«بلاش طماط»

> نستثني من غذائنا أشياء كثيرة، ولم يكن يخطر ببالنا أن الطماطم أو الصلصة أو الصانونة سوف تكون من بين تلك القائمة، لأننا قد اختزلنا حاجات عدة، قلنا في وقت سابق (بلاش سمك)، أم اللحوم فقد نسي الكثيرون نكهتها.
عموماً هذا الوضع غير الطبيعي مرده حالة انهيار اقتصادي لا تبدو في الأفق إمكانية تجاوزه أو وقفه، لأن عجلة الحياة شبه معطلة، فحتى الأعمال الصغيرة باتت معطلة، بحكم انطفاء الكهرباء وانعدام الوقود، والارتفاعات مستمرة رغم أن لا فرص عمل ولا زيادة في الأجور، بل إن الأجور الزهيدة أيضا معظمها في خبر كان.

والغريب أننا في ظل واقع على هذا النمو المؤسف يتحدث عن الجوانب الصحية للسكان وإمكانية محاصرة الأوبئة والأمراض، وهذا لن يحدث قطعاً في مجتمع يعاني هذا الحجم من التردي الحياتي العارم، فالأطفال المواليد يموتون في المهد، بحكم عدم قدرة الآباء على شراء الألبان الضرورية لحياتهم، الكبار أيضاً يعانون من الأوبئة والأمراض وليست أمامهم إلا زيارة الصيدليات التي تبيع الأدوية وما أكثرها! فهي سبيله الوحيد للحصول على ما يمكن من الدواء وغالباً يكون بدون وصفة طبية.

على الجانب الآخر تعصف أزمة المياه بما تبقى من أمل، فلا عوامل النظافة ممكنة في ظل شح شديد في المياه، وأحوال على هذا المستوى من البؤس لا يمكن معها أن نشير إلى مجتمع سليم ومعافى، فنقص المواد الأساسية الغذائية بات الآن مشكلة كبيرة وهو ما يجعل انتشار المجاعة أمراً واقعاً وعلى أوسع نطاق، فالحد الأدنى من التأمين الغذائي بات غير موجود، ناهيك عن غياب التأمين الصحي فقائمة الأمراض المستوطنة كثيرة، خذ مثلا ما نعانيه من مخاطر حمى الضنك التي حصدت العام الماضي أرواحاً كثيرة، وهذا المرض مرشح للعودة بقوة، بحكم غياب أي أعمال وقائية كما هو معهود في الرش الذي يحارب البعوض وتكلفة ذلك ليست كبيرة، لكن لا أحد يشعر بالمسؤولية وبالتالي فإن الشتاء الذي هو على الأبواب يحمل نذر مخاطر عودة حمى الضنك والمكرفس والملاريا وكورونا، وكل ذلك سوف يتكرر بصورة مأساوية في مجتمع يعاني من الفقر والإفقار وضنك معيشي غير مسبوق، حتى إن صانونة الهواء باتت من الأطباق المتعذرة لدينا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى