شالوم صديق

> تعمد أحد الزملاء أن يرد عليّ التحية بطريقته، أي شالوم صديق، وهي لفظة إسرائيلية في رد التحية.

قلت لصديقي وصلت رسالتك، فهو يعني أن الانتقالي سعى للتطبيع مع إسرائيل، مضيفاً أن الانتقالي الذي وجدت طريقة لنقده عبر هذه المفصلية ليس دولة بعد، وهو يسعى جاهدا لاستعادة دولته رغم ما يحيط بواقعه من صعوبات جمة، إلا أن ذلك هو تعبير في نهاية المطاف عن الإرادة الجنوبية التي أظهرت تجانساً في كل المحافظات مع هذا المطلب وتأييدها العارم للانتقالي الذي يمثل قضيتها.

وهنا ذكرته بما قاله رئيس وزراء إسرائيل على ما أظن شمعون بيريز ذات مرة حين أشار متكهماً إلى ساحة الوطن العربي الشاسعة قائلاً "تطالبونا بهذه المساحة المحدودة من الأراضي في حين أنكم تمتلكون كل تلك المساحة الجغرافية الشاسعة ولم تستفيدوا منها شيئاً". وهو الذي عرض في مشروعاته فكرة التقنيات والثورة الرقمية وكل ما وصلت إليه إسرائيل من تطور مقابل أن يحصل على السلام ويتيح للاستثمارات الإسرائيلية العمل في البلدان العربية.

عموما هي في مجموعها مشاريع مرفوضة لدى الطرف العربي الذي يعاني قسوة الاحتلال وعدوانيته، فمهما كان الطرح الإسرائيلي لا يمكنه بأي حال تبرير احتلاله للأراضي العربية، وفكرة التطبيع مع إسرائيل مختلف عليها تماماً طالما وهي تحتل أراضي عربية وتمارس كامل سطوتها ضد شعبنا الفلسطيني الشقيق.

ومع ذلك ووفق ما تكشف في السنوات الأخيرة وعقب ثورة الربيع العربي وتشطير البلدان العربية التي دخلت في حروب طاحنة استطاعت إسرائيل وعبر طرقها الدبلوماسية اختراق الجدار العربي بكل بساطة، وأوجدت لها علاقات واسعة مع البلدان العربية التي لا تخفي تطبيع علاقاتها بإسرائيل مع تمسكها بالحق الفلسطيني وفق التصريحات على لسان بعض المسؤولين العرب.

وعودة لتحية صديقي "شالوم" أود الإشارة إلى أن الانتقالي ليس دولة بعد، وما نعانيه ليس من صنع الانتقالي بالمطلق، في حين أن أفعال وممارسات من يشيرون إلى إسرائيل أكثر بطشاً ودموية وفسادا مما تمارسه إسرائيل تلك الدولة المتماسكة في لحمتها الداخلية الباعثة سبل أمن دار استقرار لسكانها، وهو ما عجزت عنه بلدان عربية كثيرة ومازالت شعوبها تخوض معاركها العبثية تحت يافطات ومصطلحات دينية وعقائدية ومذهبية خلقت حجماً من المآسي المروعة والتناحرات الطائفية التي لا معنى لها ولا تجسد بأي حال تعاليم ديننا الإسلامي.

فهل يا ترى منح الانتقالي، وفق ما تذهبون إليه، إسرائيل الضوء الأخضر للتواجد في قلب الشعوب العربية، أم أن العقول الخرقاء والأفكار الجوفاء هي من أعطت إسرائيل كل تلك الفرص؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى