ثورة القهوة!

> كُنْ جزءاً من التاريخ واشرب كأساً من البُن.. إنّه كنز اليمن الذي فوق الشجر.. وَلعَ بلونه الأدباء وذاب بغرامه الشعراء فسمّوه "دُرَر وعقيق" فهاموا بحضرته وتغنّوا.. "بُن اليمن يا دُرَر يا كنز فوق الشجر" وطربوا لغصونه الخضراء فأنشدوا "يا سُندُّس أخضر مُطرّز بالعقيق اليماني"!

* يا رائحة البُن المحروق في نهر "الدانوب".. هُزِمَت جيوش سليمان القانوني عندما لم يشربوا قهوتهم قبل المعركة فانكسرت على أبواب فينّا، كما هَزَمَ الساسة هُنا في اليمن ثورة البُن عام 2011 عند أبواب صنعاء!

* في صفحة 5 من عدد "الأيام" الغرّاء (6933) يوم الإثنين الماضي أستنشقتُ رائحة القهوة بين سطور تقرير البُن المُعنوَن بـ "الاحتفال بيوم القهوة.. شراب الولي الذي أصبح مشروب الملوك".. ولو لم يكن في العدد غيره لكفى!

* لقد كانت "لمسة باشراحيلية بنكهة الشراب الأصيل.. تَضوَّع ويفوح.. ومزاج حبّات بُن طازجة ومحمّصة وبلّورات سُكّر وحبّات هيل تزيد العِطر عِطراً، وزنجبيل كُلّهُ طلاوة "واشرب قهوة النصر يا باشا"!

* أجمل ما جاء في التقرير المعطّر برائحة القهوة وكُلّهُ عِطر.. "اليوم استبدل المزارعون ثقافة القات بحبوب البُن".. ولفت انتباهي تقريرا في قناة السعيدة عن "مليون ومائتي ألف شجرة بُن في وادي بني حمّاد بتعز".. ثم يأمل منظّم مهرجان القهوة وتاجر البُن جلال جرما "أن تعود القهوة اليمنية إلى مجدها السابق".. ولربّما كانت الظاهرة صحوة جديدة وركلة يمانية "مرتدّة" لكُرة الحرب التي وصلت شُبّاك الفريقين الحوثي والشرعية فقطّعت ومزّقت بينما النتيجة صفر - صفر!

* قال رئيس شركة "ماد بريست " مايكل رايس "أُريد أن أكون جزءاً من التاريخ، أُريد أن تكون شركتي عبارة عن وعاء لثورة القهوة العالمية"!

* كم يحتاج اليوم حكام اليمن أن يشربوا من القهوة لتعطيهم مزاجاً من النشاط والحيوية فتوقظهم من رقدتهم الطويلة في عواصم البلدان.. كيف لا يفعلون وفي حوزتهم أكياس كثيرة من البُن؟!

* اشربوا ولو من أجل"اتفاق الرياض" لتنجزوه.. فبين جدّة وعدن طاولة حُب ترتص عليها كؤوس القهوة العربية.. كذا صورة "شقيق وعقيق" وثورة وحريّة!

* في رواية لتقرير "الأيام" أن أول من شرب القهوة في اليمن هو الشيخ الفقيه الصوفي علي بن عمر الشاذلي، وأول من شربها من الأوروبيين البرتغاليون عندما ضيّفهم هذا الولي الصوفي في قرية يمنية تتكئ على الشاطئ لعلها "المخا" نزلوا فيها مطلع القرن السادس عشر الميلادي باتجاه بيت ومسجد أبيض صغير في طرف القرية حيث استقبلهم تحت سقيفة من النخل وضيّفهم على قهوة!

* يا لها من صورة رائعة لضيافة أروع .. "بُن اليمن يا دُرَر"..

سلطة راقدة منذ ست سنوات وعندها أرطال من حبّات البُن وأكياس من شراب القهوة ثم لا تصحو ولا تستيقظ.. "هذا لعمري في الزمان فظيعُ"!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى