سامي السعيدي .. شكرا ..!

> محمد العولقي

> يكاد الحديث عن الرياضة كنشاط مجتمعي يتبخر أو يتسامى في (الجنوب) أمام البلاء الذي يعصف بالرياضيين تحديدا، وتكاد الجهات الحكومية مغيبة وغائبة عن المشهد الرياضي إلا من رحم ربي.

مهلا من فضلكم للكلام بعاليه استثناء جميل كسر قاعدة الجمود الحكومي، ففي وقت تنهش فيه الأزمات جسد المواطن الجنوبي و تحرمه لذة النوم، يأتي الأخ (سامي السعيدي) المدير التنفيذي للمؤسسة الاقتصادية ليحيي فينا جثث الفرح، و ليؤكد لي أنه ليس من فصيلة الذين أكلوا الرياضيين لحما و رموهم عظما، فقد لامس هموم الرياضة و تعاطى بإيجابية مع كل بادرة تسعى إلى نفض الغبار عن المقامات و القامات الرياضية البارزة كلما سمحت الظروف.

تلقيت نبأ رعاية المؤسسة الاقتصادية لمهرجان تكريم النجم الدولي الكبير (صالح بن ربيعة) بنفس لهفة تقبيل أشعة الشمس لجبين رابية خضراء، فوجدت أمام هذا التقدير الكبير لأحد نجوم الكرة الجنوبية أنه من اللازم توجيه الشكر المغلف بالامتنان للمدير (سامي السعيدي)، ليس لأنه حرك المياه الراكدة في الوسط الرياضي فحسب، ولكن لأنه أعاد لنا قليلا من لبن الإنصاف المسكوب على رصيف الجحود والنكران.

حاولت مرات كثيرة التواصل مع الأخ (سامي السعيدي) لأكشف له عن مشاعري الجياشة على الهواء وجها لوجه، لكن حالت الظروف دون إتمام هذه الأمنية، فما كان مني سوى إهداء هذا الرجل مقالة متواضعة علها تسكن بيت القصيد.

لا شك أن أسهم (سامي السعيدي) ارتفعت كثيرا في بورصة الرياضيين، ولا ريب أيضا أن (السعيدي) كان ذكيا في اختياره لبن ربيعة بالذات، خصوصا والمدافع الدولي السابق الذي يصنف على أنه أبرع من لعب في قلب الدفاع بعد الوحدة، داخ السبع دوخات وهو يستجدي مهرجان اعتزال يليق بما قدمه لوطنه طوال ربع قرن من الدفاع عن ألوان الكرة اليمنية محليا و دوليا دون طائل.

كانت لفتة (سامي السعيدي) بتبنيه مهرجان التكريم على ملعب (بارادم) بالمكلا، و من ثم إشرافه الشخصي المباشر على كل صغيرة وكبيرة في المهرجان لكي يخرج بصورة تتناسب طرديا مع تاريخ (صالح بن ربيعة)، ضربة معلم أعادت قليلا من التوازن في العلاقة بين الرياضة والمؤسسات الحكومية الخدماتية.

من يعرف (سامي السعيدي) عن قرب سيشهد أن الرجل تأثر كثيرا بالبيئة الرياضية الجاذبة للإبداع، فقد مارس (السعيدي) كرة القدم في صباه، و تعلق بها شابا يقطر حيوية و نشاطا، و شجعها معجبا و مسؤولا من موقعه، فكان حرصه على الاحتكاك بالرياضة كمدير عام للمؤسسة الاقتصادية طبيعيا يتماشى مع شخصيته المتوقدة حماسا، ومع روحه الرياضية المشتعلة حركة و بركة.

وما يميز (سامي السعيدي) عن غيره أنه لا يتعصب للون رياضي معين، و لا يميل ميلا كاملا للاعب بعينه، لكنه يحرص على التعاطي مع كل الألوان دون تتميز، و الفضل عنده دائما لمن يمتلك تاريخا رياضيا متخما بالعطاء ومشبعا بشعبية جماهيرية تنتصر للأخلاق، وإنما الأخلاق ما بقيت.
ولأن العزائم تأتي على قدر أهل العزم كما يقول المتنبي من قبره، فإن أقطاب الكرم و المكارم اختزلت شهامتها في قدرة الأخ (سامي السعيدي) على ترويض الواقع الصعب، ومن ثم إدخال الفرحة إلى كل بيت عشق الكابتن (صالح بن ربيعة) المدفعجي الذي تسبب ذات صيف لاهب في هدم ودك سور الصين العظيم.

يستحق الأخ (سامي السعيدي) وقد نفض عن (صالح بن ربيعة) غبار الإهمال من جهات متخصصة أكلت أخضر الرياضة و يابسها، أن يحتل العناوين البارزة في صحافتنا الرياضية، وليس أمامنا سوى رد الجميل للأخ (سامي السعيدي) بالكلمة الطيبة وهذا أضعف الإيمان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى