سؤال ملك أعاده للواجهة من جديد.. 4 أشهر لافتتاح مستشفى عدن

> تقرير/ عبدالقادر باراس - وئام نجيب

> مستشفى عدن العام يستعد للعودة إلى الواجهة بعد توقف دام 18عاماً
افتتاح مستشفى عدن العام (مستشفى الملك فهد) خلال اربعة اشهر
مستشفى عدن العام، كان اسمه مستشفى الملك فهد عند انشاءه عام 1994م، بامر كريم من الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، ونتيجة لخلاف مع الرئيس السابق صالح تم تغير اسم المستشفى بأوامر رئاسية شفوية مباشرة قبل اسبوع من افتتاحه ثم تم اهماله بشكل ممنهج ومتعمد حتى اصبح اثراً بعد عين.
في في بداية العام 2018 سئل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز المسؤولين السعوديين، ماذا حدث لمستشفى أخي في عدن؟.. ومن تلك النقطه بَدْء مشروع إعادة تأهيل المستشفى الذي أهملته الحكومات اليمنية المتعاقبة بعد أن كان صرحاً كبيراً عند افتتاحه في قلب عدن.
ولي عهد السُّعُودية الأمير محمد بن سلمان
ولي عهد السُّعُودية الأمير محمد بن سلمان

بحسب مسؤولي البرنامج السعودي لإعادة الإعمار فقد تم تجاوز العديد من العقبات سريعاً لتأمين تمويل كاف لإعادة تأهيل المستشفى بالكامل خصوصاً بعد اكتشاف حجم الدمار الهائل داخل المستشفى واكمل المستشفى لافتتاحه خلال الربعة اشهر المتبقية من العام.
وكان السفير السعودي ،محمد آل جابر، قد زار المستشفى في العام 2018، في اطار زيارته لعدن لفهم احتياجات المواطنين، و رفع تقرير عقب الزيارة بحالة المباني والتجهيزات ضمن تقريره عن المحافظة بالكامل 


الخطط والأعمال الجارية ستوسع المستشفى الى 270 سرير ناهيك عن مركز القلب حيث ستتم فيه عمليات القلب المفتوح كما هو مخطط له في عدن ولن يضطر المرضى للسفر بعد ذلك.
السفير السعودي الى اليمن محمد آل جابر
السفير السعودي الى اليمن محمد آل جابر

يتهيأ مستشفى عدن العام الذي من المتوقع إنهاء أعمال تأهيله ومعاودة نشاطه في مطلع العام القادم بعد توقف دام 18عاماً بعد أن تحول هذا الصرح الطبي الكبير إلى مكان مهجور أشبه بالخرابة وملاذ للطيور والفئران، وكان بإمكانه أن يخفف الكثير عن المواطنين من اللجوء إلى المستشفيات الخاصة وتحمل أعباء التكاليف الباهظة، وأحدث إغلاقه فراغاً في القطاع الصحي بالمدينة، ما أثار ذلك عدة تساؤلات تبحث عن إجابات شافية.
وطوال سنوات إغلاقه تناول عنه الكثير في تقارير صحافية عدة نتيجة تعرضه للإهمال لكونه مرفقاً خدمياً هاماً، لكنه هُمش فغُيبت خدماته، وغابت الحقوق الصحية للأهالي في هذه المدينة التي عانى ويعاني أبناؤها الفقر وانتشار الأمراض والأوبئة.

ويشهد المستشفى منذ بداية العام 2019م أعمالاً تأهيلية لإعادة تشغيله مجدداً بفضل حرص الأشقاء السعوديين، ممثلةً بالصندوق السعودي للتنمية الذي حرص على إعادة إحيائه ليعود ويقدم خدماته، ولتأهيله وتطويره وبناء مركز للقلب بكلفة إجمالية (43) مليون دولار، خاصة مع افتقار العاصمة عدن إلى مستشفى كبير بعد مستشفى الجمهورية، وهو يمثل حاجة مهمة للمواطنين.
إنشاءات جديدة لتوسيع محطة كهرباء المستشفى
إنشاءات جديدة لتوسيع محطة كهرباء المستشفى

"الأيام" زارت مشروع إعادة تأهيل المستشفى وإنشاء مركز للقلب بالعاصمة عدن، الذي يموله برنامج الصندوق السعودي للتنمية، وتفقدت سير العمل فيه.

والتقت بمدير المشروع م. عصام حيدر الذي بدوره شرح تنفيذ الأعمال الجارية، الذي بلغت نسبة إنجازه أكثر من 70 %، مؤكداً على أهمية استكمال تأهيله، بما في ذلك التجهيزات كونه أحد المشاريع الهامة في القطاع الصحي، وحاجته الضرورية للارتقاء بنشاطه الذي سيستفيد المواطنون منه، وتحدث عن الصعوبات التي تواجهه المشروع.
الجانب الشمالي للمبنى قرب مركز القلب الجديد
الجانب الشمالي للمبنى قرب مركز القلب الجديد

وكانت فترة إغلاقه قد طالت خاصة عند اندلاع حرب 2015، ولأكثر من مرة فإن مشروع إعادة تأهيله قد تعثر، وبحسب تصريح م. عصام حيدر مدير مشروع مستشفى عدن العام، بدايةً توقف المستشفى عن العمل بسبب توقف التكييف فيه 2005، و 2006 تم إغلاقه ومر مشروع اعادة تشغيله بمرحلتين، حيث بدأت المرحلة الأولى في العام 2007 وتوقفت في 2012، وكان التوقف نتيجة خلافات كبيرة حدثت بين المقاول والاستشاري. وذلك كان له تأثير كبير على سير العمل، مما أدى توقفه لفترة، وكانت المشكلة الرئيسية تتمثل في أن المقاول لم يكن لديه الاستعداد المالي اللازم لتنفيذ المشروع، وكان يتوقع من الصندوق أن يقدم له الدعم كي يعمل، وهذا يعد من الأسباب الرئيسية السابقة المؤدية للتوقف".

وأشار بالقول إلى أن "بعد ذلك توصل الصندوق السعودي لقناعة إلى تغيير كلا من المقاول والاستشاري، والإتيان بالبديل عنهما، ومن ثم أتت حرب 2015، وفي عام 2018 تواصل الصندوق السعودي مع وزارة الصحة على أن يتم البَدْء بالمشروع وإجراء مناقصة جديدة باستشاري ومقاول جديدين، وبالفعل بدأ العمل في المرحلة الثانية في يناير 2019 ووقع الاختيار على شركة (زيناك) من قبل الصندوق السعودي، على أساس أن يتم استكمال مشروع مستشفى عدن، لكننا رأينا أن المستشفى منهار نتيجة المعارك التي حدثت في الحرب، وقصف الطيران تسبب بانهيار البنى التحتية للأسقف والشبكات والخطوط والصرف الصحي ومنظومة الحريق وتدمير للبنى التحتية، مما تسبب بانتهاء الإصلاحات كافة التي كانت قد جرت في المرحلة الأولى، وتحولت المرحلة الثانية من استكمال بناء المستشفى إلى إعادة تأهيل".

ونوه بأن "ظروف البلد تنعكس على المجالات كافة، ونتيجة ذلك اضطروا للتوقف عن العمل، وكان المقرر انتهاء المرحلة الثانية بحسب ما قُررت بالسابق أن يكون استكمال البناء فقط في مطلع يناير العام2020، لكن كان قد قدم الاستشاري تصوراً جديداً، وأفاد أن الموضوع ليس باستكمال وإنما بإعادة تأهيل نتيجة لانهيار البنى التحتية، وبالفعل تم تغيير كل شيء، وقاموا بإعادة تأهيل البنى التحتية بشكل كامل وأدخلوا إضافات، ومهمتهم الآن تقتضي في إيصال المشروع إلى بر الأمان، ويعود المستشفى إلى العمل لخدمة المواطنين في المدينة والمناطق المجاورة".
اصلاح وحدات التكييف الداخلي في المستشفى
اصلاح وحدات التكييف الداخلي في المستشفى

وعن عملية إعادة تأهيل المستشفى لأحيائه بعد إنجاز الكثير من بنيته التحتية أوضح م. عصام بقوله: "بعد إرساء المناقصة على شركة زيناك للهندسة والمشاريع المحدودة، وجد المقاول بعد استلامه موقع المشروع أن البنية التحتية السابقة منهارة بشكل كامل والمنظومات والشبكات وأعمال التمديدات المختلفة خارج الخدمة تعرضت لأضرار بالغة بسبب الحرب والتوقف الطويل، وكذلك بسبب أن المكان كان مغلقاً، إضافة إلى أن موقع المستشفى المطل على البحر، فتأثرت المعدات والأجهزة بشدة بالملوحة والرطوبة وحرارة الجو".

وأضاف: "بعد أن وجد المقاول معظم مرافق المستشفى خاربة قدم تصوراً بإعادة تأهيل المستشفى بدلاً من استكمال ما تم إنجازه سابقاً منذ ما قبل عام 2012م، على أن العمل لن يكون مجرد استكمال، وإنما تأهيلاً كاملاً مثل: منظومة الكهرباء - الغازات الطبية - شبكة كابلات الحاسوب - المياه والصرف الصحي - نظام مكافحة الحريق ..إلخ. وجدناها مهملة ومفتتة بفعل الظروف المناخية المشار إليها سابقاً، كما لا ننسى فترة حرب تحرير عدن من الحوثيين والانفجارات التي حدثت في المباني المحيطة بالمستشفى مثل عدن مول والمحكمة، وأثرت بشكل مباشر على أعمال الألمونيوم والزجاج والواجهات وأعمال ديكورات السقوف وكثير من التمديدات المعلقة، وبعد كل تلك التغييرات التي تمت يعتبر المستشفى حالياً قائماً وفق بنية تحتية سليمة ومواكبة للتطور بطريقة صحيحة كشبكات الكهرباء وشبكة المياه والصرف الصحي وغيرها".

وأشار إلى ما تم استحداثه في المشروع قائلاً: "كذلك قمنا بأعمال واستحداثات جديدة، متعددة، فمثلاً محطة التكييف المركزي المسماة بـ (الشيلرات)، والتي تقوم بعملية تبريد المياه وهي عبارة عن مكثفات لتبريد المياه كانت 4 شليرات صغيرة قدرتها التبريدية في السابق (600 طن)، أما الآن فقد ضاعفنا قدرة التبريد إلى (1150 طناً) لأجل أن يكون مواكباً وملائماً لعملية التوسع التي أجريت للمستشفى مع إضافة مركز القلب، وجعلناه بقدرة أكبر كاحتياط خلال الضرورة حتى نتمكن من القيام بأعمال الصيانة مستقبلاً، وهذا يترتب عليه تكبير مضخات التكييف المركزية أكثر لأن لدينا مركز القلب وهو الذي يتغذى من تلك المنظومة".

وتابع: "قمنا باستحداث محولات كهربائية لزيادة الأحمال عند تأهيلنا للمنظومة الكهربائية بإضافة محولات كهربائية جديدة قوة 1600 ك. ف، ومحول آخر بنفس القوة لمركز القلب لكي يستوعب الأعمال الذي قمنا بها. طبعاً كل هذه الاستحداثات سترفع من الأحمال الكهربائية، وزودنا قدرة المولدات الكهربائية. وبعد أن كان في السابق مولد واحد قدرة (ألف كيلو وات) الآن لدينا 4 مولدات بأربعة آلاف كيلو وات، كما زودنا السعة التخزينية للوقود من 30 ألف لتر في السابق إلى 60 ألف لتر. كل تلك التوسعات بالإضافة إلى تأسيس أقسام جديدة للأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي تسبب في زيادة الأحمال الكهربائية، مما اضطررنا لوضع المعالجات الفنية المناسبة بالتنسيق مع مؤسسة الكهرباء بعدن، كما عملنا على إنشاء منظومة التخلص من النفايات الطبية بدلاً من إحراقها داخل ما يسمى (محرقة النفايات) كما هو سائد في كثير من المستشفيات، وميزته بأنه نظام متكامل يعمل بشكل آمن، حيث يقوم بالتخلص وحرق النفايات الطبية والمواد العضوية من دون تلويث البيئة أو نقل العدوى. أيضاً حرصنا إلى إدخال نظام الغازات الطبية لكل الغرف والأقسام التي تتوزع فيها أقسام الرقود بالطبع إلى غرف العمليات والطوارئ والعناية المركزة".

حول ارتباط الخدمات في كل من المستشفى ومركز القلب أوضح م. عصام أن مركز القلب مرتبط بكل الخدمات المرافقة والمتصلة بمنظومة المستشفى، حيث إن المستشفى القائم مكون من 220 سريراً، فيما مركز القلب فيه 50 سريراً بإجمالي 270 سريراً، ومركز القلب سيتم تجهيزه بأحدث المواصفات العالمية مواكبة للتطور مثل أجهزة القسطرة وعمليات القلب المفتوح وغيره من الأجهزة، لكي يصبح المركز متكاملاً بأحدث الأجهزة.

وننتظر حالياً وصول الأسرة الطبية من كندا حيث سيزود المستشفى بأحدث التقنيات المتوفرة حالياً
وفيما يتعلق بتكلفة المشروع ونسبة إنجازه قال: "الآن نسبة الإنجاز حوالي 73 % فيما يخص بتكلفة الإجمالية لمشروع إعادة تأهيل مستشفى عدن العام، وإنشاء مركز القلب بـ (43) مليون دولار، ومن المفترض إنهائه مع نهاية هذا العام".

وعدّد م . عصام المصاعب والعراقيل التي واجهها المشروع بقوله: "هناك بعض الصعوبات التي نواجهها مثل تأخر الإفراج عن الحاويات والمعدات والأجهزة التي تصلنا من الخارج عبر المنافذ الحدودية، وبسبب ذلك تتوقف فترات عمل كثيرة تكون مرتبطة بوصول تلك المواد، وهذا التأخير يزيد من بطء أعمالنا. كما تواجهنا صعوبات في التعاقد مع الشركات الأجنبية لتوريد المعدات والأجهزة للمشروع بسبب الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا. مع ذلك استطعنا التغلب على كثير من الإشكاليات، ومنها ما يخص العمالة الوافدة من خلال الاستعانة بالعمالة المحلية الماهرة، وهذا يتطلب وقتاً حتى تتم المفاضلة والاختيار مما أخر عملنا بعض الشيء. وقبل أيام قام بزيارتنا سيادة محافظ عدن الأستاذ أحمد حامد لملس، وقام بتسهيل كثير من أمورنا ووعدنا بتقديم ما يمكن لإعادة افتتاح المستشفى في أقرب وقت، ولا بد من التنويه بدور وزارتي الصحة والتخطيط التان تقدمان كل ما يمكن من دعم لتسهيل مهامنا، وحل أي مشاكل قد تعترض سير العمل بالمشروع ".
وشكر في ختام حديثه كلاً من "الصندوق السعودي للتنمية" و "البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن" على دعمهم المستمر وتلبية متطلبات العمل بالمشروع للإسهام في تطوير القطاع الصحي بعدن.

أثناء زيارتنا الى المستشفى للوقوف على أعمال إعادة التأهيل لمسنا المتابعة الحثيثة واليومية لرئيس البرنامج السعودي لأعاده إعمار اليمن السفير محمد آل جابر شخصياً الذي اتصل بأحد مهندسي المشروع أثناء زيارتنا وابلغنا المهندس الذي أجاب على المكالمة انه يتلقى العديد من الاتصالات منه ومن مسؤولي البرنامج بشكل يومي.. وان هناك رقابة متواصله على مستويات التنفيذ للمشروع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى