«هيثم طاهر» في حديث مع «الأيام»: خضنا الحرب بأسلحتنا الشخصية وتسلّحنا بأسلحة العدو

> لقاء/ محمد صالح حسن

> نقاتل بعقيدة ثابتة هي الدفاع عن أرضنا حتى التحرير والاستقلال
لا يحب الشهرة أو الوصول إلى كراسي السلطة أو يبحث عن مال أو جاه رغم شهرته النضالية وتضحياته الكبيرة في ساحات النضال ومتارس المواجهات العسكرية.
شعاره التحرير والاستقلال وتطهير الجنوب من (الاحتلال الهمجي المتخلف) الذي عاث في الجنوب سلباً ونهباً وتنكيلاً بأبنائه.

إنه العقيد هيثم طاهر قاسم الشعيبي المكنى (بأبو الجنوب) رجل التواضع والأخلاق العالية أحد رجال الحرب الأوائل في المقاومة الجنوبية مع عدد من رفاق دربه بقيادة القائد المناضل عيدروس الزبيدي والمناضل الجسور الذي خاض معارك النصر في معركة تحرير جبل العر في يافع وفي الهجوم على القطاع العسكري بردفان.
كان في العام 2015 من أوائل القادة في مواجهة قوات صالح الجاثمة على محافظة الضالع من خلال الكمائن العديدة والهجمات اليومية على طول الخط الرابط من قعطبة إلى الضالع.

ومن أوائل الأبطال الذين كلفوا بتحرير معسكر الجرباء واللواء الذي كان يقوده "ضبعان".
استمر أبو الجنوب في خوض غمار معارك تحرير الضالع، وأصيب في إحدى المواجهات بمنطقة الوبح إصابات جسيمة كادت تؤدي بحياته ولا زال جسمه يحمل العديد من الشظايا، لكنه واصل نضاله ولم تثنه حالته الصحية عن أداء واجبه في تحرير الأرض وبعد تحرير الضالع، عين قائداً للمقاومة الجنوبية في الضالع.

بدأ أبو الجنوب بتدريب وتأهيل أفراد المقاومة الجنوبية وتنظيمهم وفق الأطر العسكرية بعد نقل جزء كبير من أفراد المقاومة إلى عدن، وكانت الدورة الأولى هي تدريب أفراد من المقاومة في الضالع من رماة وسائقين للدبابات، كما درب العديد من السرايا والكتائب في معسكر حكولة وكتائب اللواء 33 مدفعية، وكانت القوة الوحيدة الضاربة في الضالع، ومن تلك القوة تأسست العديد من الألوية والكتائب العسكرية التي ساهمت بشكل كبير في تحرير عدن وتأمينها عسكرياً وأمنياً والتحرك صوب المخا.

وكذلك أسس الكتيبة 16، وهي إحدى الكتائب التي لها تاريخ حافل بالنصر والصمود في أكثر من موقع بجبهة الضالع منذ اندلاع المواجهات مع المليشيات.
خلال زيارتنا لموقع الكتيبة 16 التقينا القائد العقيد هيثم طاهر الشعيبي قائد الكتيبة 16 اللواء 33 مدرع رفقة أفراد الكتيبة بجبهة شمال الضالع، حيث يرابطون منذ اندلاع المواجهات مع المليشيات الغازية والإرهابية الحوثية المدعومة إيرانياً منذ العام 2019م.

وفي مستهل حديثه قال القائد هيثم: "كنا في بداية الحرب وبالذات حرب 2015 لا نمتلك أي سلاح نوعي باستثناء أسلحة شخصية عادية قاتلنا بها حتى تمكنا من تحرير الضالع والاستيلاء على أسلحة (المحتل) واستخدمناها في حربنا ضده وضد مليشياته إلى اليوم في العديد من الجبهات ومنها جبهة الضالع، ومن هذه الأسلحة دبابات وأسلحة خفيفة ومتوسطة".

خلل كبير
وعن دور الكتيبة في جبهة شمال الضالع المشتعلة قال: "تقدمنا باتجاه مناطق العود منذ عام 2019 الهدف منه صد تقدم المليشيات باتجاه الضالع، ومكثنا هناك حتى حصلت بعض الاختلالات، والسبب هو انسحاب بعض القوات المشاركة خصوصاً في حبيل السماحي، ورافقتها انسحابات من مناطق الحشا".
وأضاف: "أكبر خلل واجهناه هو أثناء تعيين قائد جديد للواء 30 مدرع، حيث انقلب الكثير من منتسبيه إلى صف الحوثي بتحريض وتواطؤ من قائد اللواء السابق".

وتابع: "أيضاً من بين الأسباب عدم وجود حاضنه تميل إلى قواتنا الجنوبية والمشتركة وهناك الكثير من القوى الوطنية من أبناء منطقة العود والمناطق المجاورة تشارك في معركة تحرير تلك المناطق من قبضة المليشيات".

الدبابة الأسطورة
وتطرق في حديثه عن مواقف في جبهة الضالع تعرض لها برفقة جنوده، منها الدبابة التي تعرضت لأربع إصابات وسماها بالدبابة الأسطورة.

وعن الدبابة الأسطورة في ميادين المعارك قال: "دبابة T 55 التابعة للكتيبة 16 اللواء 33 مدرع هي واحدة من الدبابات التي حصلنا عليها أثناء معركتنا مع قوى الاحتلال عام 2015 في معركة تحرير الضالع من الألوية العسكرية والمليشيات الحوثية كاللواء 33 مدرع الذي كان يقوده ضبعان، وغيره من وحدات الأمن المركزي ولهذه الدبابة مشاركات عدة في إطار الكتيبة 16 اللواء33 مدرع حالياً منذ ما بعد تحرير الضالع بنفس العام، وكانت أولى مشاركاتها معركة استكمال تحرير الضالع والبداية من منطقة الوبح، وانتقلت بعدها إلى دعم اللواء 30 مدرع في منطقة العود يوم الإثنين في تاريخ 18/ 3/ 2019، وكذلك الكتيبة 16 بأوامر من القائد العام للقوات المسلحة الجنوبية اللواء عيدروس قاسم الزبيدي بإدارة المعركة وكان لها دور بارز وفعال، وتعرضت الدبابة لأربع إصابات بصواريخ حرارية الأولى في منطقة عزاب العود تاريخ 4/ 2020 سقط على إثر ذلك شهيد و 8 جرحى واحترقت 6 قذائف، وتم إخماد الحريق بفضل الله تعالى، وقمنا ببعض الإصلاحات لبعض الإصابات التي تعرضت لها بعض أجهزتها، وبعدها عدنا من جديد إلى أرض المعركة".

وأضاف: "في المرة الثانية تم استهداف الدبابة في منطقة الفاخر بتاريخ 29/ 4/ 2020 أصيب على إثرها 12 شخصاً من ضمنهم قائد الطاقم العقيد عمر العولقي، والعقيد عبدالله محمد الحريري في منطقة النبيجة، لكن كانت الإصابات في البترة التي فوق الجنزير، وكذلك الخزانات الخارجية التي كانت خالية من الوقود".
وتابع حديثه: "الإصابة الثالثة كانت بتاريخ 19/ 5/ 2020 في منطقة حجر، ونحن في موقع حبيل السوق تم استهداف برج الدبابة من قبل مليشيات الحوثي بصاروخ بترس، وربما بعد المسافة قلل من أضرار الإصابة، فالصاروخ الحراري انطلق من مسافة بعيدة باتجاه الدبابة".

أما الإصابة الرابعة كما يقول: "هي الإصابة التي دمرتها كانت في تاريخ 19/ 5/ 2020 في حبيل السوق، وأدت إلى استشهاد عدد من أبطال قواتنا الجنوبية، منهم الشهيد أحمد قرنة والشهيد ياسين الجوبعي. هؤلاء كانوا يشكلون طاقم الدبابة، طبعاً الإصابة الأخيرة كانت بصاروخ موجه حراري".
وتابع: "مازلنا إلى اليوم في جبهة شمال الضالع نقاوم الغزاة ولم نيأس، صامدون في الجبهة حتى الانتصار كما لا ننس صمود الآخرين من أبناء مناطق حجر وغيرها من مناطق الضالع الذين يقاتلون بجهودهم الذاتية مليشيات غازية وإرهابية حوثية همجية".

بين 2015 و 2020م جيش نظامي ومليشيات
وعن الفارق بين المعركة المفتوحة شمال الضالع مقارنة مع حرب 2015 أجاب قائلاً: "حرب 2019 مع المليشيات الغازية الحوثية تختلف مقارنة مع حرب 2015 في معركة العام 2015م. خاضت المقاومة الجنوبية حرب عصابات كبدت العدو خسائر كبيرة في العتاد والأرواح لم يتوقعها العدو".
وأضاف: "كنا نواجه جيشاً نظامياً يتمثل في اللواء 33 مدرع بقيادة ضبعان ومجاميع مليشياتية من الحوثيين، والسبب يعود إلى الحاضنة الشعبية للمقاومة الجنوبية في مناطق الضالع هي من رجحت الكفة لانتزاع الانتصار وتحرير الضالع من المليشيات الغازية والإرهابية الحوثية والعفاشية والأحمرية في تلك المرحلة".
وتابع: "معركة 2019 هي امتداد لحرب 2015 وهدفها من الغزاة السيطرة على الضالع والسير باتجاه الجنوب مجدداً، فالمليشيات أدخلت أسلحة نوعية متطورة، منها الصواريخ الحرارية والقناصات الحرارية، لكن بعون الله خضنا المعركة ومازلنا إلى يومنا نخوضها ونتصدى للجحافل الغازية، وكل من يقف في مساندتها".

عقيدة ثابتة ومعنويات عالية
مضيفاً: "اليوم المعارك مستمرة في جبهة الضالع ومعنوياتنا عالية وثقتنا بالله كبيرة ونقاتل بعقيدة ثابتة هي الدفاع عن أرضنا وبلدنا. نستمد قوتنا من شعبنا فشعبنا معنا وهو الحاضن القوي للثورة والداعم والسند القوي لها".
واختتم حديثه: "الثورات التي لا توجد لها حاضنة هي ثورات عبثية لا تقود إلى النصر".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى