائما للمواطن، ويهدد بكارثة حقيقية على استقرار معيشته، وعلى حياته التي بدأت تجف، والتمادي في الإحجام عن صرف بعض الرواتب وعلى وجه الخصوص رواتب العسكريين من جيش وأمن، الذين ضاق بهم الحال، بعد تعثر صرف رواتب أشهر عدّة، فخرجوا للتعبير عما يعانونه، ولكن وللأسف لم يجدوا آذانا صاغية، لا من حكومة ولا من قيادة التحالف! والبقاء على المظاهر المسلحة تسرح وتمرح في أسواق وشوارع وطرقات عدن، والتي خطفت جو الإحساس بالأمان، والبسط على الأراضي والمتنفسات والبناء العشوائي الذي خدش مظهر عدن الحضاري وشوه جماله.

لقد جاء نبأ عودة الطلاب للمدارس بعد إعلان نقابة المعلمين الجنوبيين رفع إضراب المعلمين الذي دعت إليه العام الماضي وشرعت في مواصلته وتوقيف الدراسة من بداية هذا العام الدراسي الجديد، من أجل الضغط على الحكومة ودفعها لمنح المعلم بعض العلاوات والمستحقات المتجمدة، لتعزيز مستوى الدخل المادي للمعلم والذي انخفض بل هرول مع نكبة انهيار العملة، ولكن وللأسف خلق الإضراب نكبة أخرى مست الطلاب ومستقبلهم العلمي، لذلك كان قرار رفع الإضراب قرارا حكيما ونابعا عن إحساس وطني أحاطا بالأخ المحافظ الجديد والنقابة معا.

مما لا شك فيه أن الأخ المحافظ استهل تحمله لمنصبه الجديد والهام بحل قضية إضراب المعلمين وإن كان الحل مشروط بتنفيذ وعوده بتلبية بعض المطالب الحقوقية للمعلمين سواء من خلال انتزاعها من الحكومة الجديدة أو بما سيقدمه مكتب المحافظة من دعم متواضع للمعلمين.

لقد ابتلت عدن بنكبات موجعة، واليوم وهي تستقبل محافظها الجديد، والذي دشن تحمله لهذا المنصب، بمبادرة خيرة، أفضت لرفع إضراب المعلمين، ذلك الإضراب الذي عكر صفو حياة أولياء أمور الطلاب والتلاميذ، وحمّل المعلمين عبء تعطيل الدراسة، الذي كان ثقيل الوطأة على نفوسهم، ولكن الظروف المعيشية الصعبة التي دفعتهم لسلوكه، فرفع الإضراب أزاح الحمل الثقيل عن المعلم، والقلق عن أسر الطلاب، فتحية للمعلم وتحية للأستاذ أحمد حامد لملس، الذي يعلق عليه أبناء عدن إنقاذ مدينتهم وخوض غمار التحديات وحل كوم من الملفات والقضايا التي أرهقت وأثارت قلق وحسرة سكان العاصمة عدن، ولكن من الصعوبة بمكان إنجازه كل ذلك، مهما تمتع بقدرات ومزايا فردية، دون مساندة الحكومة الجديدة التي ينتظر انبثاقها قريبا، وعدن في الانتظار للفرج القريب إن شاء الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى